مؤشرات التصعيد جنوباً تتقدَّم على ما عداها: الحرب الشاملة الإسرائيلية على لبنان مسألة وقت لا أكثر؟!

خاص ON | عزت ابو علي | Sunday, February 18, 2024 11:24:00 AM

عزت ابو علي – LebanonOn

منذ الثامن من شهر شباط الجاري وسَّع الاحتلال الإسرائيلي نطاق عدوانه على لبنان حيث استهدف مدينة النبطية الواقعة على بعد 40 كيلومتراً من الحدود ومهاجمة موقع عسكري لوحدة الدفاع الجوي في حزب الله بين بلدتي أرنون ويحمر، واستهداف طائرة درونز لسيارة تقل قيادياً في حركة حماس في بلدة جدرا على مسافة 60 كيلومتراً من الحدود.

يقول الخبير العسكري والكاتب والباحث العميد خالد حمادة إن هذه الهجمات تؤكد سقوط ما اصطلح خطأ على تسميته لسنوات بقواعد الاشتباك بين حزب الله والعدو الإسرائيلي، حيث كان لافتاً استهداف حزب الله ثكنة كيلع في الجولان السوري المحتل بقصف صاروخي للمرة الأولى منذ اندلاع المواجهات في غزة.

ويؤكد العميد حمادة أن احتمالات التصعيد على جبهة جنوب لبنان تحكمها عوامل عدة، حيث لم يأتِ انطلاق المناوشات على الجبهة الشمالية مع لبنان بعد يوم واحد من عملية طوفان الأقصى سوى من قبيل التطبيع  بين الحرب الدائرة في غزة والنفوذ الإيراني الذي يمثله حزب الله، تحت عنوان مساندة المقاومة في غزة. ويُشير إلى أنه بصرف النظر عن الاختلافات حيال قناعة حزب الله بضرورة الملاءمة بين تلك المناوشات والمصلحة اللبنانية التي تقتضي عدم توسيع رقعة الحرب، فإن ما يجري على الحدود لم يحدث أي تأثير في ضراوة القتال في غزة، ولم يثنِ الجيش الإسرائيلي عن مخططاته في الذهاب إلى آخر حدود التدمير والقتل واستباحة كل المحرمات. 
ويرى العميد حمادة أن الفصل بين ما يجري على الحدود اللبنانية وما ترومه طهران يجانب أبسط حدود المنطق، فعلى الرغم من نأي إيران بنفسها عن أي علاقة بما يجري في غزة والإقليم، إلَّا أن مجريات الميدان تثبت كل يوم من البحر الأحمر إلى لبنان مروراً بالعراق وسوريا بأن إيران تسجل حضوراً أمنيا في كل الساحات عبر أذرعها، بما يوجه رسالة واضحة للولايات المتحدة بأن طهران هي شريكة في كل التسويات المتعلقة بإسرائيل والمنطقة ودائماً وفق الشروط التي تريح واشنطن، ويشدد العميد حمادة على أن ما يمكن قراءته في العلاقة الواضحة بين طهران وواشنطن تؤكده المصادقة الأميركية الدائمة على تبريرات طهران وعدم توجيه أي ضربة عسكرية مباشرة للحرس الثوري واقتصار الاستهداف على الأذرع المرتبطة بفيلق القدس.
ويقول العميد حمادة إن لبنان لم يكن ببعيدٍ عن التدخلات الدولية الداعية للاستقرار في الجنوب، حيث نشطت حركة الموفدين الدوليين مع اندلاع المناوشات التي تلت طوفان الأقصى في محاولة لوقف التصعيد وطرح المقاربات لوقف إطلاق النار تحت سقف القرار الدولي 1701.

وحول فرضية توسع الصراع يلفت العميد حمادة إلى أنه قد يكون في محاولة الربط بين الاستقرار في الجنوب ووقف إطلاق النار في غزة الكثير من المغامرة غير المحسوبة وربما الكثير من الرهان على عقلانية غير معهودة أميركية أو إسرائيلية، فسعي الولايات المتحدة لتحقيق الأمن والاستقرار لإسرائيل لن يستند إلى قوة الردع الإسرائيلي بعد ثبوت العجز الميداني في غزة، بل بالسعي لتحقيق الحد الأقصى من وحدة الإجراءات على الحدود الإسرائيلية كافة، بمعنى آخر تجنب تكرار عملية طوفان الاقصى أو العودة إلى الصيغة الهشة لتطبيق القرار 1701 وإلى ما كان سائدا قبل 7 تشرين الأول، وهذا ما يرفع من احتمال شن عملية عسكرية مفتوحة الأبعاد والأهداف على جبهة جنوب لبنان.
ويخلص العميد حمادة إلى إن نجاح الضغط الدولي في وقف الهجوم الإسرائيلي على رفح أو إخفاقه والذهاب نحو وقف لإطلاق النار لا يحقق الطموحات الإسرائيلية، سيجعل من نقل الجهد الميداني إلى الاتجاه اللبناني خياراً  مرجحاً بشكل كبير، كما أن النجاح الجزئي في غزة سيرفع من احتمال محاولة تعميم هذا النجاح على الحدود مع لبنان، دون إغفال محاولات إسرائيل استخدام ورقة إعادة النازحين على حدودها الشمالية والجنوبية كذريعة لعملية عسكرية تلاقي صداها في الداخل الإسرائيلي.

 

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا