عزت ابو علي - LebanonOn
لم يشكل إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن عن خطة لإنشاء ميناء عائم في غزة من أجل إيصال المساعدات للفلسطينيين أي بارقة أمل لهم، بل، طرح تساؤلات عدة حول التوقيت والأهداف.
يقول الباحث في مركز الدراسات الانترواستراتيجية العميد نضال زهوي في حديث لـ LebanonOn إن الأكيد أن هذه المنصات العائمة هي لسرقة غاز غزة في المستقبل، وهي منصة أميركية للدعاية الانتخابية بالإنسانية، وبديل واضح عن مصر في صفقة القرن، سيكون لها الدور في استخراج الغاز الغزاوي وتقسيم عائداته بين الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية.
خطوة بايدن تأتي لضرب أهداف عدة، فهو من خلال ذلك وكأنه يقول لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو إن الضوء الأخضر مُنِحَ لك من أجل التصعيد في غزة، في ظل رفض نتنياهو لتحمّل مسؤولية هجوم 7 تشرين الأول الماضي، ووقف إطلاق النار وترك السلطة لحكومة أخرى.
الخطة الأميركية لبناء ميناء عائم قبالة ساحل غزة لن تكون كافية بالنسبة للفلسطينيين الذين يواجهون المجاعة، إذ كان من الأجدى زيادة إدخال الشاحنات بكميات كافية من المعابر، خاصة وأن العملية ستأخذ وقتاً طويلاً في ظل وجود المفتشين الإسرائيليين في ميناء لارنكا القبرصي لفحص شحنات المساعدات، مما يمنح تل أبيب السيطرة على تنظيم التدفق بذريعة التدقيق الأمني.
وعلى الرغم من اقتناع الجميع من أن الممر البحري الذي اقترحه بايدن لا يمكن له أن يشكل بديلاً لفتح مزيد من الطرق البرية للشاحنات، خاصة وأن إنشاء البنية التحتية للممر الجديد سيستغرق بعض الوقت، فإن زهوي يؤكد أن رعاة الميناء يريدون صفع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وإظهار مصر وكأنها الرافضة لفتح معبر رفح، وبالتالي فإن لا حل لأزمة المجاعة سوى بهذا الميناء البحري.
ويُشدد زهوي على أن الولايات المتحدة الأميركية نجحت باقتناص هذه الفرصة لتنفيذ غاياتها وأهدافها خاصة من أجل استحواذها على غاز غزة، إلَّا أن واشنطن تدرك بأن الصراع ليس في صالح الاستثمار بل على عداوة معه، لكنها ترى بحسب مواقفها أن القضاء على حماس خطوة مهمة لإزاحة ما ترى فيه العائق لإعادة السلطة إلى القطاع بغية إدارة المصالح الاقتصادية بتعاون أكبر مما تبديه حماس، وهي تسعى لأجل ذلك إلى تحقيق وقف إطلاق نار مؤقت، بالتزامن مع حديثها الجدي عن حل الدولتين، فوقف إطلاق النار المؤقت لمدة قصيرة أو طويلة كما في السابق، لن يكون إلَّا بمثابة مقدمة لجولات أخرى من الصراعات الدموية في المستقبل.