محمد عبد الرحمن-LebanonOn
مرَّت سنة وخمسة أشهر على انتهاء عهد الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون، تخلَّلت هذه المدة أحداث متسارعة لعلَّ أخطرها دخول الحرب على الجبهة الجنوبية بين حزب الله وإسرائيل شهرها السابع، ورغم كل ذلك فشل فرقاء الداخل بدعمٍ من مبادرات الخارج بإحداث خرق في جدار الشغور الرئاسي المتصلّب.
اثنتا عشرة جلسة انتخاب ولم يخرج الدخان الأبيض معلناً عن رئيس للجمهورية، وسط انقسام سياسي كبير بين الفرقاء، والثابت الوحيد تمسّك كل طرف بمرشحه للرئاسة، خاصة الفريق الداعم لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، الذي قام بزيارة إلى فرنسا قبل أيام عدة.
و في ظل الحديث الدائر عن أهداف هذه الزيارة، أشار الخبير في الشؤون الأوروبية، الصحافي تمام نور الدين في حديث لموقع LebanonOn إلى أن "فرنسا لم تدخل في الأسماء منذ البداية، ولكن وجدت في خيار دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الخيار الأفضل والأسرع لانهاء الشغور الرئاسي في لبنان".
وأضاف: "استقبال فرنسا لفرنجية مجدداً هو دليل قاطع على أن المرشح الرئاسي يرتبط مع باريس بعلاقات وطيدة، على عكس كل ما يُرَوج له في الإعلام".
ولفت نور الدين إلى أنَّه "لو انتهى ترشيح فرنجية لما كانت استقبلته فرنسا مجدداً، بل كان قد أُبلِغَ من السفير الفرنسي في لبنان خلال زيارة بنشعي، أو ربما من خلال اتصال هاتفي، برغبة فرنسا العدول عن دعم ترشيحه".
وشدّد نور الدين على أن "فرنسا وبعض دوائر القرار المعنية بالملف الللبناني يعتبرون بأنَّ أقصر طريق لإنهاء الشغور، هو دعم مرشح الثنائي الشيعي في لبنان، لأن الثنائي هو من يمتلك مفاتيح المجلس النيابي من خلال الرئيس نبيه بري، كما أنَّه يتمتع بقوة موجودة على الأرض مصحوبة بدعم إقليمي"، وأعاد الأمر إلى واقعية فرنسا التي تُفضّل التعامل مع الأكثر قوة من أجل مصالحها في لبنان، لذا ستبقى باريس إلى جانب الثنائي في دعم ترشيح فرنجية حتى إيصاله إلى بعبدا".
وأردف نور الدين " فرنسا تسعى لعدم عرقلة مصالحها في لبنان، وعلى الرغم من وجود الكتل المعارضة التي تتميَّز بوزنها السياسي الكبير، إلَّا أنَّها لا تعرقل المصالح الفرنسية، وبالتالي لا خشية منهم".
وكشف بأن "فرنسا تعمل تحت العباءة الأميركية، وعندما يريد الأميركي إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان، تعطي فرنسا كلمتها الأخيرة وبعد نصف ساعة سيتم انتخاب الرئيس، ولكن حتى الآن الاميركي هو الذي يمسك بكافة تفاصيل اللعبة ولم يتخذ قرار إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان، والأمور متروكة إلى ما بعد الانتهاء من حرب غزة، لوضوح الرؤية لدى الأميركيين عن دور حزب الله مستقبلاً في المنطقة".
وحول عمل اللجنة الخماسية، قال نور الدين "اللجنة الخماسية تعمل ضمن بروتوكول معين، وكل المواضيع التي تتناقل عبر وسائل الإعلام عن خلاف بين السفراء وتنافر بين هذا وذاك لا أساس له من الصحة، لأن هؤلاء السفراء يمثلون دولاً كبيرة ويعملون من أجل مصالح وأجندات هذه الدول، وكلمة الفصل تعود لمراكز القرار فيها".
وختم نور الدين حديثه بالإشارة إلى أنَّ الكلمة الفصل بالموضوع الرئاسي للأميركي، فحين تقول واشنطن انتخبوا رئيس فسيتم ذلك، لأنَّ الأميركي هو اللاعب الأساسي في المنطقة، دون إغفال الدور المحوري للحزب في القضايا الداخلية اللبنانية.