ميسا جبولي-LebanonOn
عاد الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان بزيارة جديدة رغم أنّ لا جديد في الملف الرئاسي، وحتى الساعة لا يبدو أن لودريان يحمل جديدا في جعبته. جولة "بحلقة فارغة" يقوم بها منذ الأمس حتى اليوم، من بنشعي الى عين التينة ولا شيئ تغيّر عن زياراته السابقة سوى التصاريح التي تزيد من همّ اللبنانيين. "لبنان السياسي سينتهي ولن يبقى سوى لبنان الجغرافي".. جملة تسربت للودريان بعد جولة من الزيارات، فماذا قصد؟ وما جديد الملف الرئاسي وأين أصبح دور اللجنة الخماسية؟
في هذا السياق، علق المحلل السياسي نضال السبع على تصريح لودريان قائلا: "هذا تهويل فرنسي لا معنى له، ثرثرة وكثرة كلام، فلبنان منذ حرب الـ75 ولمدة 17 عاما، ورغم ان البعض رفع فيه شعارات طائفية ومشاريع تقسيمية الا ان جميعها سقط، ولا أعتقد ان التهويل قد ينهي لبنان بشكله الحالي، فهناك مبالغة كبيرة وتهويل ومحاولة لارهاب اللبنانيين للذهاب نحو حل يريده الفرنسي".
وتابع السبع في حديث خاص مع موقع LebanonOn: "زيارة لودريان لن تختلف أبدا عن غيرها، ويبدو أن لودريان لا يمتلك خارطة الطريق ولا يمتلك أي مشروع للحل، فهو جاء من اجل الاستماع للأطراف اللبنانية للخروج من الأزمة الراهنة".
وأضاف: "طالما لودريان جاء الى لبنان بشبه تفويض أميركي خاصة ان الادارة الأميركية كانت رافضة أن تعطي دورا للودريان وهذا كان واضحا بعد ان انقطع لفترة من ممارسة مهامه، اليوم زيارة لودريان جاءت بتكليف من ماكرون المهتم جدا بالملف اللبناني، لكن حتى هذه اللحظة لا يمكن للجانب الفرنسي أن يحمل مشروعا ولا خارطة طريق والأزمة الرئاسية مستمرة". وأكد أنه "حتى لودريان خلال جلساته لا يريد الحوار انما يتحدث بموضوع التشاور الثنائي الضيق ومن ثم الذهاب الى جلسات انتخابية".
وعن لقاء لودريان بفرنجية، قال السبع: "فرنجية أبلغ لودريان أنه مستمر بترشيحه وهذا حقه الدستوري ولا يوجد أي شيئ يمنعه للتراجع عن هذا الترشيح خاصة أن ترشيحه وطني يشترك فيه حيّز كبير من المسيحيين، وبالتالي لن يستطيع الثنائي المسيحي أن يتفرّد بقرار المسيحيين وأن يقول "أنا صاحب الكتل الأكبر ونحن الذين نتحدث باسم المسيحيين".
وأضاف: "ثانيا موقع رئاسة الجمهورية هو موقع وطني بامتياز وحديث الثنائي المسيحي عن المرشح الأقوى مسيحيا من الممكن أن تكون مقبولة ان كانت حدود لبنان من البترون حتى الأشرفية انما حدود لبنان هي من العريضة حتى الناقورة وبالتالي لبنان بحاجة الى رئيس بحيثية وطنية وعلينا أن نبحث عن الأقوى وطنيا وليس طائفيا".
وتابع: "باعتقادي حلفاء فرنجية متمسكون بالحوار لأكثر من سبب، لان دستورنا اسمه وثيقة الوفاق الوطني ما يعني انه نحن بحاجة للاتفاق على الرئيس وهذا التفاهم لا يمكن ان يحصل من خلال التغريدات أو من خلال الهجوم الاعلامي ويجب الجلوس على طاولة الحوار. والنقطة الثانية ان الرئيس بري هو السلطة الشرعية الوحيدة داخل البلد في ظل الفراغ الرئاسي فالحكومة هي حكومة تصريف أعمال وبالتالي الرئيس بري أعلى سلطة سياسية في البلد وهو السلطة الشرعية".
وأردف السبع: "أرى أن الأمور متجهة نحو فراغ طويل جدا، الا اذا ذهبنا الى انتخابات نيابية مبكرة ضمن قانون انتخابي جديد أو اذا ذهبنا الى خيار انتخاب رئيس للجمهورية مباشرة من الشعب" ولم يستبعد السبع حدوث خيار من الاثنين.
وأكمل: "اذا بقينا بهذا الوضع يمكن ان نستمر بالفراغ لسنوات والحل هو السير بتعديل القانون الانتخابي الحالي واعتماد قانون الانتخاب الذي أقر في الطائف، ليكون المنطلق نحو اجراء انتخابات نيابية مبكرة بعد حل المجلس الحالي عبر مشروع قانون يصوت عليه".
وتابع: "أيضا هناك حديث عن الذهاب الى انتخابات رئاسية مباشرة من الشعب كي لا يقول اي طرف من الاطراف إنه يعطل، واليوم ان حصلت الانتخابات مباشرة من الشعب باقتراح قانون ولمرة واحدة فقط، نكون قد تجاوزنا أزمة الاستحقاق الرئاسي ونكون قد توصلنا الى انتخاب رئيس يتمتع بكامل الشرعية خاصة وأن الشعب اللبناني هو مصدر السلطات ومصدر التشريع ومصدر الحيثية الوطنية والطائفية".
أما عن دور الخماسية، رأى السبع انها "وصلت الى حائط مسدود وقد اخطأت لانها وضعت مهلة حتى نهاية أيار لانجاز الملف الرئاسي، واليوم يتبقى يومان لنهاية المهلة التي حددتها ولا يوجد حتى الساعة أي أمل لانجاز أي استحقاق".
وتابع: "الخطأ الثاني الذي وقعت فيه الخماسية، مراعاتها الأطراف السياسية، وعدم الحزم فيما يخص موضوع الحوار بين الفرقاء"، وربط السبع إحداث اي خرق بالملف الرئاسي بجلوس الفرقاء حول طاولة الحوار.