عزت ابو علي – LebanonOn
منذ أعوام عدة يشن العدو الإسرائيلي غارات جوية على سوريا يقول إنها لأهداف معادية له من مراكز عسكرية للجيش السوري وحلفائه في الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وبعض الفصائل العراقية، دون أن يتم تسجيل اغتيالات لشخصيات رفيعة المستوى باستثناء بعض العناصر والضباط من الرتب الصغيرة.
ولكن مع انطلاق عملية طوفان الأقصى وما تبعها من عدوان بري على قطاع غزة، وفشل العدو الإسرائيلي في تحقيق أهدافه في القطاع أمام صلابة المقاومة واهتزاز ثقة الجبهة الداخلية بالجيش العاجز، انطلقت إسرائيل نحو تنفيذ اغتيالات لشخصيات رفيعة المستوى في محور المقاومة.
استفاد العدو الإسرائيلي من عوامل عدة، قدراته الاستخبارية واختراقه للساحة السورية واللبنانية على حدٍ سواء بالإضافة إلى أسلحته المتطورة الدقيقة القادرة على الوصول إلى الأهداف المرسومة.
في لبنان استطاع العدو قتل نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ومهندس عملية طوفان الأقصى الشيخ الشهيد صالح العاروري، وفي سوريا ضربت إسرائيل محور المقاومة في مقتل باستهدافها كبير مستشاري إيران الشهيد رضي الموسوي، لكن الأخطر ما قامت به في الساعات الماضية حين قتلت في قلب العاصمة السورية دمشق مسؤول استخبارات الحرس الثوري في سوريا ونائبه وعنصرين آخرين من الحرس، بحسب وكالة مهر الإيرانية.
ضربة قوية تلقتها إيران مما يطرح علامات استفهام عدة حول مصير الشرق الأوسط برمتهّ.
يقول الباحث في مركز الدراسات الانتروستراتيجية العميد الركن المتقاعد نضال زهوي لـ LebanonOn إن الإسرائيلي يلعب مجدداً على طاولة القمار عبر هذه الاعتداءات بمعنى إما أن يربح أو يخسر كل شيء.
ويرى زهوي أن التصعيد الإسرائيلي عبر اغتيال القادة الإيرانيين هدفه واضح ومحدد وهو إجبار الإيراني على الرد ووضعه في موقف محرج، ويؤكد أن خيارات الإيراني في ذلك محدودة جداً.
ويلفت زهوي إلى أن الرد الإيراني ينحصر بأمرين إما أن يقوم بقصف مراكز الموساد على غرار عملية اربيل ولكن في أذربيجان في هذه المرة ولكن دون ذلك عقبات ولدى الإيراني محددات كثيرة لذلك.
أما الأمر الآخر فهو الرد مباشرة في قلب كيان الاحتلال وهو ما يريده الإسرائيلي بغية إدخال الأميركي مرغماً إلى وحول غرب آسيا، لأن الدخول الأميركي المباشر على خط الصراع وتوسعه نحو حرب إقليمية سيكون المنقذ لحكومة بنيامين نتنياهو من مأزق غزة.
ويكشف زهوي أن الرد الإيراني هذه المرة سيكون سريعاً ولن يتأخر لأكثر من أسبوع، وهو ما يؤشر إلى دخول المنطقة برمتها في مرحلة حسَّاسة ودقيقة، ويخلص زهوي في حديثه بالقول إن إسرائيل هي الخاسر الأكبر لأنها لا تدرك إلا اللعب على طاولة القمار في مقابل إيران التي تمتهن لعبة الشطرنج وتتقن فن النفس الطويل للوصول إلى أهدافها وتحقيقها.