عزت ابو علي - LebanonOn
حملت السيدة فيروز لبنان إلى العالمية، وشكَّلت حالة فريدة على جميع الصُعد التي تخطر في بال كل من تُيِّمَ بها، وذاب بسحر صوتها الملائكي.
لازمت السيدة فيروز كل من عرفها، فهذه السفيرة إلى النجوم معشوقة كل الفصول وكافة الحالات الإنسانية.
في العام الماضي ضرب زلزال عنيف تركيا، وأدى إلى مقتل وجرح مئات الآلاف من سكانها، ولازم الألم كل من كُتِبَ له البقاء على قيد الحياة.
خُلِّدَت الصُّوَرُ الحزينة في أذهان المتضررين، أوجاع الفَقد تعتصر القلوب، فَقدُ الأحبة، خسارة الأماكن والذكريات، وما تبقى لا يتعدَّى سوى أطلال تبلَّلت بدموع من يبكي عليها.
وسط ركام المشاعر الحزينة هذه، لم تكن إلا السيدة فيروز بريق الأمل الوحيد، هذا ما قاله أتراكٌ لها عبر رسالة خَطُّوها لها من وسط ركام وأوجاع مدينة هاتاي في انطاكية التركية.
ديلورا، سليم، سومر، خديجة وإسماعيل، 5 أصدقاء أتراك من مدينة هاتاي المنكوبة أرسلوا عبر موقع LebanonOn رسالة إلى السيدة فيروز، عبَّروا فيها عن خالص مشاعر المحبة تجاهها.
"نحن نحبك، أنت زهرة مدينتنا"، بهذه الكلمات توجهوا إلى السيدة فيروز، ووصفوا في رسالتهم حال مدينتهم الذي يغلب الظلام عليها، لكن ووسط كل هذه المعاناة، توجَّهوا للسيدة فيروز بالقول إن أُغنِيَاتِهَا فقط هي التي أنارت ليل مدينتهم المُظلم، ومهروا رسالتهم بعبارة "نحبك في الشتاء، نحبك في الصيف" اقتباساً من إحدى أشهر أُغنياتها.
لو وُضِعَت هذه القُصَاصَة من الورق البالي، تماماً كما حال مدينة هاتاي بعد الزلزال، في ميزان العشق لرجحت كفة الحُب ولو قابلها كوكب الأرض كله، ولتأكيد صحة ذلك على الإنسان أن يتعمَّق بكيفية تفكير هؤلاء الأصدقاء، الذين نسوا كل الألم وسارعوا إلى كتابة هذه الدُرر إلى السيدة فيروز لحظة التقائهم بمواطن من بلدها لبنان، وكل أملهم أن تصل هذه الرسالة إلى السيدة فيروز لا أكثر.
إلى السيدة فيروز ... هنيئاً لك كل هذا الحُب من شرق الأرض إلى غربها، من مشرق الشمس إلى أفولها، وأنت التي لا تغربين وسط إشراقتك بارقة الأزل.