عزت ابو علي - LebanonOn
بعد عُزلة دولية تعرَّض لها وامتناع غربي عن تأييد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتنفيذ تهديداته باجتياح رفح، جاءت الضربة الإيرانية ليستغلها نتنياهو ويُعيد تكرار ما توعَّد به، بذريعة القضاء على أهم معاقل حماس في رفح على الحدود مع مصر، رغم تهديد القاهرة بأنَّ ذلك يُعتبر من المحرمات بالنسبة لها.
يقول الصحافي المصري طه لمعي في حديث لـ LebanonOn إنَّه منذ بدء العدوان على قطاع غزة يريد الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عملية التهجير القسري إلى رفح الفلسطينية، وبالتالي كانت الدولة المصرية سابقة بخطوة عندم أعلنت بشكل واضح رفضها لهذا المخطط، ومن ثم توالت الأقاويل حول رفض مصر استقبال الفلسطينيين، ولكن الحقيقة مصر لا تريد طمس القضية الفلسطينية، والقيادة المصرية منذ الآونة الأولى أوضحت هذا الأمر، وأن أمنها القومي خط أحمر في مؤتمر القاهرة للسلام، لا سيما حقها المشروع في الدفاع على كل شبر في سيناء.
ويؤكد لمعي أن القيادة السياسية المصرية أوضحت للمجتمع الدولي أن الهدف من الإبادة الجماعية والجرائم الإسرائيلية في حق المدنيين ليس دفاعاً عن النفس، ولكنه عقاب جماعي، ومخطط لتغيير موقف مصر من الوسيط لحل الأزمة إلى العدائي، وهذا ليس بصحيح، فمصر دولة كبرى لديها سياستها المتوازنة تحديداً في حل المشكلات خاصة النزاعات الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى حلولها الديبلوماسية دون الاقتراب من أمنها القومي.
ويرى لمعي في حديثه لـ LebanonOn أنَّ الموقف المصري بشأن رفح لا يزال ثابتاً، فالقضية قضية أمن قومي مصري، والمساس به يُعد إعلان حالة حرب، وبالتالي سيتم تعليق معاهد كامب ديفيد طبقاً للبنود التي تنص عليها من عام 1979، إذ أن الاحتلال الإسرائيلي يعلم جيداً أن التحذيرات المصرية ليست كلام، ويعي أيضاً أن رفض مصر للتهجير هدفه الأول حماية أراضيها من المساس.
ويُشدِّد لمعي على أن رفح لم تكن بالنسبة لمصر ورقة ضغط من أجل التنفيذ، في ظل رفض مصر للتهجير القسري، تمهيداً لطمس القضية الفلسطينية، وعندما تحدَّث الرئيس عبد الفتاح السيسي في هذا الشأن كان يُمثل صوت الجماهير المصرية، والتي دائماً وعلى مرِّ التاريخ تلتف حول زعيمها في أوقات الأزمات والمحن.
وحول ثبات مصر على موقفها مع أية احتمالات لتطور سلبي للأوضاع في رفح، يوضح لمعي أنَّ صمود مصر في هذا الشأن ليس لديه حدود، والتاريخ يُثبت ذلك، والدليل استرداد مصر بقوة جيشها وشعبها لسيناء عام 1937، في معركة ما زالت تُدَرَّس في الكليات العسكرية، ويعتبر أن مصر تمتلك جيشاً يستطيع حماية أراضيه، والعقيدة المصرية لا يؤثر عليها أزمات اقتصادية أو غيرها، حيث سبق ووأن اختبرت مصر سيناريوهات لكافة المواقف، ويؤكد لمعي أن الحلَّ العسكري ليس الخيار الأول في تعامل مصر مع تلك المواقف.
إزاء تطورات رفح كان الرئيس السيسي حاسماً في مواقفه ليختصر بذلك مواقف الساسة والعسكر، حين قال في احتفال للقوات المسلحة المصرية، " كما فعلناها مرة بإمكاننا تكرارها مليون مرة" في إشارة إلى حرب أكتوبر عام 1973، في ظل تشديد الرئيس السيسي على أنَّ المساس بالأمن القومي المصري خط أحمر، وأن أولويته هو أمن وحماية مصر من المتربصين بها.