حسين صالح - LebanonOn
منذ بدء الحرب في الجبهة الجنوبية للبنان والعدو الإسرائيلي ينفّذ عمليات اغتيال تطال نخب القادة في حزب الله، والأخير "يزفّ" شهداءه سواسية من دون الإعلان عن رتبهم العسكرية أوالتنظيمية.
وقد تفاجأت عامة الناس بكيفية وصول العدو إلى قادة المقاومة بالإسم، لكن بالتأكيد قيادة الحزب فهمت ما يقوم به الإسرائيلي، خصوصا بعدما استشهد العديد من قادته وعناصره المؤثرين على أرض الميدان، فكيف يصل العدو بعمليات الاغتيال؟ وأي من الوحدات الإسرائيلية مسؤولة عن ذلك؟
وحدتا 9900 و8200، كان لهما الدور البارز في الاغتيالات، لا سيما من خلال الاعتماد على "بصمات الصوت"، وتنسّق هاتان الوحدتان بشكل مستمر، وتنقسم مهامهما، فالأولى تعمل على توجيه الأقمار الصناعية لالتقاط صور لمنشآت عسكرية لأي دولة في المنطقة ورصد تحركات الخلايا المسلحة من خلال بث مباشر من القمر عند الوحدة، أما الثانية فترصد وتجمع المعلومات من مختلف المصادر.
وبحسب المعلومات، تعمل وحدة 9900 أيضا على استخراج الذكاء الجغرافي البصري وتفكك الشيفرات البصرية المتلقاة من الأقمار الصناعية أو الطائرات المسيرة أو حتى أجهزة الاستشعار التجسسية.
في هذا السياق، قال الباحث في مركز الدراسات الانتروستراتيجية العميد المتقاعد نضال زهوي في حديث لـLebanonOn إن الإسرائيلي كان يستخدم برمجيات جديدة عبر مسيّرات "الهرمز" و"إيتان"، لكن عندما استخدم حزب الله سلاح أرض - جو قصير المدى خفّت عمليات الاغتيال بسبب تقليص قدرته على معرفة الهويات والأشخاص".
واعتبر زهوي ما يحصل اليوم هو "صراع عقول"، وقسّم أحداث الحماية التي اعتمدها حزب الله منعا للاغتيالات أو الحد منها إلى 3 مراحل، "الأولى ردع طائرات الهرمز من الدخول إلى الأجواء اللبنانية وبذلك يصعب على العدو رصد الشخصيات ويمنعه من جمع المعلومات، والثانية وضع هواتف ليست للاستعمال بالسيارات منعا للشك بأن السيارة المرصودة قد تكون لأحد قادة أو عناصر الحزب".
أما عن المرحلة الثالثة، فقد قام بها الإسرائيلي بحسب زهوي "إذ أصبح يستهدف دراجات نارية قرب الحدود، وذلك يدل على فشل العدو الاستخباراتي لأن من كان يُستهدف لا علاقة له بحزب الله".
وعن التنسيق بين وحدتي 9900 و8200، لفت زهوي إلى أنه "في 7 أكتوبر كان لخداع هاتين الوحدتين دور كبير في نجاح عملية طوفان الأقصى، حيث لعبت المقاومة الفلسطينية على التنافس بين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، لكن اليوم لم يعد التنسيق بين الوحدتين بشري بل أصبح آلي عن طريق الذكاء الاصطناعي".
ويُشار إلى أن وحدة 9900 كانت مسؤولة عن التقاط صور لسيارة القيادي في كتائب القسام أحمد الجعبري، الذي استهدفته طائرات الاحتلال في العام 2012، كما كان لوحدة رسم الخرائط التابعة لـ"9900" دور في عملية اغتيال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بهاء أبو عطا العام 2019.
وتتشكل وحدة 9900 من عدة وحدات وهي: وحدة الأقمار الصناعية، وحدة الطائرات بدون طيار، وحدة رسم الخرائط، مركز فك التشفير، مديرية القتال و وحدة ساحبة، ولكل وحدة منها وظيفتها الخاصة.
نوع جديد من الحروب تعيشه الجبهة الجنوبية، حرب أمنية – استخباراتية – عسكرية في آن واحد، وحزب الله باعتراف العدو قبل الصديق يسيّر المعركة كما يريد وبانضباط ووعي تامين، رغم الخسائر البشرية والمادية، لكن نظرة الحزب الاستراتيجية تلخّص كل شي، وقد أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله سابقا وقال: "ما حدا يعدلنا شهدا.. نحن بحرب مش بنزهة.. والنصر آتٍ".