حسين صالح - LebanonOn
"بعطيهم ألف مجلس نيابي وما بتخلى عن المقاومة".. قالها رئيس المجلس نبيه بري في يوم من الأيام، ويترجمها رئيس حركة أمل نفسه اليوم بمشاركة قواته في معارك الجنوب، حيث سقط 5 شهداء للحركة حتى الآن منذ بداية الحرب المقتصرة على الجنوب اللبناني.
وتنتقد بعض المكونات اللبنانية مشاركة "أمل" بالمعارك، بل لا تريد إقحام لبنان بحروب وقضايا "لا علاقة له بها"، خوفا على البلد وشعبه، ويُترجم ذلك بالمواقف والتصريحات التي يطلقها المسؤولون اللبنانيون منذ 8 أكتوبر.
في هذا السياق، استطلع موقع LebanonOn رأي وموقف بعض المسؤولين من تدخّل "أمل" في معارك الجنوب، كون رئيس المجلس النيابي هو نفسه رئيس الحركة، وقال عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم لموقعنا إن "من غير المستغرب على حركة أمل بما أنها تنتمي لمحور الممانعة عدم احترام سيادة لبنان وجيشه وتعتمد السلاح غير الشرعي، ولهذا السبب يعاني البلد مما يعانيه". واردف: "ما تقوم به الحركة في الجنوب هو استكمال لما يقوم به بري في مجلس النواب، وللأسف نحن نتعاطى مع فريق لا يعطي أي قيمة للقرار اللبناني".
من جهته، أكد نائب رئيس تيار الوطني الحر للشؤون الخارجية ناجي حايك رفض التيار ربط الجبهات، معتبرا أن "حركة أمل لا تملك الشرعية ومن غير المقبول أن يكون لديها ميليشيا تستخدم جنوب لبنان". وسأل حايك مستغربا: "كيف لرئيس مجلس نيابي أن يكون لديه ميليشيا وجهاز عسكري يرميان الصواريخ؟".
أما النائبة التغييرية نجاة عون صليبا، فقد أجابت بعدة أسئلة قائلة: "لماذا اختار الرئيس بري التوقيت الذي يتزامن مع الحديث عن اقتراب الترسيم البري وتسليم الحدود الجنوبية للجيش؟ ولو سلمنا جدلاً ان حركة امل اللبنانية ستدخل الحرب فمن أين ستأتي بالمال والسلاح؟ من جيوب اللبنانيين او من دول وسفارات اجنبية؟ ما المقصود بهذه الخطوة؟ دفاعاً عن فلسطين كما يزعم حزب الله، ام تحسين شروط؟"
في المقابل، دافع عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجة عن مبدأ حركة أمل، مؤكدا أن "هذه الحركة هي حركة مقاومة، واليوم الحرب قائمة من رأس الناقورة إلى جبل الشيخ"، مشيرا إلى أن "أبناء الحركة هم نفسهم أبناء البلدات الجنوبية وليسوا غرباء".
واعتبر خواجة أن "كثيرين منزعجون من المقاومة الدبلوماسية التي يقوم بها الرئيس بري، فالموفدون الغربيون الذين يدخلون إليه، يخرجون بعد أن يسمعوا الكلام اللازم، ومنهم من يخرج بقناعات مختلفة، وهذه الحرب التي يخوضها بري لا تقل ضراوة عن الحرب العسكرية".
ورأى خواجة أن "من ينتقد حركة أمل فهو متماهي مع المشروع الأميركي ويريد أن يطال الرئيس بري بهذا الانتقاد"، مشددا على أن "الحركة ستبقى موجودة للدفاع عن لبنان ولا يمكن أن تتنازل عن حبة تراب منه ولا عن عناصر القوة التي يتمتع بها البلد".
في نهاية المطاف، لبنان يتعرّض يوميا لعدوان إسرائيلي، بغض النظر عن من بدأ الحرب وبغض النئر عن اختلاف وجهات النظر، والسؤال اليوم: لما لا تنسى المكونات اللبنانية مشاكلها الداخلية وتتوحّد كباقي الدول في مجابهة العدو؟