عزت ابو علي – LebanonOn
لا يمر يوم إلَّا ويُهدِّد قادة كيان الاحتلال بشنِّ حرب شاملة على لبنان، لكن الأمر بحسب الباحث في مركز الدراسات الانتروستراتيجية العميد الركن نضال زهوي ليس بالأمر السهل.
يقول العميد زهوي في حديث لـ LebanonOn إن عدم وضوح الرؤية السياسية لليوم التالي بعد الحرب وعدم قدرة العدو على تحقيق رؤية حتى الآن، هو سبب رئيسي لعدم توقف عدوانه على لبنان، ويرى أنه وبعد توقف الحرب في غزة وعندما تنضج التسويات ومن المرجح أن تكون قريبة ستتوقف العمليات بشكل تلقائي.
فالأميركي والإسرائيلي بحسب العميد زهوي فشلا منذ البداية بفصل الجبهات للتفرد بكل واحدة، بالتزامن مع نجاح المقاومة في لبنان بإدارة الصراع وتأكيد وتثبيت الردع حيث أصبح الإسرائيلي ورغم تهديداته يسارع لإنهاء الصراع في الشمال والجنوب بشكل متزامن، وهذا ما يبدو واضحاً من خلال حركة المبعوثين الدوليين إلى لبنان وتصريحاتهم.
وعلى الرغم من ذلك تستهدف إسرائيل العمق اللبناني وصولاً إلى مدينة بعلبك شرق لبنان، لكن العميد زهوي لا يرى في الأمر مؤشراً على حرب واسعة، حيث يؤكد أن أحد أهداف العمليات العسكرية للمقاومة في لبنان هو الاستطلاع بالنار، وقد نجحت المقاومة في معرفة الكثير من قدرات العدو، ولكن العدو كانت له عدة محاولات للاستطلاع بالنار فكان رد المقاومة تكتيكياً، وكان الرد بكثافة النيران على أهداف قريبة، بحيث لا تستخدم المقاومة الأسلحة الاستراتيجبة لحرمان العدو من معرفة تفاصيلها.
ولأجل ذلك يرى العميد زهوي أن ضرب العمق اللبناني هو محاولة إسرائيلية لجر المقاومة إلى استخدام صواريخ ثقيلة دقيقة ومتوسطة وبعيدة المدى، لمعرفة فاعلية هذه الصواريخ واختبار قدرة القبة الحديدية على اعتراضها أو العمل على تطويرها لنفس الغاية، ومن هنا نرى استهداف العمق بطريقة استفزازية للمقاومة مع إرسال رسائل ديبلوماسية للتفاوض السلمي.
عوامل أخرى تُشكِّل مانعاً لعدوان شامل على لبنان، حيث يُشير العميد زهوي إلى أنها تعود إلى القدرات البشرية للعدو اليوم، وخصوصاً بعد خروجها للعلن مع الحرديم والاشكيناز وانفضاح الأمر بنقص العديد الهائل، كذلك النقص في الذخائر فجيش الاحتلال يمتلك 12% فقط من مخزونه الاستراتيجي، وحسابات المعركة المفتوحة مع لبنان تتطلب مخزوناً كاملاً، فضلاً عن معرفة إسرائيل المُسبقة بقدرة المقاومة في لبنان بالتأثير على القطع اللوجستية لإعادة التذخير من البحر، وضرب سفن الإمداد.
ويأتي ذلك مضافاً إلى تجربة اليمن لصواريخ الفرط صوتية الكاسرة للتوازن، وكل هذه العوامل تؤكد بحسب العميد زهوي عدم قدرة العدو على شن حرب مُوَسَّعَة على لبنان.
يبدو أن المعركة اليوم هي معركة فرض قواعد اشتباك جديدة وليس حرب شاملة، حيث يسعى الإسرائيلي إلى كسر قواعد الاشتباك القديمة من خلال الضربات الجوية والضغط الداخلي والخارجي على لبنان، بينما تسارع المقاومة إلى تثبيت القواعد القديمة وتوسعتها لتشمل كافة الأراضي السورية، بما يضمن تشتيت جهود إسرائيل الحربية على أكثر من جبهة في أية معركة مقبلة.