عزت ابو علي – LebanonOn
يوجه اللبنانيون أنظارهم نحو النشاطات والجولات المكوكية للجنة الخماسية التي تضم الولايات المتحدة الأميركية، فرنسا، المملكة العربية السعودية، قطر ومصر، في سعيٍ جديّ لإنهاء أزمة الشغور الرئاسي.
فاللجنة الخماسية تُسابق الوقت، لكنها لا تزال تتعثَّر بالمطبات السياسية والأمنية والتطورات على الحدود الجنوبية، حيث تحاول اللجنة فصل مسار الرئاسة عن موضوع وقف إطلاق النار في غزة والذي سينسحب أيضاً على لبنان، وسط الإعلان المتكرر من جانب حزب الله أن لا وقف لإطلاق النار جنوباً قبل الحلول في غزة.
حول هذا الموضوع يقول الكاتب والمحلل السياسي الصحافي قاسم قصير لـ LebanonOn إن الجهود متواصلة وهناك تزامن بين تحرك اللجنة الخماسية حول لبنان وبين المفاوضات بشأن غزة، ويؤكد أن الأمور على ما يبدو تسير بشكل متزامن.
لا ريب أن أعضاء الخماسية سيطلقون رسالة تدعو الى فصل المسار الرئاسي اللبناني عن المسار الميداني والعسكري على الحدود الجنوبية، وبحسب قصير فإنَّ الفصل ممكن إذا نجحت بإقناع الأطراف اللبنانية بالحوار، لذا تجس الخماسية نبض المسؤولين اللبنانيين من خلال اللقاءات التي تعقدها مع المسؤولين لمعرفة الاتجاه النهائي لكل كتلة نيابية بعد طرح المرشح الثالث الذي يعتبر بالنسبة الى اللجنة الخماسية الحل الافضل كونه يحمل الصفات التوافقية، أي الوصول إلى رئيس غير محسوب على أية جهة، يعمل على إحداث التوافق بين الفرقاء السياسيين ويفك عقدة الشغور الرئاسي.
فالرئيس نبيه بري الذي يُعتبر الوجهة الأولى للخماسية على الدوام، أكد أنه توافق مع سفراء الدول الأعضاء فيها، على لبننة الاستحقاق الرئاسي، وشدَّد على أن السفراء لم يعترضوا على دعوته الكتل النيابية للتلاقي والحوار، بهدف الوصول إلى توافق يفتح الباب أمام الدعوة فوراً لعقد جلسة نيابية مفتوحة مع دورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية، وعدم ربط انتخاب الرئيس بالحرب في غزة وبالمواجهة الدائرة في الجنوب، وأن ما يحصل على جبهتي الجنوب وغزة يجب أن يشكل حافزاً لكل الأطراف لانتخاب الرئيس، اليوم قبل الغد، دون أي مجال للمقايضة بين المسارين الرئاسي والميداني.
من هذا المنطلق يؤكد قصير في حديثه لـ LebanonOn أن الجميع باتوا على قناعة تامَّة بضرورة انتخاب الرئيس لانتظام المؤسسات وتحضيراً للمرحلة المقبلة، خاصة وأنَّ التطورات المتسارعة في المنطقة تستدعي الإسراع بانتخابه لجلوس لبنان على الطاولة في حال تقرر طرح صيغ معينة أو تسوية تفرض على لبنان التمسُّك بحقوقه وعدم التفريط بها.
ونفى قصير في حديثه لـ LebanonOn التكهنات التي تقول بإنَّ الحل لن يتم إلا بتحويل الخماسية إلى سداسية بمعنى إشراك الجمهورية الإسلامية الإيرانية فيها، وأكَّد أنَّ اللجنة لن تتحول الى سداسية لأسباب عديدة، وفي مقدمتها أن دولاً في الخماسية تنسق مع إيران مثل قطر والسعودية وفرنسا.
ويرى قصير في حديثه لـ LebanonOn أنَّ المرحلة هي مرحلة تفاهمات، ويُشدِّد على أنه لن يحصل أي هجوم واسع من قبل العدو الإسرائيلي على لبنان، فبحسب قصير فإن المنطقة تدخل مرحلة التهدئة والجميع يُمَهد لترتيب الأوضاع.
في المحصِّلة، وعلى امتداد تاريخه كانت ملفات لبنان ولا تزال عاملاً أساسياً في اللعبة الإقليمية، لذا فإنَّه ولغاية كتابة هذه السطور فإن الحلول ومهما حاولت الأطراف "لبننتها"، تبقى وبالنظر إلى جميع المعطيات خاصة الميدانية منها مرهونة بالتسوية الكبرى في الشرق الأوسط.