ميسا جبولي
منذ 8 أشهر يستمر العدو الإسرائيلي في حربه على غزة وجنوب لبنان بدعم من الولايات المتحدة الأميركية والدول الغربية وسط عجز عربي عن وقف آلة القتل الإسرائيلية، وأسفرت المجازر لغاية اليوم عن سقوط عشرات الآلاف بين شهيد وجريح بالإضافة إلى عدد هائل من المفقودين، يجري كل هذا في ظل ادعاء العالم بأنَّه يعيش عصر الانفتاح والوعي والحرية وحقوق الانسان!.
وفي الوقت الذي تحوَّل فيه قطاع غزة إلى منطقة غير قابلة للحياة، تحرَّك العالم انطلاقاً من الشارع الأميركي المعارض لدعم إدارة الرئيس جو بايدن اللامحدود لكيان الاحتلال، وعلت الأصوات المطالبة بوقف الإبادة في غزة، وهو ما أرغم واشنطن على ما يبدو لتهديد تل أبيب بوقف المساعدات العسكرية، إن تجرأت وأقدمت على القيام بأية خطوة تصعيدية تجاه رفح، وأثار هذا التهديد غضب الإسرائيليين، وهو ما ظهر جلياً من خلال تصريحات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي قال إن "حماس تحب بايدن"، فما هي تداعيات وقف الدعم الأميركي على استمرار آلة القتل الإسرائيلية في غزة؟ وهل ستجد إسرائيل ممولاً بديلاً عن الولايات المتحدة؟
في هذا السياق، كشف الصحافي وجدي العريضي أن "وقف المساعدات الأميركية لإسرائيل دونه عقبات وصعوبات، وبالتالي سيفرمل قيام إسرائيل بأي عمل عسكري واسع في رفح، وحرب شاملة على لبنان، ولذلك فإنَّ فرملة هذه المساعدات سينطوي على مخاطر كثيرة بالنسبة لإسرائيل".
وأكد العريضي في حديث لموقع LebanonOn أن "الولايات المتحدة الأميركية لن تتخلى عن الدولة العبرية، وهو ما ظهر جلياً عند اهتزاز وجودها بعد عملية 7 تشرين الأول الماضي من خلال زيارة بايدن إلى تل أبيب، وإنشاء جسر جوي لنقل المساعدات العسكرية، ومؤخراً كانت هناك حزمة مساعدات مالية كبيرة لدعم المجهود الحربي الإسرائيلي"، ولفت العريضي إلى أن التهديد بوقف الدعم لن يكون جدياً خصوصاً قبل الانتخابات الأميركية الرئاسية، حيث يلعب اللوبي الصهيوني في أميركا الدور الحاسم في هذه المعركة.
أما عن أسباب التهديدات التي وجهتها واشنطن لتل أبيب بتراجع الدعم العسكري، قال العريضي: "أعتقد أن هذا التهديد جاء بمثابة الضغط لمنع إسرائيل من اجتياح رفح، ومن ثم الدخول في مفاوضات تُفضي إلى هدنة، من خلال اتفاق القاهرة والمساعي الجارية بين الدول العربية والأميركيين، إذ أن هناك تهديدات كثيرة بدأت تُطلق بوجه الولايات المتحدة من قبل السعودية ومصر والأردن وَتُحَمِّل الولايات المتحدة تبعة أي عمل عسكري كبير قد تقوم به إسرائيل لذلك هناك ضغوطات على واشنطن".
وتابع العريضي حديثه قائلاً: "هذه الضغوطات ووقف المساعدات العسكرية جاءت بعد أن اهتزت صورة إسرائيل العسكرية والاستخباراتية التي تلقت صفعة كبيرة من خلال عملية 7 تشرين الأول الماضي، بالإضافة إلى ما تتلقاه من ضربات من قبل حزب الله الذي يضرب العمق الإسرائيلي، ناهيك أنه ولأول مرة تتعرض إسرائيل لقصف إيراني، ما يعني أن اسرائيل قد ترضخ لهذه الضغوطات وخصوصاً أنها تأتي على خلفية عدم اجتياحها لرفح".
وأكد أنَّه "من الطبيعي أنه لا يمكن لإسرائيل القيام بغزو رفح دون أن يكون لديها مخزون واحتياط من الذخيرة والأسلحة المطلوبة، وفي الآونة الأخيرة بدأت هذه الأسلحة بالتقلص خلال معارك غزة وجنوب لبنان، لذا هذا سيؤثر على البنية العسكرية الإسرائيلية، وهي تعلم علم اليقين أنه لولا المساعدات الأميركية عبر الجسر الجوي إثر عملية طوفان الأقصى، لكانت لم تصب فقط وجودياً، وإنما كانت انهارت وهذا ما يعرفه القاصي والداني".
وعما إذا كانت إسرائيل ستتلقى دعماً من دول أخرى، أشار العريضي إلى أنه "قد تتلقى أسلحة من ألمانيا أو فرنسا أو عدة دول أوروبية وغربية وربما من أكثر من جهة لكن لا أعتقد أنها وبمعزل عن أميركا قد تصمد في مواجهة الخطر المحدق بها في ظل القوة الضاربة لحزب الله والحوثيين وحماس وسواهم".
وختم العريضي قئلاً "السلاح والدعم الأميركي هو الأساس وسبب وجود وبقاء إسرائيل، لذلك لا أرى أنه وبمعزل عن الدعم الأميركي يمكن لإسرائيل أن تصمد وتعوّل على المساعدات من هذه الدول شرقية كانت أم غربية".