محمد عبد الرحمن - LebanonOn
بعد الاحاديث المتكررة في الاونة الاخيرة عن سقوط اتفاق مار مخايل بعد مرور 18 عاما عليه، أتت زيارة وفد من نواب "حزب الله" برئاسة، رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، للرئيس ميشال عون في دارته في الرابية، لتدحض كل ما قيل.
ومنذ بدء الازمة بين الطرفين على خلفية الموقف من الاستحقاق الرئاسي وترشيح الحزب لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، حاول الحزب جاهداً شرح وجهة نظره من هذا الترشيح لرئيس التيار جبران باسيل، لكنه اصطدم بموقف متصلب ومتشدد من قبل باسيل ربما يكون قد تجاوز كل التوقعات، وهذه ليست المرة الأولى التي يسعى من خلالها الحزب إلى تصحيح العلاقة مع التيار.
ثمة أسئلة تطرح عن مصير التحالف بينهما، وعن مصير الملف الرئاسي الذي يعتبره البعض هذا الملف عالق بين التيار والحزب.
في هذا الاطار، أشار عضو كتلة الوفاء للمقاومة، النائب حسين جشي في حديث لـLebanonOn الى ان "ما أدلى به رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بعد اللقاء كان واضحاً من فحوى هذه الزيارة، التي تأتي في اطار التواصل الطبيعي غير المنقطع مع التيار الوطني الحر، ولكن تبقى بعض الملفات السياسية معلقة بيننا، وهذا ما عبر عنه نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في اطلالته الاخيرة".
وأضاف: "لم يتم التطرق الى اي مواضيع سياسية لا سيما الملف الرئاسي"، معتبراً أن هذا "اللقاء بمثابة لقاء ودي للتواصل والتشاور فقط، ولكن تبقى الملفات السياسية معلقة ولكل منا وجهة نظر مختلفة سواء من طرفنا أو من طرف التيار".
ولفت جشي الى ان "الحزب بالاساس ليس لديه أي مشكلة في السياسة مع أي طرف من الاطراف، ونريد فتح التواصل مع الجميع، ولكن البعض هو من لديه مشكلة معنا، وأشير هنا الى حزب القوات اللبنانية الذي لا يريد الحوار والتواصل"، مؤكداً أن "ليس لديهم مشكلة مع أحد لا التيار ولا غيره من الاطراف الاخرى، لاننا بالمحصلة النهائية جميعنا شركاء في هذا البلد ونحن جزء من هذه التركيبة، ونؤمن بالتواصل الدائم بين الجميع لبناء البلد".
وشدّد على أن "كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله واضح عن الملف الرئاسي وفق معادلة "رئيس لا يطعن بظهر المقاومة"، أي أننا نريد رئيساً لا يطعن بنا وهذا ليس يعني خوفاً، ولكن الطعن بالمقاومة سيؤدي الى تخريب السلم الاهلي في البلد والرئيس الذي لا يطعن بظهر المقاومة يحافظ على السلم الاهلي وهذا ما نسعى اليه".
واعتبر جشي أنّ "دعم ترشيح سليمان فرنجية من أفضل الخيارات، وهو مرشح طبيعي لرئاسة الجمهورية، أما الطرف المعارض له تقاطع حول مرشح لفترة فقط، ومن الاساس لم يقم بتقديم اسم مرشح طبيعي له ضمن السياق الطبيعي".
وأردف: "في حال قدم الطرف الاخر اسم مرشح طبيعي، من الممكن أن نتحاور معه، ونحن واضحون منذ البداية حول التشاور والحوار، لأننا جديون وحريصون على انهاء الشغور الرئاسي، ونحن نؤمن بالشراكة مع كل الاطراف من أجل بناء بلد ومؤسسات دولة بعيداً عن الفوضى واللانظام الذي يحصل اليوم".
وتابع: "إنّ من يدّعي بأنّ حزب الله هو الذي يعطّل انتخاب الرئيس فهو مخطئ، لأنّ الحزب لم ولن يعطل هذا الاستحقاق، ولديه مرشحه منذ البداية، وللمفارقة القوات اللبنانية كانت تريد فرنجية منذ ست سنوات ولكن اليوم لانه مرشح الحزب تراجعت عنه"، مشدداً على اننا "ندعم مرشحا طبيعيا للرئاسة، ولم نأتِ بشخص هجين لترشيحه".
وحول تفاهم الكتل المسيحية بين بعضها، قال جشي: "في حال تم ذلك فهذا يريح البلد أكثر، لأنّ اي تفاهم يحصل يزيل العقبات كتفاهم مار مخايل الذي ساعد البلد لوقت طويل بمكان ما".
وأكد أن "الاستحقاق الرئاسي غير معني وغير مرتبط بالجبهة على الحدود الجنوبية، وكل ما يتردد حول ذلك لا صحة له، ونحن فقط المعنيون بالحرب الدائرة جنوباً، وما على الجميع الا ان يتشاوروا حول الملف الرئاسي ونحن حاضرون وجاهزون بمرشحنا للنزول الى المجلس من أجل انجاز هذا الاستحقاق".
وقال: لا يوجد في الدستور اي مصطلح اسمه "التشاور" حول الملف الرئاسي ولكنه لا يمنع ذلك؛ فلنتشاور ونتحاور، لأنّنا وصلنا الى طريق مسدود حيال هذا الملف، ولا أحد من النواب يستطيع أن يمنع الآخر من الخروج من قاعة المجلس، والطرف الاخر هو الذي يعارض وصول مرشحنا للرئاسة وكما يقولون " لا نريد أن نسمح بوصول مرشح محور الممانعة للرئاسة".
ولفت الى ان "القرار داخل الحزب بيدنا وليس بيد الخارج، او بيد ايران كما يتهموننا"، منوهاً بأنّنا "حلفاء مع ايران ونقول ذلك على رأس السطح، ولا نخشى من أحد، ولكن ايران لا تملي علينا في قراراتنا الداخلية ولو كانت حليفتنا وتربطنا بها علاقات وحسابات".
أما حول مبادرة كتلة "الاعتدال الوطني"، قال جشي: "لم تتبلور بعد هذه المبادرة لدينا، وسمعنا منهم حولها وينتظرون جوابنا وفي حال كانت ستأتي بنتائج جيدة، فسنسير بها ولكن لا جواب نهائي حولها حتى الآن ونحن ندعم كل المبادرات التي تسعى الى التقارب في وجهات النظر".
وختم قائلاً: "الحرب الحاصلة في الجنوب لا تمنع التفاهم في الداخل، ولنعتبر أنّنا في داخل سجن مغلق، من الممكن ان نتصارع ومن الممكن أن نتحاور وننظم خلافنا، وما علينا الا ان نتحاور ونذهب الى جلسات لانتخاب الرئيس".