ميسا جبولي-LebanonOn

عامان على اعتكاف رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الحياة السياسية، وفي كل سنة مع اقتراب الرابع عشر من شباط، يكثر الكلام عن عودة الحريري الى الساحة السياسية، إلاّ أن شيئا لم يتبدّل، فحتى الساعة لا يزال "زعيم الساحة السنية" على موقفه، ولا تزال معاناة الساحة السنية تكبر رغم ان صور سعد ووالده الشهيد لا تزال تملأ شوارع طرابلس وأحياء الطريق الجديدة.

ورغم أن معظم الأفرقاء في لبنان يدرك أن البلد لا يقوم إلا بالتفاهمات والتشاور، وخير مثال على ذلك هو الملف الرئاسي، فبعد أكثر من عام على الفراغ، يبدو أن البعض لم يدرك ألا يستطيع أي فريق أن يلغي الآخر، وفيما يعتبر البعض أن غياب الحريري عن الساحة السياسية "جبن وهروب من المسؤولية" وقد عقد الأمور وزاد الطينة بلة، اعتبر آخرون أن هذا الموقف صائب وفي مكانه.

إلا أن بعض المواقف أبدت "شوقها وفقدانها للحريرية" في الحياة السياسية، وهذا ما لمح إليه عضو كتلة لبنان القوي النائب آلان عون الذي استذكر الرئيس سعد الحريري في جلسة الموازنة الأسبوع الفائت وتمنى وجود الحريري في الوقت الحالي وقال "سعد الحريري.. اشتقنالك". فجميعنا يدرك كم كانت علاقة الحريري والرئيس السابق ميشال عون متوترة، وجميعنا يتذكر أكثر من 17 زيارة خائبة قام بها الحريري الى قصر بعبدا لتشكيل حكومة إلا أنه كان يفشل في كل مرة، وجميعنا يتذكر أيضا حرب البيانات بين الطرفين وتبادل الاتهامات، إلى أن استسلم الحريري وأعلن استقالته وغادر. فماذا تبدّل اليوم؟ ما هو موقف التيار من عودة الحريري الى الحياة السياسية؟ وهل يصلح العطار ما أفسده الدهر؟

في هذا السياق، إعتبرت نقيبة العاملين في الاعلام المرئي والمسموع رندلى جبور أنّ "لا موقف رسمي من عودة سعد الحريري الى الحياة السياسية، وما يتم تداوله هو مجرد أحاديث صحفية ولكن حتى الساعة زيارته الى لبنان ستكون لضريح والده الشهيد رفيق الحريري بالإضافة الى بعض اللقاءات الضيقة". وأكّدت في حديث خاص لموقع LebanonOn أنه "ليس هناك موقف واضح بالنسبة للتيار من عودة الحريري ولكننا ننتظر موقفه الرسمي لنبني عندها موقفنا".

وعن تصريح النائب آلان عون حيث عبر عن "اشتياقه للحريري"، اعتبرت جبور أن "هذا التصريح جاء ردا أو بما معناه "نكزة" لميقاتي وما يقوم به من عراقيل وليس بالمعنى الضيق كما اعتبره البعض". وكأن عون لمح في رسالته إلى أنه "لو كان الحريري لكانت الأمور تتحلحل أكثر مما يقوم به ميقاتي اليوم".

وعن الملف الرئاسي، رأت جبور أن "الملف الرئاسي يشهد جمودا تاما في الوقت الحالي، وليس هناك اي تطور، بانتظار اللجنة الخماسية التي ربما قد تحمل اسماء جديدة".
وأشارت الى أن "التيار ليس لديه اي مشكلة بالمشاركة في أي حوار يدعو اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري وانما ضمن الشروط التي يضعها التيار وابرزها أن يكون هناك جلسات متتالية الى حين انتخاب رئيس للجمهورية".