حسين صالح - LebanonOn
كشفت عملية طوفان الأقصى حجم التخبّط في الداخل الإسرائيلي، ويواجه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مشاكل كبيرة تمثّلت بأزمة تجنيد الحريديم وملف الموازنة وموضوع استقالة الوزير الاسرائيلي جدعون ساعر من حكومة الطوارئ والدعوة للانتخابات الإسرائيلية، بالإضافة إلى الآثار التي تركتها زيارة وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت للولايات المتحدة الأميركية على الداخل، ناهيك عن الوضع المزري الذي يمرّ به الجيش الإسرائيلي واحتياطه نتيجة الحرب الدائرة في غزة.
وفي ملفّ تجنيد الحريديم، قال الخبير بالشؤون الإسرائيلية نبيه عواضة في حديث لـ LebanonOn إنه "من المفترض أن يدخل القرار الحكومي 682 الذي يتعلّق بانتهاء الصيغة القديمة التي تنص على إعفاء الحريديم من التجنيد في الجيش الإسرائيلي حيّز التنفيذ مطلع الشهر المقبل".
وأضاف عواضة أن "انتهاء المدة ترتّب على الإسرائيليين البحث عن صيغة لتجنيد الحريديم رغم أنهم معفيّون، ووزارة المالية الإسرائيلية تدفع للمدارس الدينية بدلات مالية لتكون الشرائح الدينية هذه متخصصة فقط بالشؤون التربوية في المدارس والكنيس اليهودي ولا تدخل في سوق العمل ولا تقدم خدمات للدولة".
وأشار عواضة إلى وجود خلافات بين نتنياهو وغالانت حول هذا القرار، و"قد اعتبر المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية بعد استشارته أن هناك شيئا من اللامساواة بين الحريديم وبين بقية الشرائح في المجتمع الإسرائيلي".
ولفت عواضة إلى أن "بالنسبة لنتنياهو فلا يمكنه إلا مراعاة الكتلة الدينية المتمثلة بحزبي شاس ويهدوت هتوراة"، مشيرا إلى أنه "في حال مرّ مشروع القرار فيمكن للحريديم أن يُسقط الحكومة كما حصل في 2008، ولكن لا مؤشرات أن القانون سيمر، وفي حال مر فهناك خلافات كبيرة ستحصل نتيجة الأصوات من المؤسسة العسكرية والعلمانيين وبعض من حزب الليكود التي ستدعو لتجنيد الحريديم".
وعن ملف الأسرى الإسرائيليين، رأى عواضة أن "هذا الملف ضاغط جدا على نتنياهو في الشارع الإسرائيلي، لكنه يبرر ذلك باستمرار الحرب على غزة".
وقال عواضة إن "هناك تضاربا بين شعارين في الشارع الإسرائيلي: الأول عودة الأسرى والثاني استمرار الحرب".
وأكّد عواضة أنّ "محور المقاومة يراهن على الأزمات داخل إسرائيل وانعكاس الحرب على العدو وعلى عامل الوقت، فكلما طالت الحرب برزت التناقضات في المجتمع الإسرائيلي"، لافتا إلى أن "نتنياهو استعار هدف الرئيس الأميركي السابق فرانكلين روزفلت في زمن الحرب العالمية الثانية وهو النصر المطلق، واعتبر أنه يمكن تحقيقه في غزة لكن هذا مستحيل بحسب مجريات الميدان".
واعتبر عواضة أن "اليوم التالي بعد الحرب لن يكون في غزة بل سيكون في تل أبيب عبارة عن صراع عميق جدا بين المكونات السياسية والعسكرية والأمنية داخل الكيان".
أما في ما يخص اجتياح رفح، فلم يستبعد عواضة أن يقدم نتنياهو على هذه الخطوة، "خصوصا أن الأميركي لا يعارض هدف الاقتحام إنما يعارض الآلية".
ورأى عواضة أن "الإسرائيلي لا يمكنه تحقيق أهدافه عسكريا لأنه حاول ذلك في غزة وخانيونس ولم يستطع، أما سياسيا فيمكنه استخدام ورقة رفح مع حماس وواشنطن".
المقاومة اليوم تقوم بمساندة غزة، سواء في لبنان أو اليمن أو العراق، وبذلك تكون هذه الجبهات تزيد من الضغط على العدو وتزيد من مشاكله، تمثّلت أخيرا بأن نصف عمال ميناء إيلات سيفقدون وظائفهم بسبب هجمات الحوثيين بحسب اتحاد عمال إسرائيل، وكشف بعض أنواع الأسلحة التي يمتلكها العدو.