عزت ابو علي – LebanonOn
منذ أن تأسَّست على أيدي العصابات الصهيونية في العام 1948 من القرن الماضي، سعت "إسرائيل" إلى السيطرة على فلسطين التاريخية بأسرها، لكن الرياح جرت بعكس ما يشتهيه قادة كيان الاحتلال، حيث أثبت الفلسطينيون منذ ذلك التاريخ رفضهم ولو على دمائهم لمخطط الاحتلال هذا.
خلف طموحات العدو الإسرائيلي، وقفت الولايات المتحدة الأميركية على مرِّ العقود، لتحقيق أكبر قدر ممكن من مخططات "إسرائيل"، حيث كلَّلت واشنطن مساعيها هذه بما أسمته "صفقة القرن"، ففي الـ 28 من شهر كانون الثاني من العام 2020، دعا الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب كلاً من رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو ومنافسه بيني غانتس إلى واشنطن لإطلاق خطته لـ "السلام" من أجل حل الصراع القائم منذ عقود، حيث اجتمع بهما من أجل مناقشات منفصلة بشأن "صفقة القرن"، لِيُعلِنَ ترامب خطة "السلام" بين "إسرائيل" والفلسطينيين والمعروفة بـ "صفقة القرن" بحضور نتنياهو، الذي أكَّد بدوره أن الخطة تقدم طريقاً واقعياً لتحقيق "سلام" دائم في المنطقة، ودفع ذلك بالزعماء الفلسطينيين وعدد من الزعماء العرب والمسلمين والمؤيدين للقضية الفلسطينية على مستوى العالم لرفض هذا المخطط.
لكن ذلك لم يلقَ آذاناً صاغية لا في واشنطن ولا في تل أبيب، ذهب ترامب وبات جو بايدن سيد البيت الأبيض، وأكمل الخلف ما بدأ به السلف ولكن بطريقة ملتوية أكثر، حتى باتت القضية الفلسطينية على مشارف النسيان، ليأتيَ تاريخ السابع من تشرين الأول الماضي ليقلب الموازين ويُغيِّر المعادلات.
أعادت عملية طوفان الأقصى الزخم للقضية الفلسطينية، بحسب مصدر رفيع المستوى في حركة حماس في حديثه لـ LebanonOn، حيث أكد المصدر أن العملية قطعت الطريق على كل محاولات طمس القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني منذ إطلاق "صفقة القرن".
وأشار المصدر إلى أن عملية طوفان الأقصى أوقفت كل محاولات التطبيع مع كيان العدو، وأجبرت الدول الكُبرى وفي مقدمتها الراعية لـ "إسرائيل" على الاعتراف بضرورة إحياء ما يُسمى "حل الدولتين"، ليس هذا فحسب، بل، إن عملية طوفان الأقصى وما تبعها من جرائم غير مسبوقة في التاريخ الإنساني من قِبَلِ الاحتلال بحق أبناء غزة، أوجد رأياً عاماً دولياً يدعم حقوق الشعب الفلسطيني ووضع العدو الإسرائيلي في مأزق مواجهة القضاء الدولي بهذا الزخم للمرة الأولى في تاريخه وذلك بحسب المصدر.
وحول "صفقة القرن" أكد المصدر أنه ومهما طال أمد العدوان فإن العدو لن ينجح بتحقيق أهدافه في غزة، وشدَّد على أن صمود المقاومة وحاضنتها الشعبية في القطاع سيؤدي في النهاية إلى انتصار لا غبار عليه لقضية الشعب الفلسطيني، وبالتالي سقوط "صفقة القرن" التي وُلِدت بحسب المصدر ميتة لا حياة فيها.
في المُحصِّلة بات من الواضح أن ما قبل السابع من تشرين الأول ليس كما بعده، فكل المعطيات تشير إلى أن الشرق الأوسط برمته وليست فلسطين وحدها على فوهة بركان، وإنَّ كل يوم تأخير لحلِّ القضية الفلسطينية يدفع بالمنطقة برمتها إلى الانفجار، فمن بإمكانه أن يتحمَّل تداعيات انفجار رُبَّما لن يقف عن الحدود الممتدة من إيران حتى اليمن مروراً بالعراق وسوريا ولبنان فضلاً عن فلسطين، بل يتعدَّاه إلى العالم بِأَسره.