عاجل | قصف اليمن: اتساع رقعة الصراع الإقليمي..هل يملك الحوثيون مفتاح باب المندب وهل يتحول البحر الأحمر إلى بحيرة من الدماء؟

خاص ON | عزت ابو علي | Saturday, January 13, 2024 8:06:00 AM

عزت ابو علي – LebanonOn

فجر الجمعة شنَّت مقاتلات أميركية وبريطانية غارات جوية عدة استهدفت مواقع قوات جماعة أنصار الله "الحوثي" في اليمن.

الضربة بحسب مراقبين كانت كبيرة جداً واستهدفت قدرات استراتيجية لجماعة الحوثي، أي نقاط قوتها المتمثِّلة بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز والرادارات الساحلية والاستطلاع الجوي.

وجاء ذلك على خلفية تنفيذ الجماعة لتهديداتها بإعاقة جميع العمليات الملاحية المتجهة إلى كيان العدو الإسرائيلي نصرة لغزة ودعماً وإسناداً لفصائلها ورداً على المجازر التي ارتكبت بحق أبنائها.

عشرات عمليات استهداف السفن وكذلك الأراضي الفلسطينية المحتلة نفَّذتها الجماعة، لتُعلن الولايات المتحدة عن تحالف دولي في المنطقة التي تُعدُّ ممراً ملاحياً دولياً تمرُّ به حوالي 30 بالمئة من التجارة العالمية من بينها ناقلات النفط العملاقة بالإضافة إلى السفن التجارية.

يقول الخبير في الشؤون اليمنية الدكتور علي يحي لـ LebanonOn إن المنطقة هناك مقبلة على "ستاتيكو" اشتباك مضبوط في البحر الأحمر قد يكون مشابهاً لما يحصل على الجبهة اللبنانية، ورأى أن الهجوم على اليمن مشابه لضرب الضاحية حين اغتال العدو الإسرائيلي نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري، وهذا ما سيدفع بقوات الحوثي لرفع مستوى الاشتباك بدرجة واحدة دون الذهاب إلى مواجهة شاملة كما فعل حزب الله، وتوقع أن يكون رد صنعاء ضد البوارج البحرية لأن قوة اليمن تكمن في الجغرافيا المُشرفة على البحر الأحمر.

وشدَّد يحي على أنه ليس لدى واشنطن نية واضحة بالذهاب إلى مواجهة شاملة لعدة أسباب فإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مقبلة على انتخابات فضلاً عن عدم رغبة الولايات المتحدة باستدراجها إلى هذه المنطقة بسبب تركيزها على قضيتي المحيطين الهندي والهادىء، كما أن بريطانيا تولي أولوية للمسألة الأوكرانية وهي ليست بوارد الدخول في صراعات جديدة في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى افتقار مهاجمي اليمن لقوات برية كافية لزجها في تضاريس اليمن المرعبة لأن ما عجزت عن تحقيقه إسرائيل في قطاع غزة البالغة مساحته 365 كيلومتراً مربعاً لن تستطيع أية قوة أن تحققه في اليمن الذي تتجاوز مساحته الـ 555 ألف كيلومتراً مربعاً تسيطر على 200 ألف كيلومتراً مربعاً منها قوات الحوثي.

ومن وجهة نظره يرى يحي أن العملية أتت في سياق ترميم قدرات الردع البحري لواشنطن وسعيها لإفهام الجميع أن "الأمر لها" في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، حيث تتركز قوة الولايات المتحدة وبريطانيا بالسيطرة على المضائق والممرات المائية من قناة السويس ومضيق جبل طارق إلى باب المندب مروراً بمضيق هرمز وصولاً إلى غالبية البحار والمحيطات حول العالم، لذا فإن الضربة هي رسالة لجميع العالم بأنه لا تهاون مع أية محاولة مشابهة لما قام به الحوثي في أية نقطة حيوية في هذا العالم.

ويلفت يحي إلى أنه وعلى الرغم من قساوة الضربة الجوية فإن الحملة لم تحقق أهدافها وهي ستفشل في منع الحوثيين من مواصلة ما يقومون به، إذ أن الأمر لا يحتاج إلَّا لبعض منظومات الصواريخ "الكاتيوشا والغراد" قصيرة المدى لإقفال مضيق باب المندب الذي يتراوح عرضة ما بين 20 إلى 26 كيلومتر وهو مدى بمتناول هذه المنظومات الصاروخية.     

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا