محمد عبد الرحمن-LebanonOn
أحدث التقرير الذي صدر عن وكالة "رويترز" ضجة كبيرة في اروقة المراقبين والمحللين بالشأن السياسي في اطار الحرب الدائرة جنوب لبنان، هذا التقرير الذي نقل عن مصادر ايرانية واقليمية كما زعم، بأنّ حزب الله أبلغ إيران أنه لا يريد جرّها للحرب مع اسرائيل او مع الولايات المتحدة الاميركية.
كما نقل التقرير معلومات سرية تم تداولها عن الإجتماع الأخير الذي عقد في بيروت بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وقائد فيلق القدس الايراني اسماعيل قاآني كما أدعى ايضاً.
وبيّن التقرير أنّ ايران لا تريد الانخراط في هذه الحرب، وان حزب الله لديه القدرة في مواجهة اسرائيل وحده في حال شنت عليه حرباً واسعة وشاملة، وسلط الضوء على استراتيجية إيران الرامية إلى تجنب تصعيد كبير في المنطقة مع إظهار القوة والدعم لغزة في جميع أنحاء الشرق الأوسط من خلال الجماعات المسلحة المتحالفة معها في العراق وسوريا واليمن.
فما صحة ما نُشر في التقرير؟
في هذا السياق، أشار الباحث في الشؤون الاقليمية والدولية، الدكتور حكم أمهز لـLebanonOn الى اننا "لا يمكننا التوقف عند هذا التقرير، لانه لم يتضمّن أي مصدر إيراني رسمي".
ووضع أمهز ما نُشر في اطار المعلومات المشبوهة، ولا يمكننا البناء عليها، و"من المعروف أن السيد حسن نصرالله لم ولن يعطي تطمينات للاسرائيليين بشأن الحرب".
وأضاف: "من المعروف أيضاً أن اللقاءات التي تحصل بين السيد حسن نصرالله وقائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني سرية للغاية، ومن غير الممكن تسريب اي معلومة عن مداولات اللقاءات التي تحصل".
ولفت أمهز الى أن "لرويترز سوابق في نشر هكذا أخبار، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، عندما قالت إنّ المستشارين الايرانيين غادروا سوريا، ليتبين لاحقاً بان هذا الخبر عار عن الصحة، ونفي من قبل مصدر رسمي ايراني؛ كذلك أتت الاغتيالات الاسرائيلية للشخصيات الايرانية التي تلت هذا التقرير لتدحض هذه الاخبار المضللة".
وعن ما ذكره التقرير نقلاً عن مصدر أميركي بأنّ إيران تريد تجنب رد فعل سلبي من حرب محتملة بين إسرائيل و"حزب الله"، قال أمهز: "الايرانيون يهددون يومياً وبشكل دائم وعلى استعداد في حال حصلت الحرب الكبرى، فالسؤال هنا: من أين اتى هذا المصدر بما قاله؟"
وفي حال حصول حرب شاملة بين "حزب الله" واسرائيل، رأى أمهز أن "حزب الله قادر وحده على مقاتلة وردع اسرائيل ولديه الامكانيات على ذلك، وايران دولة لديها التزامتها بالاتفاقيات الدولية، ولكن في حال تعرض الحزب لخطر ما، من الممكن ان تتدخل ولكن يبقى ذلك في اطار التكهنات والفرضيات".
وإعتبر أمهز في ختام حديثه لموقعنا ان "هذا التصرف بمثابة الحرب الاعلامية التي يقودها الغرب وحلفاء اسرائيل ضد محور المقاومة، ولكي يقولوا للعالم بان ايران أرسلت قاآني الى لبنان ليقوم باعطاء التعليمات للحزب، وهذا ليس غريباً بعدما اعترفت الولايات المتحدة الاميركية قبل فترة بانها دفعت مليون دولار من أجل تشويه صورة حزب الله اعلامياً، اضافة الى الحملة الاعلامية في لبنان ضد الحزب من قبل الفريق المعارض له بشأن الحرب الدائرة في جنوب لبنان تحت شعار "لبنان لا يريد الحرب" التي تتناغم أيضاً مع الوتر الاميركي نفسه، وزج اسم قاآني ينعش هذه الحملة القائمة".