من سوريا والعراق ومصر وحتى لبنان: في عشريته الأولى هل تُعيد ظروف الشرق الأوسط تنظيم داعش الإرهابي من جديد؟ ولهذه الأسباب ظهرت زوجة البغدادي في هذا التوقيت!

خاص ON | عزت ابو علي | Thursday, February 29, 2024 4:22:00 PM


عزت ابو علي - LebanonOn

قبل عشرة أعوام استيقظت منطقة الشرق الأوسط والعالم على مفاجأة مدوية حين تمكَّن تنظيم إرهابي متطرف يُطلق على نفسه اسم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" من اجتياح مناطق واسعة في العراق وسوريا وتأسيس خلافته المزعومة تحت قيادة زعيمه "أبو بكر البغدادي". 

تمدَّد التنظيم نحو أفريقيا في سيناء المصرية ودرنة الليبية ونيجيريا فضلاً عن مناطق أخرى، وما لبث أن نفَّذ عمليات إرهابية عدة في قلب أوروبا، ويومها لم يسلم لبنان من التنظيم الإرهابي الذي نفَّذ عمليات في لبنان واحتل جزءاً من أراضيه في شرق البلاد قبل أن ينسحب منها على إثر هزيمته على يد الجيش اللبناني في عملية "فجر الجرود". 

لم يدم التنظيم الذي اعتلى زعيمه منبر أحد مساجد الموصل لإلقاء خطبته الشهيرة طويلاً، حيث شكَّلت الولايات المتحدة تحالفاً دولياً فقضت عليه وقتلت البغدادي وكانت معركة الباغوز آخر معارك التنظيم الذي تلقى ضربته القاضية على يد قوات سوريا الديمقراطية "قسد". 

ومع تعقيدات المشهد في الشرق الأوسط اليوم عاد الحديث عن عودة محتملة للتنظيم الإرهابي، وفي هذا الإطار يقول الباحث والمتخصص في الجماعات المتطرفة الدكتور رائد المصري في حديثه لـ LebanonOn إن داعش هي فكرة لا تنتهي، وهي تعمل باسم الدين وتعتبر نفسها بأنها قادرة على أن تكون بديلاً لهذه الأنظمة الموجودة، حيث يسهل استخدامها من كل طرف دولي نتيجة الصراعات الاقليمية الحاصلة، وبالتالي فإن عودة هذا التنظيم الإرهابي واردة في كل لحظة، وأينما تتجه دفة الصراع، حيث يستطيع أي طرف قوي دعم التنظيم الإرهابي وتوجيهه لاستخدامه بما يتوافق مع المشاريع السياسية في المنطقة، إن كان بالنسبة لأميركا أو بعض الأنظمة العربية أو الفصائل والميليشيات، حيث يسهل اختراق هذا التنظيم الذي بدوره يستطيع النفاذ باتجاه المجتمعات القائمة على الدين والبؤس والتوتر الاجتماعي، وتعد هذه العوامل فضلاً عن الجهل وقلة الوعي والإدراك عوامل مغذية لهذه الأفكار المتطرفة ورافد بشري وحاضنة لها. 

ولم تقتصر الأحاديث عن عودة داعش من جهات أمنية دولية فقط، بل أُعيد تظهير هذا التنظيم إعلامياً، من خلال المقابلة التي أجرتها إحدى القنوات العربية مع زوجة البغدادي، ويرى المصري أن  المقابلة موجهة وجاءت في توقيت مريب، خاصة فيما يتعلق بالصراع في سوريا والعراق والحديث عن المفاوضات في غزة والحرب المسعورة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في غزة، ويؤكد أن تظهير زوجة البغدادي يأتي للفت الأنظار عمَّا يجري في فلسطين وتحويل الأنظار عن غزة وما ترتكبه إسرائيل من جرائم، بالإضافة إلى الحديث عن الانسحاب الأميركي من سوريا والعراق، وهذا كله يأتي للتعمية عن كل هذه التنازلات التي سيقدمها الإسرائيلي والأميركي في المنطقة. 

ويحذر المصري من إعادة استخدام الإرهاب في الشرق الأوسط وفق المصالح الجيوسياسية ومسارات النزاع، فالتنظيم الإرهابي اليوم جاهز لإعادة استخدامه من قبل الدول في مشاريعها الخاصة ونزاعاتها، وتحقيق أهدافها في التفتيت والتقسيم، وإيصال رسائل قوية للأنظمة في المنطقة بهدف ربطها باتفاقيات مع الأميركي الذي يستعمل هذه التنظيمات غب الطلب لتحقيق سيطرته على الشرق الأوسط. 

يحتفظ تنظيم داعش الإرهابي بقوة بشرية هائلة تقدر بـ 63 ألف مقاتل يتواجدون في سجن الصناعة ومخيم الهول في شرق سوريا تحت سيطرة "قسد"، ويٌحذِّر المصري في حديثه لـ LebanonOn من أن المنطلق لعودة التنظيم ستكون من هناك، حيث من المرجح أن يتم إطلاق هؤلاء السجناء في أية لحظة، ويقال بإنَّ هناك عملية فرار قد تمت، ثم يُنفذ السيناريو والذي يصفه المصري بـ الصعب والخطير جداً كي لا يستقر الوضع في الشرق الأوسط بشكل عام. 

ويُبدي المصري مخاوفه من عودة التنظيم الإرهابي إلى سيناء في مصر والتي عانت من الإرهاب في السابق، ويوجه أصابع الاتهام نحو إسرائيل التي من مصلحتها إعادة الإرهاب إلى هناك، لأن مصر لا تزال متمسكة بموقفها الرافض لتهجير أهالي غزة نحوها، وبالتالي تدفع مصر ثمن مواقفها ضربات إرهابية في سيناء والعريش ورفح وربما في قلبها.

في المُحصِّلة يبدو أن المتضررين من استقرار المنطقة سَيُعِيدُون شرذمة الإرهاب إليها، فالساحات العربية كلها مفتوحة على بعضها البعض، ولا بُدَّ من التنبه من أنَّ أميركا المضطرة إلى تقديم تنازلات مع التغييرات في مسارات الصراع في المنطقة، ستقدم البديل الإرهابي لحجب خسائرها، أو ربما لعودتها مجدداً تحت شعار الحرب على الإرهاب كما فعلت في أوقات سابقة.  

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا