عزت ابو علي – LebanonOn
ظهيرة الرابع عشر من شباط من العام 2005 اغتيل رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري بتفجير هزَّ العاصمة بيروت.
استشهاد الرئيس الحريري أوجد نقمة شعبية عارمة في صفوف الملايين من أبناء الشعب اللبناني، لتتحوَّل هذه النقمة إلى حركة منظَّمة وصفها أنصارها بـ "الإستقلالية".
مرَّت هذه الحركة بمتغيرات كثيرة منذ أن كانت وحدة موحَّدة حتى انفراط عقد تحالفاتها السياسي، اليوم وبعد مرور 19 عاماً على تأسيسها يعود الحديث عنها مع اقتراب موعد حلول الرئيس الاسبق للحكومة سعد الحريري في بيروت لإحيائها.
يقول الصحافي يوسف دياب في حديثه لـ LebanonOn إن هذه الحركة الاستقلالية هي أبعد من الأحزاب كتيار المستقبل وكل قوى الرابع عشر من آذار، لأنها حركة شعب نزل إلى الشارع بعد شهر على اغتيال الرئيس رفيق الحريري للمطالبة بالدولة والانسحاب السوري من لبنان وملاحقة الفاسدين ووضع رموز النظام السابق في السجن، وينفي دياب أن يكون هدف قوى الـ 14 من آذار الدخول إلى السلطة لإخراج منافسيهم.
ويُشبِّه دياب أحداث الـ 14 من آذار 2005 بما جرى في الـ 17 من تشرين الأول 2019، ويؤكد أن القوى السياسية هي من لحقت الشعب في الـ 14 من آذار واستفادت من هذا الحراك الشعبي لإقامة هذا التحالف السياسي، ويشدد على أنه تبيَّن لاحقاً أن كل فريق سياسي لحق مطامعه ومكاسبه السياسية التي سعى إليها، بينما لم يحقق أي شيء من أحلام الشعب اللبناني الذي طالب بها في استقلاله الثاني.
وحول إمكانية عودة هذه القوى مجدداً تحت شعارات الـ 14 من آذار يلفت دياب إلى أن الـ 7 من أيار وأحداث القمصان السود والترهيب الذي مارسته قوى السلطة بحق الناس عند كل استحقاق، أثَّر على اندفاعهم وإيمانهم بهذه الشعارات والمبادىء التي طرحوها، وبحسب دياب فإنَّه وعلى الرغم من ذلك فإن الناس لم يتخلوا عن هذه المبادىء السيادية والاستقلالية، وهذه الحركة موجودة لغاية اليوم في وجدان كل لبناني يؤمن ببلد حر ودولة قوية ومستقلة.
ويُشير دياب إلى أن المشاركين في ذكرى الـ 14 من شباط لم ينزلوا للقاء الرئيس سعد الحريري رغم تأييدهم له، بل للقول إنهم يريدون لمشروع رفيق الحريري أن يُكمل مسيره لأنه مشروع لبنان الدولة والوطن، ويلفت دياب إلى أن الرئيس رفيق الحريري هو الذي تمكَّن فقط من بناء البشر والحجر، ويرى أن الوطن مات بموت رفيق الحريري، ويُشدِّد على أن الناس تتطالب اليوم برجلٍ يُشبه رفيق الحريري لإخراجهم من النفق المظلم الذي دخلت به البلاد، وبذلك فإن هذه الحركة لم تذهب لكي يُطرح السؤال هل ستعود؟ لأنها تحوَّلت إلى حلم يومي لكل لبناني.
في المقابل يقول الصحافي قاسم قصير في حديثه لـ LebanonOn إنَّه لم يعد هناك من الذكرى سوى أنَّها تاريخ لاغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، وإحياء هذه الذكرى من قبل تيار المستقبل فقط، حيث لم يعد لها أية أبعاد سياسية.
ويؤكد قصير أنَّه من الصعب أن تعود هذه الحركة إلى سابق عهدها، لكنَّه يشدد على أنَّه يُمكن أن تُشكل فرصة لاستعادة تيار المستقبل حضوره السياسي والشعبي.
في المحصِّلة، وبعد غيابه عن الساحة السياسية عقب اعتكافه عن المشاركة بالاستحقاق النيابي الأخير، يعتبر تيار المستقبل أنَّ الذكرى ستُشكِّل اختباراً شعبياً حقيقياً له، خاصة في ذكرى اغتيال رفيق الحريري وعودة نجله سعد للمشاركة إلى جانب أنصاره بإحيائها، في وقت فشل بحسب المراقبين أي سياسي بملىء الفراغ الذي خلفه الرئيس سعد الحريري منذ أن قرر الاعتكاف عن ممارسة العمل السياسي.