الهجوم على السفارة الأميركية في لبنان: الدلالات والأهداف ... من هو المنفِّذ الحقيقي؟   

خاص ON | عزت ابو علي | Thursday, June 6, 2024 4:23:00 PM


عزت ابو علي - LebanonOn

ربع ساعة من إطلاق النار المتبادل في محيط السفارة الأميركية في عوكر بين مسلح من جهة والأجهزة العسكرية والأمنية وحرس السفارة من جهة أُخرى، كانت كفيلة بإشغال لبنان كله على المستويات كافة بالحادث الأمني الخطير. 

يرى رئيس المحكمة العسكرية الأسبق العميد الركن منير شحادة في حديث لموقع LebanonOn أنَّ العملية تهدف إلى زعزعة الاستقرار في لبنان عبر أطراف تريد ذلك، دون استبعاد فرضية وقوف تنظيم داعش الإرهابي خلف العملية.   

عملية قال عنها المنفذ إنها تأتي نُصرةً لغزة، وهنا لا يرى العميد شحادة أي ارتباط بين الأمرين، فحدث مثل هذا لا يؤثر على سياسة الولايات المتحدة الأميركية في غزة أو منطقة الشرق الأوسط.   

وعن كيفية وصول منفذ الهجوم إلى محيط السفارة يؤكد العميد شحادة أنَّ الموقوف اليوم هو بعهدة مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، والتي حتماً ستكشف خيوط القضية، بعد إجراء التحقيقات اللازمة مع المنفذ ومع حوالي 16 موقوفاً من بينهم أحد رجال الدين يُشتبه بارتباطهم بشكل أو بآخر في القضية.

ويُشير العميد شحادة إلى أن الحادث يُسلِّطُ الضوء على النازحين السوريين في لبنان خاصة وأنَّ المنفِّذ سوري الجنسية، وهذا ما يفرض إيجاد حلٍّ لأزمتهم التي باتت مُعضلة وتتسبَّب بأزمة كبيرة للبنان برمته مع الجهات الغربية الساعية لتوطينهم في لبنان من خلال ممارساتها.   

لا شكَّ أن الحدث الأمني الخطير يحمل أبعاداً أمنية وسياسية في زمانه ومكانه.  

فالهجوم في بعده الأمني يدل على مؤشرات خطيرة، خاصة وأنَّ الكلام يتمحور حول مجموعة مسلحة لم تتمكن القوى الأمنية من توقيفها استباقياً، ما يعني وجود اختراق أمني كبير في محيط السفارة الأميركية، وهذا الأمر يطرح تحديات أمام القوى الأمنية، ويستدعي ضرورة إجراء تعديلات في الإجراءات المعمول بها وقت وقوع الهجوم.

وفي بعده السياسي، يتجلى الحدث في أهمية السفارة الأميركية كمقر أساسي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي، فإن هذا الهجوم قد يحمل رسالة موجهة مرتبطة بما يجري في قطاع غزة والجنوب اللبناني، وقد يكون جزءاً من سياق المفاوضات المتعلِّقة بوقف إطلاق النار من خلال المبادرة التي باتت تُعرَف بـ "مبادرة بايدن".

طريقة تنفيذ العملية والدلالات والأبعاد، تطرُح علامات استفهام عدة حول ما إذا كان تنظيم داعش الإرهابي يقف خلفها في حقيقتها مثل ظاهرها، فالعنصر كما بدا واضحاً في صورته أظهر عن ارتباطه بالتنظيم من خلال شعارات وأوشام، لكن المُتعمِّق بالبحث في أصول ومنهج التنظيم يُدرك تماماً أن تظهير المُنفِّذ بهذه الصورة يُخالف الأصول والمنهج، فالتنظيم الإرهابي لا يعتمد الإعلان عن عملياته بهذه الطريقة، وكل العمليات الإرهابية الذي نفَّذها داعش تُثبت صحة ذلك. 

منذ انطلاقته أيضاً اعتمد التنظيم الإرهابي ما يُعرف بـ "الأهداف الطرية" التي تؤدي إلى ضحايا بهدف تضخيم أعماله، وبالتالي فإنَّ اختيار الهدف الذي يُعَدُّ حصناً منيعاً يطرح فرضية الرسالة السياسية لمن يقف خلف العملية بشكل حقيقي، فعمليات التنظيم الإرهابي الإنغماسية التي تنتهي عادة بتفجير الإرهابي لنفسه يُصاحبها تصوير دقيق وإعلان صريح، فأين كل ذلك؟!. 

وهنا يبرز السؤال هل وقع المُرسل الفعلي في خطأ الأيديولوجيا والمكان خاصة وأن الجريمة الكاملة تُعَدُّ أمراً نادراً؟!.

الفرضيات كثيرة والاحتمالات أكثر، لكن الأهمَّ هو سرعة تحرك الأجهزة العسكرية والأمنية للردِّ على النيران وإلقاء القبض على المٌنفِّذ، وهذا ما سيُوَفِّرُ على المُحَققين الكثير من التكهنات، وموقفاً مُعيناً من قبل واشنطن تجاه بيروت.

 

 

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا