عزت ابو علي – LebanonOn
على مدار العقد الماضي، كانت مصر وتركيا على خطوط تماس في ملفات إقليمية عدة شائكة، لاسيما في ليبيا مع كل طرف للقوى المتصارعة في البلاد، والخلاف حول تنقيب تركيا عن الطاقة في منطقة شرق البحر المتوسط، بالإضافة إلى المواقف المتناقضة بين القاهرة وأنقرة فيما خصَّ الأزمة بين قطر ودول الخليج العربي.
على المستوى الداخلي كانت مصر تتهم تركيا على الدوام بدعم جماعة الأخوان المسلمين، حيث اتخذ قادة الجماعة من الأخيرة مقراً لهم، وذهبت القاهرة أبعد من ذلك عندما اتهمت الاستخبارات التركية بدعم المجموعات المتطرفة في سيناء والتي قاتلت الجيش المصري لسنوات عدة.
يقول رئيس منتدى شرق المتوسط للدراسات الاستراتيجية في القاهرة الدكتور محمد حامد في حديث لـ LebanonOn إن العلاقات المصرية – التركية اتخذت مساراً مغايراً عمَّا كانت عليه في السابق، ويؤكد أن تفاقم الأزمات في الشرق الأوسط كانت السبب الرئيسي خلف تحسن العلاقات بين الطرفين.
وحول زيارة أردوغان لمصر يؤكد حامد أنها تأتي بعد لقاء على هامش القمة الإسلامية التي انعقدت في السعودية قبل مدة.
ويكشف حامد لـ LebanonOn عن أن الجانبين أدركا أهمية العلاقات المميزة، خاصة لجهة الترسيم الحدودي البحري من أجل أن يتمكنا من استخراج الثروات الضخمة الكامنة في قاع البحر الأبيض المتوسط.
ويشدد حامد على أن القضية الفلسطينية والتطورات الخطيرة في غزة دفعت السيسي وأردوغان للدفع باتجاه علاقات جيدة، حيث يتفق الرجلان على ضرورة إنهاء العدوان وعدم سيطرة إسرائيل على قطاع غزة.
وتعاني مصر وتركيا من أوضاع اقتصادية صعبة، ففي العام 2007 وقع البلدان اتفاقية للتجارة الحرة لمدة 15 عاماً وانتهت في العام 2020 ومن ثم مددت لغاية العام 2023، وهذه الزيارة بحسب حامد كان من ضمن أولوياتها تجديد هذه الاتفاقية وهذا ما سيحدث على حد ما يقوله حامد الذي كشف أيضاً عن توطين العديد من الصناعات التركية في مصر، ويأتي ذلك مضافاً إلى العلاقات العسكرية والسياسية والديبلوماسية التي شهدت نهضة بين البلدين في الآونة الأخيرة.
في المحصلة تشير كل توقعات المراقبين إلى أن مسار العلاقات يشهد تصحيحاً وهو ما يعد بمستقبل ممتاز للعلاقات بين البلدين، فحاجة الطرفين لبعضهما أكبر من أن تعرقلها أية خضات مهما تعاظم حجمها.