حسين صالح - LebanonOn
المعروف عن العدو الإسرائيلي أنه يتمتّع بقدرات جوية حربية عالية الفعالية، وقادرة على إلحاق الكثير من الأضرار المادية والبشرية في حال اندلاع أي حرب على لبنان، ولكن غير المعروف هو ما إذا كان حزب الله يمتلك الأسلحة المضادة لهذه القدرات، لا سيما طيران F16 وF35 منها.
ودائما ما يهدد العدو ومسؤولوه بـ"قصف بيروت وإعادة لبنان إلى العصر الحجري" من خلال طائراته التي يتفاخر بقوتها وتطوّرها، لكنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله أكّد في خطابه أمس أن "المقاومة لا تخشى الحرب بل هي على استعداد كامل، متحديا وزير الحرب الإسرائيلي: "ما بدك توقف؟ ما توقف ونحن مكملين...".
كذلك يتحدّث نصرالله دائما عن مفاجآت ستصدم الإسرائيليين بحال أقدموا على شن حرب على لبنان، وبحسب معلومات LebanonOn فإن الحزب قد يكون أوصل رسائل مبطّنة للعدو خلال معارك الجنوب منذ 8 أكتوبر، إذ كان يكشف كل فترة عن نوع جديد من الصواريخ، كان آخرها "فلق 1" والصواريخ المتلفزة، لكنه حتى الآن لم يعلن استخدامه لأي نظام دفاع جوي يهدد طائرات العدو الحربية المتطورة.
وكشفت مصادر حزبية لـ LebanonOn أن طائرة متطورة الطراز تابعة للعدو قد رصدها رادار ما في إحدى المناطق الجنوبية، وقد تفاجأ الإسرائيلي بذلك وقصفه.
وفي هذا السياق، قال العميد المتقاعد أمين حطيط لـLebanonOn إن "حزب الله يعتمد قاعدة مزدوجة بالنسبة للأسلحة المستعملة تقوم على إظهار القوة للردع والاحتفاظ بشيء من السلاح للمفاجأة".
أما في ما يخص سلاح الجو، فرأى حطيط أن "ذلك يندرج تحت عنوان الاحتفاظ بالسر حتى المفاجأة، لذلك الحزب لا ينفي ولا يؤكد امتلاكه أنظمة دفاع جوي، ولا أحد يمكنه جزم ما إذا كان يمتلكها".
وتابع حطيط بأن "الحزب دائما يقوم بالعمليات العسكرية التي يجب أن تحصل، فجزء منها يُعلن وجزء آخر يبقيه مكتوما لإبقاء العدو في دائرة الحيرة والالتباس".
وأردف حطيط قائلا: "كل ما يتعلّق بمنظومة الدفاع الجوي يندرج تحت استراتيجية الغموض التي يعتمدها الحزب حتى يحتفظ لنفسه بالقدرة على المناورة في الحرب الرئيسية التي يمكن أن تقع في أي وقت".
وفي ما يخص تحليق الطيران الحربي الإسرائيلي على علو منخفض في مختلف الأجواء اللبنانية، اعتبر حطيط أن "إسرائيل من خلال هذا التحليق تحاول استدراج حزب الله لكشف ما لديه من قدرات مضادة للجو، والأخير يمارس الانضباط الصارم بهذه المسألة، ولن يُستدرج ويقدم فرصة الاستكشاف قبل المعركة الرئيسية".
وأوضح حطيط أن "لكل رادار خصائص تقنية لكن عندما تحلّق الطائرة على علو منخفض يتراجع احتمال كشفها بالرادارات، والعدو دأب خلال الأسبوعين الماضيين على الاستطلاع الميداني أو الاستعلام بالاستفزاز ليتلقى ردة فعل".
وعن دور المسيّرات في الحرب، اعتبر حطيط أن "هذه المسيّرات التي دخلت المعركة وأثبتت فعاليتها لا يمكن أن يحل مكان الطائرات النفاثة، فكل منها لها مجال عمل مختلف".
في الخلاصة، لا يمكن لأحد توقّع ما تمتلكه المقاومة بكل فصائلها، خصوصا حزب الله الذي دمّر دبابة الميركافا أو "عربة الرب" كما كان يسميها الأميركي في حرب تموز العام 2006. فهل يكون مصير "طائرات الشبح المتطورة" كمصير هذه الدبابات التي باتت اليوم هدفا سهلا يمكن قصفه بأي وقت؟