محمد عبد الرحمن - LebanonOn
يحبس العالم أنفاسه بانتظار الرد الاسرائيلي على ايران بعد أن قامت ليل السبت الماضي بأول هجوم مباغت على القواعد الاسرائيلية منذ بدء الحرب في غزة، وذلك رداً على استهداف ممثليتها الديبلوماسية في دمشق.
وفي الوقت نفسه تتزايد الضغوط الدولية للدعوة لضبط النفس وتهدئة الاوضاع خوفاً من تأزم هذه الهجمات لتتحول الى حرب شاملة في الشرق الاوسط.
وبانتظار العالم للرد الاسرائيلي، بيقى السؤال هنا: ماهي خيارات الاسرائيلي في حال قام بالرد على الهجوم الايراني؟ أم انه سيحتوي الحرب ويبتلع هذه الضربة.
يشير هنا المستشار في العلاقات الدولية والديبلوماسية، المحامي قاسم حدرج في حديث لـLebanonOn الى انه" لا يمكن لأحد أن يحسم الموقف الاسرائيلي في ظل هذا التخبط الحاصل داخل الكيان الاسرائيلي وحكومة الحرب، كما انه يقع في مأزق كبير لأنه يظن كما أوردت مصادره بان هناك خلل استخباري حول الرد الايراني، ولم يتوقع هذا الرد من حيث الحجم والقوة الكبيرة، وبالتالي ليس لديه الا خيار واحد وهو الاستعانة بالاميركي فقط".
ويضيف: "من الواضح أن الموقف الاميركي لا يريد حرباً شاملة في المنطقة ويخشى على قواعده المتواجدة في الشرق الاوسط، لانه لمس الجدية الايرانية المفرطة في الذهاب لحرب واسعة المدى للحفاظ على السيادة الايرانية، وبالتالي أمام كل هذه المآزق ما على الكيان الاسرائيلي الا ابتلاع هذه الضربة والابقاء على المنظومة الاعلامية الاسرائيلية التي تعمل وتروج بأن الرد الايراني كان فاشلاً، وأن هناك انجاز للجيش الاسرائيلي بالتصدي له، لكي يعطي ذريعة لنفسه أولاً وأمام العالم ثانياً بعدم الرد".
وحول قرار مجلس الحرب بأن قرار الرد على ايران قد اتخذ، يرى حدرج أن "هذا القرار اعلاني لتهدئة الشارع الاسرائيلي الغاضب، وهذا أيضاً ورد على لسان كبار الضباط الاسرائيليين. وبالتالي ان هذا القرار لا يملك صيغة تنفيذية الا بموافقة أميركية، وهذا الامر لن يحصل".
ويتابع: "ذكرت أيضاً بعض المصادر بان الاميركي أرسل عبر وسيط سويسري الى ايران القبول بضربة غير مؤثرة من الطرف الاسرائيلي لحفظ ماء وجهه، لكن الايراني رفض هذا الاقتراح تماماً، وقال بان اي عدوان على اراضينا أي كان نوعه سيواجه برد قاسٍ، كما بلّغ الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي كل من أمير قطر والرئيس الروسي من خلال اتصال هاتفي لإعلامهما بالموقف الايراني الحاسم، وبالتالي اذا كانت اسرائيل تريد الدخول في مغامرة غير محسوبة، فان هذا الامر سيؤدي إلى الدخول في معادلة جديدة، سبق وتحدث عنها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وهي تغيير لخريطة الشرق الاوسط وازالة هذا الكيان".
وحول الحديث عن حرب مفتوحة، يعتبر حدرج بأنه "لا يوجد في أبجدية الديبلوماسية الايرانية هذه الحرب على الاطلاق، ولكن ستبقى وفق القاعدة التي أطلقتها المقاومة الاسلامية في لبنان وفق قواعد الاشتباك المحددة "الضربة بالضربة والرد بالرد"، الا اذا غامرت اسرائيل بضربة كبيرة، ما على ايران الا أن ترد بضربة مماثلة فقط".
ويشير الى ان "ايران قامت بتوجيه ضربة لاسرائيل رداً على الضربة التي تلقتها على ممثليتها الديبلوماسية في دمشق، فجاء الرد ايراني بامتياز من أرض ايرانية واسلحة ايرانية من دون التدخل لأذرع المقاومة بالمنطقة، بالمقابل رأينا مساندة أميركية وبريطانية وبعض الجهات العربية للكيان الاسرائيلي للرد على هذه الضربة، وبالتالي في حال شنت الاطراف الاخيرة ضربات على ايران لمساندة اسرائيل، ما على الاذرع الايرانية سواء في العراق وسوريا واليمن ولبنان الا مساندة ايران وهذا يعتبر ذريعة قانونية وأخلاقية لهم بأن يشاركوا بالرد في المرة المقبلة".
وحول الحديث عن أن السفيرة الأميركية في لبنان أبلغت جهات سياسية لبنانية بأن إسرائيل لن ترد على الهجوم الإيراني، يختم حدرج هنا بان "هذه الديبلوماسية الاميركية التي تحاول التصوير بانها ضد الرد وضد توسع الجبهات، وبالتالي أبلغت الاطراف في لبنان هذا الامر ولكن "حزب الله" غير معني به، والجميع يتحدث ويقول ان اشعال شرارة الحرب بيد الكيان الاسرائيلي لأن ايران لم تقم بعدوان عليه بل قامت برد فعل على عمل عسكري همجي جبان طال قنصليتها وأدى لاستشهاد العديد من قادتها وهذا رد على الرد، واسرائيل لا تملك أي ذريعة أو حجة في الرد على ايران، وبالتالي وان قامت المقاومة بمساندة ايران فهي غير معنية بأي موقف أميركي".