عزت ابو علي – LebanonOn
قرَّر رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتياح منطقة رفح الحدودية بين قطاع غزة ومصر، في خطوة تعتبر تحدياً للأمن القومي المصري، فالقاهرة ترى أن دخول قوات الاحتلال إلى محور فيلادلفيا خطوة قد تدفعها إلى اتخاذ خيارات متنوعة.
خطوة الجيش الإسرائيلي دفعت المجلس العسكري المصري للتأهب تحسباً للأسوأ بحسب مصدر مصري لـ LebanonOn، والذي أكد أن هناك تباين كبير في وجهات النظر بين قيادات الجيش المصري بشأن الرد على الخطوة الإسرائيلية.
قبل أيام قليلة زار وفد إسرائيلي مدير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، لإبلاغه نية تل أبيب تنفيذ حملة برية واسعة على كامل أراضي محور فيلادلفيا المعروف بـ "صلاح الدين"، الذي يقع ضمن المنطقة "د" وفق اتفاقية كامب ديفيد.
المصدر أكد لـ LebanonOn أن اللواء عباس كامل استنتج بعد اللقاء أن إسرائيل اتخذت القرار سواء وافقت مصر أم رفضت، لذا فقد عقد اجتماع قيادي مصري على أعلى مستوى، شارك فيه كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع محمد زكي، رئيس أركان حرب القوات المسلحة أسامة عسكر، مدير المخابرات الحربية شريف فكري، مدير المخابرات العامة عباس كامل وعدد من قيادات المخابرات الحربية والمخابرات العامة.
وناقش المجتمعون طبيعة الرد المصري على العملية البرية المحتملة على مدينة رفح ومحور صلاح الدين إذا تمت بدون موافقة مصر، وبحسب المصدر، فقد ظهر تباين في وجهات النظر بين المجتمعين، حيث رأى الرئيس السيسي ووزير دفاعه محمد زكي ومدير مخابراته عباس كامل أن التحرك يجب أن يكون على المستوى السياسي لمنع تفاقم الوضع في المنطقة واتساع دائرة الصراع.
فيما رأى الآخرون وعلى رأسهم رئيس أركان حرب القوات المسلحة أسامة عسكر أنَّ التعامل العسكري هو الخيار الأفضل للدفاع عن الأمن القومي المصري، في حال نفذ الاحتلال حملة برية في رفح أو محور فيلادلفيا.
وذهب أصحاب هذا الخيار أبعد من ذلك واعتبروا أن قيام العدو الإسرائيلي بهذه العملية يعني حكماً نهاية اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين القاهرة وتل أبيب في العام 1979، وعودة حال الحرب بين الطرفين.
ويؤكد المصدر في حديثه لـ LebanonOn أن مصر أمام خيارين أحلاهما مر، فهي إن قررت المواجهة سياسياً فلن تحقق شيئاً نتيجة قوة الاحتلال في عواصم القرار وتأثيره في المحافل الدولية، فيما قرار الصدام العسكري وإن حفظ الأمن القومي المصري ستكون لديه تداعيات خطيرة ولو حظي بالتأييد الشعبي حيث تمر مصر بأصعب الظروف الاقتصادية وهي بدون دعم عربي كبير ولا محدود لن تستطيع أن تحرك جيشها.
يبدو أن مصر تحاول الوصول لحلٍ مشترك فهي تتحرك ديبلوماسياً لمنع تنفيذ هذه العملية، بالتوازي مع تحريك عدد من كتائب دباباتها ومدرعاتها باتجاه فيلادلفيا، فهل ستتلقف إسرائيل الرسالة المصرية؟ أم أن أحلام نتنياهو ستتحقق بتهجير حوالي المليوني فلسطيني من غزة باتجاه سيناء لإفراغ القطاع من سكانه؟!