ميسا جبولي - LebanonON

تستمر الحرب في غزة في يومها الـ 159. منذ ذلك اليوم، لم تهدأ جبهة لبنان الجنوبية، لا بل تمدّد العدوان الاسرائيلي، فطال مدينة بعلبك في أكثر من 3 اعتداءات؛ وأمس وصل العدوان الاسرائيلي الى كسروان حيث سقط صاروخ ونجت حراجل من كارثة، واليوم استهدفت اسرائيل صور لأول مرة منذ بداية الحرب. يوما بعد يوم تتمد الحرب، تغيب من ساعة إلى أخرى قواعد الاشتباك، ويخيم على سماء لبنان الخطر ويملأ الرعب قلوب اللبنانيين، ولم يعد يدرك كيف ومتى وأين سيضرب العدو طالما ليس هناك رادع يمنعه من التوقف عن الاعتداء على الأراضي اللبنانية.
ورغم كل ذلك، إنّ الانقسام بين اللبنانيين مستمر بين مؤيد للحرب ومعارض لما يقوم به حزب الله.
في هذا السياق، عبّر النائب رازي الحاج عن موقفه مما يحصل في الساحة اللبنانية، من الحرب الى الملف الرئاسي وغيره.

الحاج عن العدوان الاسرائيلي على لبنان: لتطبيق القرار 1701 ووقف أي أعمال عسكرية تنطلق من لبنان من قبل أي تنظيم

علّق عضو تكتل الجمهورية القوية النائب رازي الحاج على ما يشهده لبنان اليوم من عدوان اسرائيلي، وقال: "للأسف عند وقوع الحرب والمناوشات لا يستقيم مبدأ قواعد الاشتباك خاصة مع العدو الاسرائيلي وبالتالي اقحام لبنان في هذه الحرب لم يكن خيارا صائبا لحزب الله".
وتابع في حديث خاص لموقع LebanonOn: "بداية لا يجب أن يكون حزب الله صاحب قرار السلم والحرب، فهذا قرار يجب أن يكون بيد السلطة الشرعية اللبنانية، وجرّ لبنان الى هذه المخاطر يعطّل لبنان واقتصاده بالكامل".
وأشار الحاج إلى أن "الضربات اليوم تتوسع لتشمل مناطق أخرى ولم نعد ندرك أين يتواجد حزب الله فعليا، فنتفاجأ يوميا أنه متواجد في كل مكان والخطر موجود على كل لبنان، والحرب الشاملة هي تهديد جدّي سمعناه من كل الديبلوماسيين الذين يحاولون ان يكونوا على خط الوساطة لعدم اقحام لبنان في هذه الحرب ولكن للأسف الحكومة لا تحرك ساكنا فحتى حزب الله لم يحترم هذه الحكومة الذي هو جزء منها ونحن اليوم نرفع صوتنا في كل مكان ولكن للأسف الامور ليست بيد أحد".

تعليقا على الصاروخ الذي أرعب أهالي كسروان وحراجل تحديدا، قال النائب الحاج: "فلنفترض أن ذلك حصل بالخطأ، ولكن هذا يعرّض جميع اللبنانيين الى الخطر، ولا شك أننا بوجه العدو ولكننا نختلف كيف نواجهه، برأينا أن القضية الفلسطينية هي قضية عربية وحماية لبنان من العدو تكون من خلال عدم اقحامنا بالحرب لأنه بات واضحا أنه ليس لدينا لا قوة ردع ولا قدرات المساندة ولا أي من الشعارات التي أطلقها حزب الله. كل ما يهمنا هو أرض الواقع وليس الشعارات، فالفعل أصبح مكشوفا أن حزب الله غير قادر على القيام بشيء، حيث أصبحت اليوم أكثر من 9 آلاف وحدة سكنية في الجنوب مدمرة وملايين الأمتار محروقة وكل ما يكتفي به حزب الله هو: "هلأ منفرجيك.. طيب أيمتا بدنا نفرجي؟".

