ميسا جبولي - LebanonOn
منذ ليلة تصفية الحساب الإيرانية انتقاماً من اعتداء إسرائيل على ممثليتها الديبلوماسية في دمشق، أطلقت تل أبيب بشكل دوري تهديدات لطهران تمهيداً لردها الذي وصفته بأنَّه سيكون عنيفاً على ايران.
وبين الرد على الرد، والتهديدات المتبادلة، يعيش العالم على صفيح ساخن، بسبب البركان المشتعل في الشرق الأوسط.
اليوم، وسط تضارب المعلومات التي رجحت فرضية أن يكون الهجوم قد نُفِّذَ بطائرات مُسيَّرة صغيرة أُطلقت من داخل إيران كما قالت صحيفة نيويورك تايمز، وما كشفته صحيفة جيروزاليم بوست المقرَّبة من دوائر القرار في إسرائيل عن أن الهجوم الإسرائيلي على أصفهان نفذته طائرات بصواريخ بعيدة المدى و لم يكن بمسيرات أو صواريخ أرض - جو، يبقى التوتر في الشرق الأوسط سيِّد الموقف، بانتظار ما قد تؤول إليه الأحداث في الساعات أو رُبَّما الأيام المقبلة.
في هذا السياق، كشف الخبير في الشؤون الإيرانية الدكتور حكم أمهز حقيقة ما حصل، وقال: "3 مسيرات صغيرة كانت في أصفهان، وهي غير قادرة على حمل المتفجرات، حيث قامت الدفاعات الجوية الإيرانية بإسقاطها، ورأى أمهز أنَّ العملية ليست خارجية، إنَّما هي داخلية نُفِّذت بأيدي عملاء لا يُعرف لغاية الآن ارتباطهم بأميركا أو إسرائيل أو جهات أخرى".
وأضاف في حديث خاص عبر موقع LebanonOn: "لكن الأكيد أنه ليس هناك مُسَيَّرات هجومية بعيدة المدى، أو صواريخ، لكن التعامل مع هذه المُسَيَّرات الصغيرة تم بمضادات عادية تتناسب معها، ولم تكن إيران بحاجة لاستخدام منظومات الدفاع الجوي الصاروخي المُتطورة لمجابهتها.
وتابع: "بطبيعة الحال، الإسرائيلي يريد أن يستثمر ويقول إنَّه قام بضربة لحفظ ماء وجهه، وربَّما يكون عملهم هذا قد تمَّ على أيدي عملائهم في الداخل الإيراني، للقول إنهم يقفون وراء هذه العملية".
وشدَّد أمهز على أن "ما حصل لا يحمل أبعاداً أكثر من ذلك، وهو تخريجة أميركية لحفظ ماء وجه الإسرائيلي، لأن الإيراني حتماً سيرد لو ثبُت وقوف إسرائيل خلف العملية بشكل مباشر، فالقرار الإيراني واضح وعلى لسان المسؤولين السياسيين والعسكريين الذين يؤكدون أن أي استهداف إسرائيلي للأراضي الإيرانية سيواجه برد ساحق مهما بلغ حجمه، لذلك لجأ الأميركي إلى هذه التخريجة لإنزال الإسرائيلي من أعلى شجرة تهديداته".
وحول إمكانية ردّ إيران على الهجوم، قال أمهز: "الردّ الإيراني على ما حصل اليوم سيكون أمنياً، لأن العملية داخلية وهذا الحدث حصل منذ عام تقريباً، وفي اصفهان أيضاً، وكانت تستهدف مصنع سلاح عائد للجيش الإيراني، وبالتالي تم إسقاط مثل هذه الطائرات في السابق، واعتقلت السلطات المنفذين وتبيَّن أن الطائرات المُستخدمة كانت مُهَرَّبَة".
وكشف أمهز في حديثه لـ LebanonOn عن أنَّ المزاعم الإسرائيلية التي تحدَّثت عن استهداف مطار عسكري لا صحة لها، وأكَّد أنَّ المنشآت النووية آمنة وسليمة، ونفى حدوث أية أضرار جرَّاء الاعتداء على أصفهان".
وأشار إلى أنه "حتى الآن لا يمكننا أن نربط ما حصل اليوم بالقيام بالضربة الكبرى التي تُهَدِّدُ فيها إسرائيل منذ يوم السبت الفائت، ولا نُدرك إِن كانت إسرائيل ستنفذ ضربة أخرى، ولكن إِن حصل وتجرأت واستهدفت الأراضي الإيرانية وكان الأمر واضح ومعروف، فإيران ستكون أوضح والردّ سيكون من داخل الأراضي الايرانية الى مواقع في كيان الاحتلال، وهذا قرار إيراني مُتَّخَذ من أعلى القيادات في إيران وليس مُجَرَّد مسألة عادية، وسيكون المشهد أقسى مِمَّا كان عليه يوم السبت الفائت، وعدد المُسيَّرات أكثر، والمواقع أشمل، والأسلحة ستكون متطورة أكثر فأكثر".