حسين صالح - LebanonOn
تشتد الأزمة الاقتصادية العالمية نتيجة التوتر الذي يسيطر على أجواء البحر الأحمر ومنطقته، لا سيما بعد اشتداد وتيرة الضربات بين الحوثيين والتحالف الأميركي – البريطاني.
ويؤكد "أنصار الله" أنهم مستمرون بإغلاق البحر الأحمر بوجه السفن المتوجّهة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، أو تلك التي يمتلكها إسرائيليون أو لهم أسهم بها.
وحول ما يدور في البحر الأحمر وتداعياته، قال الخبير الاقتصادي بيار الخوري في حديث لموقع LebanonOn إن "ما يحدث هناك مشكلة لها أبعاد كثيرة بالنسبة للاقتصاد على لبنان، بغض النظر عن الملابسات التي تحيط بعملية التوتر بالبحر إما لناحية العلاقة بما يحصل في غزة أو لناحية الصراعات الإقليمية".
ولفت الخوري إلى أن "لبنان بلد مستورد وهو يعيش حالة تضخّم لأنه مستهلك غير منتج، وما يحصل اليوم أن البواخر والسفن يسلكون طريق رأس الرجاء الصالح، الذي من خلاله يواجه المستوردون مشاكل عدة، منها الوقت والكلفة".
وأوضح الخوري أن "هناك 11 يوما إضافيا للبواخر التي تسلك هذا الطريق لناحية الوقت، كما أن هذا المسلك يزيد كلفة الشحن والتأمين، وهذا له خطر اقتصادي كبير على لبنان، وإذا استمر هذا الوضع قد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وانخفاض الطلب وزيادة البطالة".
وعن تأثير إغلاق البحر الأحمر على أسعار النفط، أشار الخوري إلى أن "كل الأمور في لبنان مرتبطة بالنفط، ونحن نعيش بتوازن هش".
من جهته، دقّ نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني البحصلي ناقوس الخطر، إذ قال عبر LebanonOn "إننا على مشارف شهر رمضان وعيد الفصح، ويجب أن نستورد قبل قدوم هذه الفترة لأن لا نفع من وصول السلع المستوردة نهاية رمضان".
وأشار البحصلي إلى أن "شركات الشحن رفعت القيمة بين 100% و150%، وذلك يؤثر على أسعار السلع التي سترتفع ما بين 2 و15% بحسب الأصناف".
وأكد البحصلي أنه "لا يمكننا أن نفعل شيئا حيال الوضع الحالي لأن ما يجري هو نتيجة حرب يتأثر بها الإقليم".
وشدد البحصلي على أنه "يجب على الأجهزة الرقابية العمل والمحاسبة في حال استغل التجار الأزمة الحالية".
وتأتي أزمة البحر الأحمر لتقحم لبنان بمشكلة اقتصادية إضافية هو بغنى عنها، لكن البلد الواقع على الحدود الفلسطينية والمساند الوحيد على هذه الحدود لجبهة غزة، يتأثر بأي أزمة عصفت في الإقليم، ما يجعل اللبناني يحتار ما إذا كان الموقع الجغرافي لبلده تعمة أو نقمة...