ميسا جبولي - LebanonOn
واجهت الراهبة "مايا زيادة" في مدرسة الغبالة "حملة شرسة ومطالبات بعقابها بعد أن توجهت الى الطلاب بالصلاة الى أهالي الجنوب ورجال المقاومة الذين يدافعون عن أرض لبنان".
عمت موجة غضب في الساحة اللبنانية وبين أهالي الطلاب الذين طالبوا بكركي باتخاذ اجراءات لازمة بحقها. بعض من تضامن وأيّد موقف الأخت ماريا، وبعض آخر ساهم في نشر حملة ضدها، طبعا لن ننسى الحرية الشخصية في الموافقة على أفعال أو أقوال الغير، ولكن هل باتت الصلاة على نية حماية الوطن والأخوة في الوطن جريمة؟
متابعة للموضوع، انتشرت اليوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبات بإبعاد الأخت مايا عن التعليم وقيل حرفيا "يجب نقلها إلى مكان آخر بعيدا عن أطفالنا". كما كتب مسؤول شؤون قطاعات دائرة المدارس في جبل لبنان في حزب القوات اللبنانية انطونيوس طوق عبر حسابه على منصة أكس: "بعد أن أعلن أهالي الطلاب الإضراب العام في مدرسة الغبالة بسبب الخطاب البعيد عن ثقافتنا والتي حاولت المدعوّة الأخت مايا زيادة التّسويق له داخل الحرم التربوي، قرّرت إدارة المدرسة منع الأخيرة من التعليم نهائياً ونقلها من مدرسة الغبالة إلى مكان آخر بعيد عن أطفالنا".
فما حقيقة نقل الأخت ماريا الى مدرسة أخرى؟ وكيف علقت المدرسة على الفيديو المنتشر؟
في هذا السياق، تواصل موقع LebanonOn مع مدرسة غبالة، التي رفضت كليا التعليق على الموضوع، وقالت إن "قرارا من الإدارة العليا صدر بمنع أي أحد التحدث في هذا الموضوع واقفاله كليا". وعما اذا كان فعلا تم نقل الأخت ماريا الى مدرسة أخرى ومنعها من التعليم، أوضحت المدرسة أن "هذا غير صحيح فالأخت ماريا لم تكن أصلا تعطي الدروس لذلك ليس صحيحا أبدا أنه تم فصلها".
وفي اتصال مع موقع LebanonOn قال الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب يوسف نصر: "الأخت ماريا لا تزال في طور التنشئة وهناك راهبة أخرى مسؤولة عنها تحدد لها بعض المهام المحددة التي يجب أن تقوم بها، فهي ليست مسؤولة ادارية في المدرسة وليست حتى في الكادر التعليمي داخل المدرسة ولا تمتلك أية مسؤولية لا إدارية ولا حتى تعليمية فكل ما يطلب منها هو بعض المهام كالمرافقة أو أي أمر آخر محدد جدا".
وتابع: "هناك مسؤولة عنها وعن تنشئتها فهي من تحدد أين يجب أن تكون وما هي المهمات التي عليها أن تقوم بها لا أكثر ولا أقل، فالموضوع هذه حدوده، والموضوع أنه نحن داخل صفوفنا ومدارسنا ومع طلابنا نقوم بتنشئة الطالب وشخصيته وفكره ليكون ناضجا وواعيا ونضع أمامه قيم ومبادئ جامعة وهو يختار ما يختاره فهذه حرية شخصية ونحن نؤمن بهذه الحرية".
وأكد نصر أنه "لم تكن للأخت ماريا أية مسؤولية أصلا حتى يؤخذ أي قرار بفصلها، وكلّ ما قامت به والكلام الذي صدر عنها، ربما يكون نتيجة حماس زائد حتى من دون علم المسؤولين عنها".
ودعا إلى أن "تبقى المدرسة بعيدة عن هذه الأطر والخيارات الشخصية والسياسية"، مشيرا إلى أن "واجبنا ومهمتنا الأساسية هي تربية شخصية الطالب ونساعده على نضج فكره ووعيه وانفتاحه ونترك الخيار السياسي له لاحقا عندما يكبر ويصبح ناضجا".
وعن كيفية التعاطي مع الموضوع، أشار نصر إلى أنه "تداولنا في الموضوع في المدرسة وبين الأهالي والكل متفهم جدا والجميع يحترم خيار المدرسة والرسالة الواضحة جدا التي صدرت عن المدرسة وهي أنه لا شأن لنا ولا علاقة لنا بالسياسة وعلى مدى 65 عاما لم نتخذ يوما موقفا سياسيا داخل المدرسة ونهتم فقط في التربية"، مؤكدا أن "الموضوع حيادي ونحن نقوم بتربية وطنية جامعة ولا ندخل في التفاصيل ولا نسمح ان تدخل الانقسامات السياسية في قلب مدارسنا وصفوف طلابنا".
من جهة أخرى، أكد مسؤول شؤون قطاعات دائرة المدارس في جبل لبنان بحزب القوات اللبنانية انطونيوس طوق لـ LebanonOn ان "الإدارة أكّدت للأهل ان الراهبة مايا زيادة لن تكون على صلة مباشرة مع التلاميذ بعد اليوم، وانها ستكتفي بالعيش في الدير، ولن تعطيهم "الزوّادة اليومية".
وأكد أن "المشكلة مع الراهبة ليست مع فكرة الصلاة لا بل على العكس نحن نصلي يوميا لأهالي الجنوب والأطفال، وانما مشكلتنا الوحيدة هي وصف رجال حزب الله بالمقاومة وبأنهم يحمون الأرض وهذا موقف سياسي ولا يمكنها أن تقوله أمام الأطفال".
وتابع: "ما أثار غضبنا أيضا هو ما قالته حول "التخوين باتجاه أرضنا ووطنا وكل كتاب نقرأه"، فلا يمكنها اتهام اطفال بالتخوين والعمالة اذا كانوا من رأي آخر، فنحن لسنا عملاء ولا خونة وانما لا نعتبر هؤلاء رجال مقاومة، فلغة التخوين لا تتماشى معنا ولا مع الطلاب".
يعكس هذا السجال الحاصل حول الفيديو المنتشر الانقسام اللبناني حول انخراط حزب الله في الحرب ضد العدو الاسرائيلي وسط تنافر سياسي بين كلي الطرفين. إلا أنه، في وقت يخسر لبنان دماء مدنية وأطفالا وأمهات، وفي أكثر وقت لبناننا بحاجة الى الصلاة، دعوا خلافاتكم وساسياتكم وأحقادكم بعيدا، دعوها بعيدة عن الأطفال والمدارس. و"من منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر؟!"