عزت ابو علي - LebanonOn
يُعوِّل لبنان على الموسم السياحي الصيفي الواعد لضخ ما بين 4 إلى 5 مليار دولار من العملات الصعبة في اقتصاده.
الصيف الواعد يُقابله الصيف الساخن نتيجة الحرب جنوباً والتخوّف من تمدّد رقعة الصراع من الجنوب باتجاه مختلف الأراضي اللبنانية.
اتحاد النقابات السياحية ونقابة أصحاب الفنادق رفعت الصوت عالياً وأعلنت أن القطاعات السياحية تواجه صعوبات وعوامل ضاغطة، خصوصاً مع تدني نسبة الإشغال بسبب القتال في الجنوب.
يقول مصدر مطلع لـ LebanonOn إنَّه ولغاية هذه اللحظة فإنَّ الوضع لا يُبشر بالخير، خاصة مع الضبابية التي تحيط بالحلول، ويُحذِّر من أنَّ طول أمد الحرب سيدفع بالسّيّاح لتغيير وجهتهم عن لبنان باتجاه أماكن أكثر أمناً كتركيا ومصر والأردن رغم المغريات التي تُقدَّم لهم في لبنان.
وعلى الرغم من أهمية السياحة الداخلية في ظل الظروف الاقتصادية التي تُعيق سفر اللبنانيين إلى الخارج، إلا أنها لا تُعدُّ عاملاً أساسياً يأتي بالعملة الصعبة الذي يحتاج الاقتصاد اللبناني إليها.
عملة ستُسهم بالطبع في تثبيت سعر صرف الدولار أمام الليرة اللبنانية، وهو الأمر الذي يُعَدُّ الهاجس الأكبر للبنانيين، الذين يؤرق سعر الصرف أيامهم.
يقول مصدر في مصرف لبنان في حديث لـ LebanonOn إنَّ سعر صرف الدولار يتراوح بين 50 إلى 70 ألف ليرة لبنانية، وليس 89500 ليرة كما هو معمول به الآن، لكن تخفيض سعر الصرف غير ممكن نظراً لعدم الاستقرار.
من خلال ذلك يتضح أن عدم ضمان مرور الموسم السياحي بسلام، سيؤدي ربما إلى انفلات سعر الصرف خاصة إذا لم يتمكن المصرف من متابعة السير بخطته التي تقضي بشراء الدولارات من السوق بقدر الجبايات بالليرة اللبنانية، بمعنى أن المركزي يشتري الدولارات من السوق بمعدل وسطي يبلغ 6 ملايين دولار يومياً شرط أن تكون الجبايات الضريبية بالليرة اللبنانية موازية لهذا المبلغ، ويُعوِّل المصرف أيضاً على رفع هذا الرقم إلى فوق الـ 10 ملايين دولار يومياً خلال موسم الاصطياف الموعود.
إذاً، ومن خلال سير الأحداث تبدو الصورة أقرب إلى السوداوية منها إلى الوردية، مع التصعيد جنوباً وعدم التوصل لاتفاق لإنهاء حرب غزة لغاية الآن وارتباط جنوب لبنان بالقطاع، فهل يخسر اللبنانيون فرصة ذهبية لدعم الاقتصاد وبالتالي نمو إيجابي ووظائف إضافية؟.