ميسا جبولي-LebanonOn

تتحدث صحف محلية وعالمية في كل يوم منذ 7 أكتوبر حول انسحاب قوات الرضوان من حدود لبنان الجنوبية إلى شمال نهر الليطاني. تتفاوت الأحاديث حول حقيقة الموضوع فيما حزب الله حتى الساعة لم ينفي أو يؤكد ذلك. فيما يعتبر البعض أن حزب الله يرفض رفضا قاطعا الحديث عن أية تسوية في الجنوب ولبنان قبل وقف الإجرام في غزة، يعتبر آخرون أن حزب الله يفاوض من تحت الطاولة ويسعى إلى أي حل باعتبار أنه غير قادر على القيام بحرب شاملة.
وبين الأخذ والرد، تشهد الساحة اللبنانية زحمة زيارات، أمس كان وزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه في لبنان، اليوم كان من المنتظر وصول وزير الخارجية المصري سامح شكري الذي ألغى زيارته من دون معرفة الأسباب، وقبل أسابيع كان المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين في لبنان المتواجد اليوم في اسرائيل. جميعنا يدرك أن هذه الزيارات تحمل معها مطالب اسرائيلية مبطنة، بالمصلحة اللبنانية؛ إلّا أن حتى الساعة مخاوف اندلاع حرب في لبنان قائمة، الملف الرئاسي مرتبط في غزة، ولا أحد يجيب بوضوح عما ينتظر اللبنانيون في الأيام المقبلة.

عما إذا كانت قوات الرضوان قد تراجعت بالفعل الى شمال نهر الليطاني، نفت مصادر موقع LebanonOn نفيا قاطعا ما يتم تداوله حول "انسحاب قوات الرضوان من جنوب الليطاني". وأكّدت أن "ذلك لن يحصل أبدا". وأوضحت أن "قوات الرضوان تعتبر قوة ضخمة لدى الحزب، وهو يمتلك أكثر من 5 قوات ولكل وحدة عسكرية فيها اختصاصات عسكرية متواجدة في كل رقعة من أراضي الجنوب بغض النظر ان كانت قوات الرضوان متواجدة أم لا".
وتابع المصدر: "هناك وحدات عسكرية على مد عينك والنظر واختصاصات ودروع ومدفعية وصواريخ، وان غابت قوات الرضوان فهناك ما هو أخطر من قوات الرضوان، فهناك القوة الصاروخية والقوة المدفعية واختصاصات الدروع والمشاة وعلي الأكبر والعباس والرضوان". وأردف: "انسحاب قوات الرضوان غير منطقي ولكن من الممكن أن يتم التوافق على مراكز غير معلنة للحزب اذ فسر ذلك قائلا: "قبل الحرب كان هناك ما يعرف بالجمعية المرخصة اسمها "الأخضر بلا حدود" وهي جمعية تابعة للحزب وعملها الدفاع السلبي للحزب، ولها مراكز على الحدود وهي معروفة بانها تابعة للحزب، ولكن مع انطلاق الحرب، تم القضاء عليها كليا ومن الممكن الآن أن يوافق الحزب على عدم وجود هذه المراكز المعلنة تحت أسماء وهمية". وأكد أن "قوات الرضوان لا احد يدرك أين هي موجودة وكيف تدخل أو تنسحب، فلا اللبناني ولا حتى الاسرائيلي يدرك ذلك، فلا قوات الرضوان ولا علي الأكبر ولا العباس أحد يدرك مكان تواجد هذه القوات وهذا الفيلم وحده مصدر رعب للعدو وهنا تكمن الحكاية المرعبة".

في هذا السياق، أكد الكاتب السياسي قاسم قصير أن "حتى اللحظة وطالما أن القتال مستمر في غزة فلا يمكن أبدا الحديث عن هدنة أو انسحاب لأي قوة تابعة لحزب الله ومن ضمنها قوات الرضوان". وردا على سؤال حول مصير جنوب لبنان وإن أصبح مستقلا عن غزة، أكد قصير: "جنوب لبنان كان ولا يزال مرتبط بغزة ولا يمكن الحديث الآن عن غير ذلك".