وناشد الحاج الحكومة اللبنانية أن "تتخذ موقفا واضحا وتدعو الى تطبيق القرار 1701 ووقف أي أعمال عسكرية تنطلق من لبنان من قبل أي تنظيم". كما دعا الامم المتحدة أن "تتخذ القرارات الواضحة لردع العدو الاسرائيلي وتفعيل تطبيق القرار 1701 الذي يحمي لبنان وينشر الجيش في الجنوب".
وأردف: "عندها اذا تعدّت اسرائيل علينا وعند أي خرق، على الحكومة ان تضع استراتيجية دفاعية نناقشها في مجلس النواب ونذهب جميعنا خلف الجيش اللبناني دفاعا عن لبنان"، مؤكدا أن "المشكلة ليست الدفاع عن لبنان انما عدم اقحام لبنان في مقارب غير لبنانية تضر لبنان واللبنانيين جميعا".

الحاج عن الملف الرئاسي: بعد أن خطف الرئاسة.. محور الممانعة يخطف البلد اليوم

في الملف الرئاسي، قال عضو تكتل الجمهورية القوية إنه "خلافا لكل ما يشاع، لا تزال العقدة في المربع الأول عند فريق الممانعة الذي لا يزال يرفض الدعوة لجلسة مفتوحة بدورات متتالية، والذي لا يزال متمسكا بمرشحه الذي لا يملك أكثرية نيابية، فالعقدة هنا، وليست في مكان آخر، وعندما طرح الاعتدال فكرة التشاور أمام الهيئة العامة ويليها دعوة من الرئيس بري لجلسة مفتوحة بدورات متتالية، رحبنا بالفكرة ودعمنا ذلك، انما هناك أصوات بدأت تتصاعد وتقول انه لا يمكن ان يكون هناك تشاور و حوار من دون آلية وكأنه بات المطلوب آلية للحوار تحل مكان الدستور".

أما عن نقطة الخلاف مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال الحاج: "محور الممانعة لا يريد رئيسا، وحاليا لا يزال يربط الملف الرئاسي بحرب غزة، وأصبح أكثر تشددا في هذا الملف وبالتالي طالما حزب الله لا يزال مقحما في معركة القتال والحرب مستمرة لن يتجه ويسحب من يده ورقة تتعلق بالداخل اللبناني ورئاسة الجمهورية ويتنازل عنها، فهو يحاول أن يحافظ عليها ليتمكن من المفاوضة بها مع المجتمع الدولي ليحصل على أي حل بموضوع الحدود الجنوبية وتكون ورقة الرئاسة من ضمنها".
وشدّد على أنّنا "نحمّل المسؤولية لمحور الممانعة فبعد ان خطف الرئاسة، اليوم، يخطف الرئاسة والبلد".

الحاج عن قضية الراهبة مايا زيادة: لا يمكنها أن تملي على طلاب صغار كيفية التعاطي مع هذا الموضوع

ختاما، علق الحاج على الجدل الحاصل فيما يخص موقف الراهبة مايا زيادة في مدرسة غبالة واعتبر أن "الجسم التربوي في لبنان يجب أن يتحدث بمبادئ عامة، ولكن دون شك، ببعض الأحيان، هناك بعض من الذين يعبرون عن مشاعرهم هذا قد يكون ضارا في الجسم التربوي".
وتابع: "ما حصل طبعا خاطئ ولكن لا يجب أن نحول هذا الخطأ الى خطيئة، بالمختصر يجب على كل فرد ان يحترم المكان المتواجد فيه والقواعد التربوية وعدم ابداء أي رأي يحاول من خلاله إجبار الطلاب أن يفكروا بطريقة معينة من هذا أو ذاك الطرف".
وأكد الحاج أنه "مع الأصول، وعلى المدارس التربوية أن تكون بعيدة عن الانفعالات الشخصية والآراء الشخصية التي تعبر عن قناعات الشخص فهي حرة أن تعبر عن رأيها ولكن لا يمكنها أن تملي على طلاب صغار كيفية التعاطي مع هذا الموضوع، في المبدأ العام هو احترام الأصول والتنشئة المدنية للطلاب بأنّ هناك دولة و"مش كل واحد فاتح ع حسابو".
وردا على الحملة التي واجهتها الراهبة، قال: "اللبنانيون يشنّون يوميا آلاف الحملات على النواب وغيرهم، وانا تعرضت للهجوم أيضا عندما تحدث عن التهريب، فلا يجب أن نعطي الموضوع أكثر من حجمه، ولكن ما نمر به حاليا هي مرحلة دقيقة ويجب تغليب المنطق ومفهوم الدولة والسيادة على أي شيء آخر".