حسين صالح - LebanonOn
اغتيال قيادي بحماس في صور اليوم، واستهداف عدة مناطق في بعلبك أمس، وقصف يومي للقرى الجنوبية الحدودية، وتوسّع مدى الضربات الإسرائيلية وعنفها، نوع جديد من الحروب تُقرع طبوله في لبنان، لا هي حرب شاملة ولا هي معركة صغيرة، فإلى أين نحن ذاهبون؟
إجابة على هذا السؤال، يقول الصحافي وجدي العريضي إن "قرار الحرب في إسرائيل متّخذ وخصوصا أن الرأي العام بدأ يلتفّ ولو بشكل غير متكامل حول رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو على خلفية ترسيخ وجود الكيان الصهيوني".
وأشار العريضي في حديث لـ LebanonOn إلى أن "الإسرائيلي لا يسأل عن قتلاه وأسراه، لذلك لوحظ تصعيد في اللهجة وتركيز على الحدود الشمالية ومهاجمة حزب الله وصولا إلى الاستهدافات التي طالت أكثر من منطقة".
ولفت العريضي إلى أن "هناك عمليات نوعية ستحدث، وهي مغايرة عن الحروب السابقة بعيدا عن معارك الدبابات والصورايخ، فالحرب ستكون بالتكنولوجيا، وحزب الله أكد أيضا أنه يمتلك سلاحا نوعيا وفي أي لحظة قد يرد بالعمق الإسرائيلي".
وكشف العريضي عن لقاء حصل بين الموفد الأميركي آموس هوكشتاين وأحد المسؤولين اللبنانيين قبل مغادرته إلى تل أبيب، قائلا إن "هوكشتاين أبلغ اللبناني بأن واشنطن ليس بوسعها احتواء الحرب وغير قادرة على لجمها وعليكم توقّع أي شيء من إسرائيل".
ورجّح العريضي أن "تكون الأيام المقبلة ساخنة وحامية"، قائلا: "رمضان لن يمر بسهولة وسنعيش أيام حرب حقيقية والاستهدافات ستطال كل المناطق اللبنانية، لأن أهداف إسرائيل لا تقتصر على الحدود، وفي المقابل الحزب لن يسكت وسيكون رده قاسيا".
وأضاف العريضي أن "القلق يتعاظم حيال قصف العدو المنشآت الحيوية مثل المطار والمرفأ أو تنفيذ عمليات كوماندوز واغتيالات واسرائيل تمتاز بهذه العمليات منذ حقبة السبعينات".
وعن تحذير رئيس حزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط من منتصف الشهر الحالي، قال العريضي إنه "ليس بوسع جنبلاط أو سواه أن يتوقّع حصول حدث ما، فيبدو أن هناك أجواء بشكل عام في الداخل والخارج تشي بأن إسرائيل ستشن الحرب، كما أن مسؤولين غربيين يحذرون من ذلك".
وفي ما يخص سقوط المسيرة والصاروخ في حراجل الكسروانية، رأى العريضي أنه "لا يمكن أن تسقط المسيرة عن طريق الخطأ خصوصا أنها من الأكثر تطورا".
واعتبر العريضي أن "هذه الحركة تحمل رسائل إسرائيلية متعددة الجوانب ومنها قول إسرائيل إنها قادرة أن تقصف أي منطقة بعيدة عن الحدود، ولتأليب المسيحيين على حزب الله، وربما أيضا تكون رسالة بأن إسرائيل تعلم بوجود قواعد عسكرية وإن كان ذلك من باب الفبركات والتخيلات".
وحذّر العريضي من انجرار الداخل اللبناني إلى الفتنة بسبب السياسة التي تعتمدها إسرائيل، مذكرا بما قامت به خلال حرب الجبل، ودعا إلى أن يكون هناك وحدة موقف بين اللبنانيين.
وعن الحديث في الصحف الإسرائيلية عن محاولات لاغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، قال العريضي إن السيد يدرك أن إسرائيل تضعه أمام أعينها وهو يتّخذ إجراءات أمنية مشددة، وكل هذا الكلام من باب التهويل والتحريض واللعب على العامل النفسي".
خلاصة، قواعد الاشتباك سقطت والمعركة باتت مفتوحة على الاحتمالات كافة، وفي أي لحظة قد تسقط الصواريخ في بيروت وممكن في جونية وجبيل، في وقت لا تكون هذه الضربات بالحسبان، فهل بدأ لبنان بالعد العكسي للحرب الشاملة؟