حسين صالح - LebanonOn
اقتحم العدو الإسرائيلي شرق رفح أمس ولم يأبه لكل ما يحصل في العالم من تظاهرات وضغط دولي عليه، وحصل ذلك بعدما أعلنت حماس موافقتها على مقترحات للوصول إلى هدنة في غزة، ليقول الإسرائيلي بعدها إن ورقة المقترحات هذه ليست هي التي عرضها، ما يبيّن الكذب والنفاق الصهيوني، ويرمي الحجة عليه بأنه هو من يريد الحرب والقتل والدمار.
وباقتحام القوات الإسرائيلية شرق رفح، انتهك العدو اتفاقية كامب ديفيد التي وقّعتها مصر و"إسرائيل" في العام 1978 بوجود الرئيس المصري آنذاك أنور السادات ورئيس وزراء الاحتلال مناحيم بيغن في البيت الأبيض وملحقها الأمني "فيلادلفيا"، وبدأ العالم يسأل: "أين الموقف المصري من هذا التحرك؟ لماذا اكتفت القاهرة بالإدانة فقط؟"...
يجيب على هذه الأسئلة الصحافي المصري طه لمعي، ويقول في حديث عبر LebanonOn إن "مصر ستقوم بتقديم شكوى إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن وذلك لإختراق الاحتلال الإسرائيلي أحد بنود اتفاقية كامب ديفيد، حيث أن مصر تحترم القانون الدولي وتحذر من المزيد من التصعيد عقب السيطرة على معبر رفح الفلسطيني".
وأضاف لمعي أن "ما يحصل اليوم يعد تصعيدًا تدريجيًا لكن كل ما يهم الدولة المصرية في الوقت الحالي هو تنفيذ المقترح الذي تقدمت به بالتعاون مع قطر من أجل وقف إطلاق النار بشكل جزئي وتبادل الرهائن، وتدفق المساعدات الإنسانية".
ولفت لمعي إلى أنه "لا بد ألا ننسى أن مصر تتخذ خطوات حكيمة تجاه ما يقوم به جيش الاحتلال بصفتها وسيط استراتيجي في مفاوضات هدنة غزة، ومن الواضح أن دولة الاحتلال الإسرائيلي لا تريد مصر في مكانة الوسيط، وتريدها في موقف عدائي، وبناءً على ذلك تتعامل مصر بحنكة سياسية وخطوات رشيدة في اتخاذ القرار إبان الوقت الراهن".
وتابع لمعي بأن "ما يحصل لن يجعل مصر تتهاون في أمنها القومي، وذلك في حال تمادى الاحتلال الإسرائيلي في التصعيد وممارسة جرائمة الوحشية من إبادة جماعية وتطهير وتهجير قسري للأخوة الفلسطنيين، وجاء ذلك عندما حذر الدبلوماسيون الإسرائيليون وزارة خارجيتهم من عواقب ما يحدث في مدينة رفح الفلسطينية".
وأشار لمعي إلى أن "نتنياهو يجب أن يفهم بأن بأفعاله سوف يسوق المنطقة إلى صراع، في حين أنه يسكب الزيت على النار كلما تم الوصول إلى اتفاق لوقف الحرب، زاعمًا أن بأفعاله يحقق انتصارًا مزيفا، وهذا الوهم ليس صحيح".
وشدد لمعي على أن "مصر وَإِن طال صبرها فلديها كل الإمكانيات للدفاع عن أرضها بشتى الطرق سواء كانت سياسية، أو قانونية أو دبلوماسية، ودائمًا الحل العسكري ليس من أولويات مصر في حل مثل هذه الأزمات".
وعما صدر عن الإعلام العبري بخصوص اتفاق حصل بين الولايات المتحدة وإسرائيل على نقل إدارة معبر رفح إلى شركة أميركية خاصة، أكد لمعي أن "هذا الأمر لم يحدث وجميعًا نعلم جيدًا الادعاءات والمزاعم التي يخرج بها هذا الإعلام".
واعتبر لمعي أن هذه الأخبار هي "لجس النبض حول الموافقة أو الرفض من قبل مصر، ولكن الولايات المتحدة تعلم جيدًا أن قانون المعابر وتحديدًا في مناطق النزاعات يكون حساسا للغاية، حيث أنه يمثل الأمن القومي".
وأكد لمعي بأن "إسرائيل تعلم جيدًا أن مصر لن تقبل بالسيطرة الإسرائيلية على معبر رفح الفلسطيني"، متسائلا: "كيف لمصر أن تقبل بأن تتحكم شركة في منفذ دولي ولم نرَ من قبل أن قوات حفظ السلام تحكمت يومًا من الأيام في منافذ عبور؟".
وختم لمعي بأن "المساعي المصرية المستدامة لوقف الحرب على غزة من أجل عدم اتخاذ مثل هذه الخطوات التي تخالف مواثيق القانون الدولي".
في المحصلة، فإنَّه من غير المستبعد أن يستمر العدو بمماطلته لإنهاء الحرب، خصوصا أن نتنياهو يعتبر ذلك يصب في خانة مصالحه الشخصية، لكن هل يستثير ذلك غضب الدول الوسيطة في المفاوضات وتحوّلها من دول دبلوماسية إلى دول تحشد جموعها العسكرية لمواجهة التعنت الإسرائيلي؟