عزت ابو علي – LebanonOn
دخل العدوان الإسرائيلي على غزة شهره الثامن، دون أن يحقق رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أهدافه الذي رفع سقفها منذ البداية، فجيشه لم يتمكن من القضاء على حماس ولا استعادة أسير واحد، وبعد الإخفاق في الشمال والوسط، تذرَّع نتنياهو أن المشكلة تكمن في رفح.
سوَّق نتنياهو للأمر في خطوة للضغط على حماس للقبول بشروطه وابتزاز الولايات المتحدة الأميركية وإحراج مصر، وفي وقت كانت مفاوضات القاهرة تجري على قدم وساق في سعي لفرض هدنة تسبق الحل النهائي، دخل جيش العدو بشكل محدود إلى رفح وسيطر على معبرها الذي يفصل غزة عن مصر.
يقول الباحث في مركز الدراسات الانتروستراتيجية العميد الركن نضال زهوي في حديث لـ LebanonOn إنَّ عملية السيطرة على معبر رفح لا تعني أبداً أن الإسرائيلي حقق أي إنجاز في رفح لأن المعبر أصلاً تحت السيطرة النارية المباشرة للعدو ويقع في منطقة مفتوحة.
ويرى زهوي أن هدف عملية العدو واضح، وهو ليس الدخول الى مدينة رفح بل المعبر الذي من السهل السيطرة عليه دون قتال مع أنه سيعرض قواته لخطر القصف والقنص.
ويؤكد زهوي أن عملية السيطرة على معبر رفح واكبها الإعلام العبري على غير عادته بطريقة مقصودة، بهدف زيادة الضغط على حماس بلقمة عيش أبناء غزة من خلال إطباق الحصار التام دون الدخول في معركة تؤدي إلى خسائر كبيرة في صفوف جيشه.
ويلفت زهوي إلى أنَّه إذا كانت مرحلة تحضير لدخول رفح من ناحية الجنوب، وهذا احتمال، يعني تجنّب الاحتكاك بالأراضي المصرية وسبقها اتفاق مسبق!.
وعن تغاضي حماس عن مواجهة التقدّم الإسرائيلي، يؤكد زهوي أن المناطق المفتوحة لا تصلح لدفاعات المقاومة، كما أنَّ المنطقة مُسيطر عليها اسرائيلياً، فالمسافة التي تفصل المعبر عن كرم بو سالم 3 كيلومتر، وكونها مفتوحة تصل إليها القذائف بشكل مباشر، ويشدّد على أن السيطرة على معبر رفح يهدف لفرض أمر واقع في المفاوضات لإدارة المعبر من قِبَلِ شركة أمنية.
حماس وفصائل المقاومة في غزة على ما يبدو تنبَّهوا جيداً لمحاولات نتنياهو تسويق الحدث على أنَّه انتصار، وهذا ما يُفسِّر تصاعد وتيرة المواجهات، سواء من خلال عودة الصواريخ لضرب مستوطنات غلاف غزة، بالتزامن مع استهداف تجمعات جنود العدو في كامل مناطق تواجده في القطاع، وارتفاع خسائره البشرية والمادية منذ السيطرة على معبر رفح.