عزت ابو علي - LebanonOn
قبل مدة قصيرة خرج بوب ماكنالي رئيس شركة رابيدان إنرجي لاستشارات الطاقة وهو مستشار سابق للطاقة في البيت الأبيض بتصريح قال فيه "لا شيء يخيف رئيساً أميركياً في منصبه أكثر من ارتفاع الأسعار على محطات الوقود خلال الانتخابات".
هذا التصريح ربما يفسر الجفاء بين الولايات المتحدة الأميركية وأوكرانيا.
فالرئيس الأميركي جو بايدن وَبَّخَ نظيره الأوكراني فلودومير زيلنسكي الذي كاد أن يُسقط بفعلته بايدن انتقاماً منه بعد قطع معونة واشنطن عن كييف التي تخوض حرباً وجودية مع موسكو.
استهدف زيلنسكي عبر طائرات مُسَيَّرة منشآت نفط روسية، وعلى الرغم من أنها تعرضت لعقوبات غربية قاسية إلَّا أنَّها تُساهم باستقرار أسواق النفط العالمية وأسعار الطاقة.
نجح الأوكرانيون باستهداف 15 مصفاة نفط وتسببت العملية بإعطاب 13 منها بشكل جزئي.
لذا سارع الأميركيون إلى تهديد زيلنسكي بأنَّه في حال أعاد الكرة سيواجه عقوبات قاسية، فالأميركي يخوض انتخابات في ظروف صعبة وقاسية جداً، ولا يُسقِطُ بايدن إلا ارتفاع أسعار النفط، لأنه في حال بقاء استهداف مصافي النفط، فإن ذلك سيدفع الروس حتماً لخفض الإنتاج والتصدير وبالتالي قلة المعروض وارتفاع أسعار النفط داخل أميركا ما يعني سقوط بايدن.
لم يقف الأمر عند حدود الولايات المتحدة الأميركية بل إن الأوروبيين هددوا زيلنسكي أيضاً والذي كشف عن سعية لاستهداف خط الطاقة الروسي الذي يمد أوروبا باحتياجاتها، وفي حال حدوث ذلك فإن هذا يعني خسارة أوروبا لحوالي 40 % من مصادر الطاقة، وبالتالي سيصل سعر صفيحة المحروقات في القارة العجوز إلى أكثر من 100 دولار.
كل هذه الأمور تُفَسِّر السبب الرئيسي لصمت زيلنسكي منذ أيام عدة، خاصة وأن الأمر جاء بالتزامن مع تصريح وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا لصحيفة لوموند الفرنسية عن صدمته وخيبة أمله من وقف المساعدات الأميركية والأوروبية إلى بلاده، وبالتالي صدقت توقعات صحيفة الفاينانشيل تايمز التي كشفت عن أن كييف قررت استهداف المنشآت النفطية لموسكو لتجفيف منابع تمويل حرب الرئيس فلاديمير بوتين الذي يعتمد على عوائد الطاقة لتمويل مجهوده الحربي.
منذ بداية العام الجاري استهدفت أوكرانيا 15 منشأة نفطية روسية وهذا ما خَفَّضَ قدرة المعالجة لهذه المنشآت لنحو النصف من 900 ألف برميل نفط يومياً إلى حوالي 450 ألف برميل يومياً، الأمر الذي أزعج أيضاً جهاز أمن الدولة الأوكراني وجهاز الاستخبارات في كييف، فقدَّم الجهازان نصائح لزيلنسكي بعدم استهداف خطوط الإمداد تجنباً لعقوبات غربية قاسية محتملة على أوكرانيا. الشركات الأميركية كـ exon و chevro تستثمر في هذا الخط، ومصالح أميركا فوق كل اعتبار هكذا يقول البيت الأبيض، ويبدو أن توقف المساعدات الأميركية لأوكرانيا هدفها الضغط على الرئيس الأوكراني لوقف استهداف منشآت النفط الروسية تجنباً لكارثة ارتفاع أسعار الذهب الأسود الذي سيعجز بايدن وإدارته حتماً عن مواجهة ارتداداتها في الشارع الأميركي المتأهب لانتخابات الرئاسة.