ميسا جبولي - LebanonOn
"لو حضر الدكتور سمير جعجع وجبران باسيل ورؤساء الكتل المسيحية، كان قد أعطى جدية أكثر في لقاء بكركي يوم أمس،
هذا الاجتماع ربما كان المطلوب منه احراج تيار المردة أولا من خلال طرح موضوع سلاح حزب الله، وثانيا البرنامج المطروح غير الواضح، بالإضافة إلى أنه لا يعقل أن هذه المكونات المسيحية أن تتراجع عن اتفاق العام 2014 واليوم تتنصل مما تم الاتفاق عليه بنفس المكان الذي عقد فيه بالأمس اللقاء". هكذا وصف الكاتب والمحلل السياسي نضال السبع اجتماع بكركي يوم أمس الذي غاب عنه تيار المردة.
وقال السبع في حديث خاص عبر موقع LebanonOn: "عزوف تيار المردة عن المشاركة في اجتماع بكركي يوم أمس له عدة أسباب. أولا هناك مرارة لدى تيار المردة، خاصة بأنه داخل التيارات المسيحية وحتى في بكركي لم تكن ضامنة للاتفاقات السابقة وخاصة اتفاق العام 2014، حينما اجتمع الرئيس ميشال عون وسليمان فرنجية والدكتور سمير جعجع وسامي الجميل، يومها تم الاتفاق على أن الأطراف الأربعة يمثلون الضمير والوجدان المسيحي وبالتالي أي شخص من هؤلاء الأربعة سيخوض الانتخابات الرئاسية ويتمتع بكامل المواصفات المسيحية والمارونية، ولكن حينما وجدنا أنه انتهى عهد ميشال عون وبادر الوزير فرنجية الى اعلان الترشيح وجدنا أن هذه الأطراف انقلبت على هذا الاتفاق".
وسأل: "فما الذي يضمن اليوم أنه في حال ذهب تيار المردة الى التفاهم مع هذه القوى المسيحية تحت سقف بكركي أن لا تنقلب في اليوم التالي عليه؟"
وتابع: "لأطراف المسيحية الموجودة عمليا تتفق في الشكل ولكنها تختلف في الممارسة وهذا ما شهدناه في معراب، هذه الأطراف توافقت على التكامل والشراكة ولكن حينما وصل ميشال عون انقلبوا عليه؛ اليوم الهدف من هذا الاجتماع أولا، حصار تيار المردة، ربما كان من الواضح أنه بالأمس فتحوا موضوع السلاح وهذه الأطراف تدرك أن موضوع سلاح حزب الله لا تقرره الأطراف المسيحية لا سمير جعجع ولا جبران باسيل وبالتالي في نهاية المطاف سوف يخرج بيان عريض يتحدث عن سلاح حزب الله دون أي مفاعيل على الأرض وبالتالي نحن نتحدث عن بيان اعلامي أكثر مما هو إجرائي".
بالإضافة إلى أنه "بات من المعروف أن الثنائي الشيعي يتبنى ترشيح الوزير سليمان فرنجية فاذا ذهب تيار المردة للموافقة على هذا الأمر ربما يصطدم مع الثنائي الشيعي واذا لم يشارك أيضا عمليا سوف تقوم هذه الأطراف المسيحية بإطلاق السهام على تيار المردة، بكافة الأحوال هم يبحثون عن اشكال داخل بكركي وهذا ما يتجنبه تيار المردة".
وأضاف السبع: "هذا الاجتماع فشل نتيجة عدة أسباب، أولا غياب تيار المردة، فلا يمكن أن نتحدث اليوم عن اجماع مسيحي في بكركي؛ مع العلم أن بكركي عوّدت المسيحيين دائما على أساس أنها جامعة ولا تفرق، بالاضافة الى انه عمليا لم يُبحث في الملف الرئاسي وهو أم المشاكل اللبنانية والمسيحية؛ كذلك عدم الجدية في هذا الاجتماع برز من خلال غياب الأطراف المسيحية الأولى ولا يمكننا التحدث عن مشاركة لسمير جعجع ولا باسيل ولا ميشال عون فاكتفوا بارسال ممثلين عنهم وبالتالي ليس هناك جدية من هذه الأطراف".
واعتقد السبع انه "لو كان هناك برنامج واضح وعناوين واضحة لهذا الاجتماع وجدية واردة لدى بكركي لإلزام كافة الأطراف بما تم الاتفاق عليه سابقا، بحكم المؤكد لكان تيار المردة أول المشاركين فيه".
وردا على اتهام فرنجية بأنه غير آبه بالمكون المسيحي ويبحث عن استرضاء الثنائي الشيعي، قال السبع: "لا يمكننا اتهام طرف يحمل هموم الموارنة والمسيحيين من مئة عام من أطراف مسيحية مستجدة في الساحة اللبنانية، اليوم عمليا سمير جعجع لولا الحرب القتالية ولولا انخراطه الى جانب بشير الجميل في حرب الـ75 هل كنّا سنسمع بسمير جعجع؟ لو لم يتزوج جبران باسيل ابنة الرئيس ميشال عون هل أصبح رئيسا للتيار الوطني الحر؟".
وأضاف: "العملية الديمقراطية سابقا في لبنان كانت تنتج قيادات مثل آل فرنجية الحاضرين في حياة المسيحيين منذ عام الـ1929، فعمليا لا يمكن أن تزايد مسيحيا على تيار المردة وعلى الوزير فرنجية".
وبحسب السبع "ما كان مطروحا بالأمس، يبدو أنه كان يهدف الى التصويب على سلاح حزب الله واحراج الوزير فرنجية، كذلك يهدف الى الانقلاب على اتفاق 2014 وبالتالي نضرب ترشيح الوزير فرنجية".
وختم مؤكدا: "بالنسبة للوزير فرنجية، اجتماع بكركي "لا يقدم ولا يؤخر، فترشيحه مستمر ولا امكانية للتراجع عنه، انما المطلوب من هذه القوى المسيحية التي اجتمعت بالأمس في بكركي أن تحترم توقيعها وما تم الاتفاق عليه في العام 2014، فلا يوجد أي جدوى من الاجتماع بهم".
فيما وصف البعض اجتماع الأمس بالايجابي، انتقده آخرون. وبين مؤيد ومعارض لما تقدمه بكركي دائما من حلول لأزمات لبنان، يستمر الفراغ الرئاسي، والحرب تفتك بصمت جنوب لبنان. ولم يخف على أحد اليوم أن أزمة لبنان أصبحت توصف "بالكارثة"، جبهة الحرب مشتعلة، والأزمة الديبلوماسية تتصاعد، ولا بوادر خير.
وفي أكثر وقت يتطلب فيه اجماع بين اللبنانيين نشهد تفكّكا في الداخل اللبناني، ولا سيّما الساحة المسيحية التي تعجز بعد عام ونيف على انتخاب رئيس للجمهورية؛ كل المبادرات باءت بالفشل حتى الساعة، مبادرات داخلية كانت أم خارجية مجمدة إلى ما بعد الأعياد وبانتظار تسوية الجنوب. وليبقى السؤال: "متى ومن سينقذ لبنان؟"