ميسا جبولي - LebanonOn
لم يعد يخفى على أحد أن المنطقة على "صفيح ساخن"، والحرب الكبرى تهددنا بين لحظة واخرى؛ فمن حرب غزة الى حرب جنوب لبنان القائمة منذ 8 أشهر، والفراغ الرئاسي في لبنان الذي سيدخل عامه الثاني بعد أشهر، الى وفاة الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي، التي لا تزال الشكوك تحوم حول أسبابها. إلا أنه رغم خطورة الأحداث، لا بوادر خير تلوح في الأفق لا في الميدان ولا حتى على المستوى السياسي.
الجنوب مرتبط حتما بغزة وهذا ما قيل حرفيا على لسان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أما في الشأن الداخلي، فالمساعي الفرنسية واللجنة الخماسية فشلت حتى الساعة بحلحلة "لغز الرئاسة"، حيث بدأنا نسمع في الآونة الأخيرة "أصداء عن صفقة أميركية ايرانية" تحضّر للبنان، تشمل الجنوب والملف الرئاسي معا".
فما حقيقة التحضير لهذه الصفقة؟ وماذا عن الدور الفرنسي وزيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الى لبنان خلال أيام؟
في هذا السياق، رأى الصحافي والباحث السياسي صهيب جوهر أن "كلّ ما يحكى عن تسوية أميركية ايرانية للبنان غير صحيح لأنه حاليا ليس هناك اي ملف جدّي سوى انهاء الحرب على غزة وبعدها يتم الحديث عن كل ما تبقى من الملفات".
وأكد في حديث مع موقع LebanonOn أن "قبل الدخول الى ملف الرئاسة سيتم البحث في ملف الجنوب، وترسيم الحدود، وطبيعة الوقائع الميدانية التي ستحصل من بعدها"، مشيرا إلى أن "هناك تضخيما دائما للملف اللبناني وكيفية حلحلته والتدخل الخارجي، فكل ذلك غير وارد حاليا وبالدليل أن الخماسية لم تأت بنتيجة حتى الساعة".
وعما اذا كانت هذه التسوية ستأتي انطلاقا من جبهة الجنوب والحرب القائمة بين حزب الله والعدو الاسرائيلي وما يقابله من اهتمام ايراني بالحزب وخوف أميركي على العدو، قال جوهر: "هذا الحديث لا يمت الى الواقع بصلة، وما نعيشه اليوم من تطورات في الأحداث، واستمرار الحرب في غزة ووجود الرغبة الاسرائيلية باستكمال العملية العسكرية بدعم عسكري أميركي، يشير الى أن الحرب مستمرة، وقد أصبح واضحا أنّ لا جبهة لبنان ستهدأ ولا نقاش بأي ملف سياسي سيحصل".
وعن اتصال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، أكد أنه: "ليس هناك أي اهتمام سعودي بالملف اللبناني نهائيا، في ظلّ انشغال المملكة بملفاتها الداخلية، وملف الصفقة التي يجرونها مع الأميركيين حول الاتفاق على الأعوام الخمسين المقبلة على صعيد الأمن والدفاع"، مضيفا أنّ "هذا الاتصال روتيني وطبيعي ولم يتم الحديث فقط عن لبنان انما تناول ملفات المنطقة ككل".
وتابع جوهر: "اللبنانيون دائما يعتقدون ان أي تواصل خارجي يحصل، سيكون متمحورا حول لبنان ولكن هذا غير صحيح؛ فلبنان ليس أساسيا في اي تواصل خارجي"، لافتا الى أنّ "لا حزب الله جاهز للدخول في الملف الرئاسي، وليس هناك أي حراك داخلي جدي في هذا الملف، ولا الزيارات التي يقوم بها المسوؤلون اللبنانيون الى قطر ناجحة"، مؤكدا أنّ "لا حديث في الملف الرئاسي حاليا قبل إنهاء ملف الجنوب المرتبط بحرب غزة".
وعن وفاة الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي وان كانت وفاته قد تؤثر على السياسيات الخارجية الإيرانية، قال جوهر: "هذا لن يؤثر، لأن ايران ليست دولة حكومية وانما فعليا يقودها الحرس الثوري والمرشد الأعلى بشكل مباشر".