عزت ابو علي – LebanonOn
منذ أيام عدة والشارع اللبناني يستعر غضباً إزاء جريمة القتل المروعة، التّي راح ضحيتها الرقيب أول في فوج حرس بيروت البلدي الشهيد حسن العاصمي، ليلاً وعلى مرأى من الناس، والذي قضى متأثراً بجراحه بطلق ناري عقب اعتداء مسلح على دورية الحرس في محلة الجميزة، من قِبَلِ أحد النازحين السوريين.
هذه الجريمة أعادت طرح أزمة النزوح السوري في لبنان الذي بات يُشكِّل السوريون أكثر من نصف سكانه، وسط تعنّتهم وعدم تجاوبهم للعودة إلى بلادهم التي باتت بغالبيتها شبه آمنة، في وقت يتحصن فيه النازح خلف الضغوط الدولية التي تمارس على لبنان لإبقائهم بالتزامن مع المساعدات التي تُعتبر الدافع الأول لبقائهم في لبنان!.
يقول مصدر أمني لـ LebanonOn إن حادثة الجميزة تضاف الى الجرائم التي يتبين ضلوع نازحين سوريين فيها، وأكد أن النسبة الأكبر من السجناء والموقوفين هي للسوريين.
المصدر دقَّ جرس الإنذار لضرورة المعالجة الجدية لملف النزوح السوري والذي بات قنبلة موقوتة، ورأى أن الحلَّ يتمثَّل بضرورة الشروع بإعادتهم إلى بلادهم من دون أي تأخير.
سبق ذلك الكتاب الذي وجهه وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال القاضي بسام مولوي إلى المحافظين بشأن النازحين السوريين، حيث أوعز فيه إلى القائمقامين التعميم على البلديات والمخاتير، منع قبول أي نوع من الهبات مشروطة أو غير مشروطة منعاً باتاً من أية جهة كانت، في كل ما يتعلق بالنازحين السوريين ما قد يؤثر على بقائهم في لبنان وعدم عودتهم الآمنة الى بلدهم، وجدَّد مولوي التأكيد على البلديات والمخاتير، الإفادة دورياً كل 15 يوماً عن التدابير المذكورة في التعميم رقم ٧٤ حول تنفيذ قرارات مجلس الوزراء بشأن أزمة النزوح السوري.
أزمة يُطلِقُ أيضاً رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بسببها النداءات إلى العالم بشكل دائم لمساعدة لبنان حيث وصف ميقاتي الواقع بأن لبنان بات على شفير الانهيار الكلي ولن يبقى مكتوف الأيدي، فتكلفة النزوح السوري تقدر بعشرات المليارات من الدولارات، وفق تقرير البنك الدولي الأخير.
وتأكيداً على مساعي الغرب لإبقاء النازحين في لبنان كشف الكاتب والمحلل السياسي الصحافي وجدي العريضي لـ LebanonOn أنه وخلال مؤتمر بروكسيل الأخير بشأن النازحين سأل أحد كبار المسؤولين اللبنانيين مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بشأن عدم تحمُّل لبنان لـ 3 ملايين نازح سوري فأجابه بوريل بالقول إنه من المبكر الحديث عن عودتهم إلى سوريا وعلى لبنان أن يضمن بقاء النازحين على أن تقوم أوروبا بتقديم الدعم المالي والصحي والتربوي لهم، ورأى العريضي أن حلَّ ملف النزوح لا يزال مجمداً وأبدى خشيته من مخطط لتوطينهم في لبنان.
في حال استمرار ذلك لن يكون العاصمي الضحية الوحيدة بسبب النزوح، واستشهاده يُضاف إلى ضحايا النزوح من اللبنانيين على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والديمغرافية والصحية والأمنية، فهل كُتِبَ على لبنان أن يكون ضحية للأزمات المتتالية؟ وهل مخططات إبقاء النازحين السوريين بشتى السُبل فيه يهدف إلى جعله مشروع وطن بديل لهم؟ ويبقى القرار الأول والأخير للبنانيين حكومة وشعباً لإنقاذ لبنان وصيغته الفريدة قبل أن يتلاشى الوطن ويتحلَّل تحت وطأة النازحين.