عزت ابو علي – LebanonOn
يَمُرُّ الشرق الأوسط بمرحلة تصعيد غير مسبوق على جبهات عدة، على خلفية العدوان الإسرائيلي على غزة، وما تبعه من توترات متلاحقة متسارعة في المنطقة، مما رفع من احتمالات تحول الحرب إلى صراع إقليمي دموي واسع النطاق.
فإسرائيل تسعى لذلك للتخلص من مأزق غزة وتتسلح باقتناعها بفكرة إدخال الولايات المتحدة وبالتالي حلفائها إلى هذه الصراع، وما يُثبت صحة ذلك كلام وزير الخارجية الأميركي أنتوتي بلينكن، على هامش مشاركته في دافوس، حيث أكد الوزير الأميركي أن هناك فرصة كبيرة لامتداد الحرب في أنحاء الشرق الأوسط، وحذَّر بشكل واضح من تصاعد الصراع وتحوله إلى عالمي.
وتدل كل المؤشرات على أن الحرب قادمة لا محالة ولكن ما يغيب هو ساعة الصفر، فالتصعيد في البحر الأحمر، والقصف المتبادل بين لبنان والعدو الإسرائيلي، والضربات الإيرانية على العراق وسوريا، واستهداف فصائل عراقية للقواعد الأميركية، في ظل تصاعد الأوضاع في قطاع غزة والاغتيالات التي يقوم بها العدو الإسرائيلي لشخصيات وازنة في محور المقاومة كلها عوامل تدفع الشرق الأوسط للانحدار نحو حرب كبرى.
يقول مصدر رفيع في محور المقاومة لـ LebanonOn إن المنطقة تغلي وهي قابعة على فوهة البركان الذي سينفجر حتماً، ويؤكد أن المرحلة الحالية تختلف عمَّا كانت عليه قبل عام من الآن، حين كان يسود ما وصفه بـ "المزاج التصالحي" وسط المساعي الرامية لتخفيف التوترات.
ويحذِّر المصدر من أن استمرار العدوان على قطاع غزة وإطالة أمد الحرب سوف يحوِّل الجبهات الساخنة إلى مشتعلة، ويؤكد أن مخاطر اندلاع حرب إقليمية جراء الممارسات الإسرائيلية نسفت كل فرص التسوية.
ويكشف المصدر أن جميع قوات محور المقاومة في وضع الجهوزية التامة والاستعداد لمواجهة موسعة كبيرة، ويرى أن قيود ضبط النفس لدى كافة الأطراف بهدف احتواء الأزمة بدأت بالسقوط.
ويلفت المصدر إلى أن اشتعال الأوضاع في المنطقة سيدفع الولايات المتحدة للدخول بشكل مباشر في الحرب وسيكون الموضوع أكبر من مواجهة "إسرائيلية" - إيرانية.
فإسرائيل بحسب المصدر لا تستطيع الوقوف بمفردها بمواجهة إيران وحلفائها، ويُشدِّد على أن محور المقاومة قادر على إدارة تلك الحرب لكنه ينتظر نضوج كافة سُبُلِ عامل المباغتة لتخفيف خسائره في المرحلة الأولى، واستبعد أن تدخل دول الخليج وغالبية الدول العربية وعلى رأسها مصر في هذا الصراع، لأنها غير معنية بالدخول في هذا التصعيد الذي سيكون ثمنه مرهقاً ومتعباً للجميع.
وحول قدرة محور المقاومة على مواجهة قوة واشنطن و"إسرائيل" أكد المصدر أن إيران والمتحالفين معها ليسوا بمفردهم، لأنه وفي لحظة انطلاق الحرب فإن روسيا والصين ستدعمهم دون حدود بهدف استنزاف أميركا اقتصادياً وعسكرياً، لِمَا في الأمر مصلحة استراتيجية لموسكو وبكين عبر إغراق واشنطن في مستنقع الحرب في الشرق الأوسط، لأن تبعات ذلك لن تكون سهلة على الولايات المتحدة التي خَبُرَت مرارة حربي العراق وأفغانستان.