ميسا جبولي - LebanonOn
تستمر الحرب في غزة منذ السابع من أكتوبر، ثلاثة أشهر و3 أيام على صمت العالم عن المجازر وقتل الأطفال والأبرياء في غزة، لا بل تتباهى الدول الغربية بدعمها للعدو الاسرائيلي بقتلها للأطفال تحت حجة "الدفاع عن النفس". ومنذ الثامن من أكتوبر، أي بعد ساعات من انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، هبّت جبهة لبنان لمساندة غزة، ومنذ ذلك الوقت، لم يمر يوم إلا وكان العدو الاسرائيلي يعتدي على لبنان.
قواعد الاشتباك تبدلت، القصف الاسرائيلي تمدد، نحو 200 شهيد لبناني، مدن ومنازل دمرت بالكامل، مدارس ومقامات دينية قصفت، أحياء لم يعد بإمكانك المرور بها، ومن ينظر لتطور الأحداث بدقة منذ ثلاثة أشهر حتى اليوم يدرك مدى الخطورة.
أما الأخطر الأكبر، والذي يخيف اللبنانيين، هي الأسئلة التالية: كيف يستطيع العدو الاسرائيلي أن يخترق أمن حزب الله؟ كيف يستطيع أن يدرك ويحضر بدقة لعمليات اغتيال شخصيات وقيادات كبيرة ومسؤولة في الحزب؟ من هم العملاء؟ كيف لا يمكن لحزب الله التنبه لعمليات اغتيال قيادات التي قد يحضر لها العدو منذ وقت؟ وهل سيغير الحزب استراتيجيته الداخلية للتنبه أكثر في الأيام المقبلة؟
فمنذ سنوات حتى اليوم لم ندرك كيف تحدد اسرائيل أهدافها في لبنان، ان كان من خلال عملاء، أو من خلال وسائل أخرى، واذا عدنا لسنوات سابقة، نستذكر الشهيد عباس الموسوي الذي استهدفته اسرائيل في بعلبك مع زوجته وطفله، الى الشهيد عماد مغنية الذي استشهد أيضا في سوريا بعد ان تعرض لعدة محاولات اغتيال في لبنان، الى الشهيد حسان لقيس الذي استشهد في سوريا. ومؤخرا، استهدفت اسرائيل المستشار العسكري العميد رضي الموسوي، واغتالت الرجل الثاني في حركة حماس صالح العاروري بالضاحية الجنوبية ببيروت، ليستمر العدو باستهدافه وسام الطويل حيث قيل إنه مسؤولا كبيرا في وحدة الرضوان التابعة لحزب الله، كما استهدفت أمس أيضا مسؤولا في حماس يدعى حسن عكاشة في سوريا. استهدافات كبيرة يعتبرها البعض مؤلمة لمحور المقاومة، ليبقى السؤال "المحيّر" كيف يحصل ذلك؟ أين أمن لبنان؟
في هذا السياق، أشار منسق الحكومة اللبنانية لدى اليونيفيل سابقا العميد منير شحادة إلى أنه "لا ننكر أن العدو الاسرائيلي يمتلك تقنيات متقدمة جدا، أصبحت متطورة أكثر مما يعرف بال GPS والـ Location ، فهي تمتلك تقنيات متطورة تفوق ما نحن نعتقد وقد تستخدمها خلال عمليات اغتيال قيادات بارزة في محور المقاومة".
وأضاف في حديث خاص لموقع LebanonOn: "هذا لا يعني أنه ليس هناك احتمالية خرق، ولكن نحن في حالة حرب مع عدو يمتلك تقنيات متطورة جدا وتساعده مختلف دول العالم، فالحرب فيها كر وفر وكله وارد". وتابع: "بعض من هذه القيادات يتم استهدافها على الجبهات وليس في منازلها وهذا أمر طبيعي وواقعي بان يكون القيادي في الجبهات وفي الصفوف الأمامية حيث يكون حاملا معه الشهادة".
وقال شحادة: "الاحتمال الكبير لاستهداف اسرائيل لقيادات المقاومة يرجح أن تكون تقنية أكثر مما قد تكون خرقا، ولكن حزب الله يقوم بالتحقيقات اللازمة، أما اذا كان هناك شيئ تقني تستخدمه اسرائيل ويستطيع حزب الله مواجهته أو تجنبه فهو لن يتراجع أبدا، فعملية إغتيال أمس لوسام الطويل وغيره تختلف كليا عن اغتيال العاروري، فاغتيال العاروري كان دقيقا جدا حيث تم استهدافه في عقر دار المقاومة، في العاصمة بيروت وكانت تفاصيل العملية واضحة لذلك كان من الطبيعي ان يكون هناك رد حاسم من الحزب بينما القياديين الآخرين الذين يستشهدون على الجبهات تعتبر عمليات كر وفر وفي الحروب تحصل دائما". وتابع: "احتمالية الخرق بواسطة العملاء واردة، فوجود عملاء في صف المقاومة أو مقربين منها كله وارد الى حين إثبات ذلك، ولكن حزب الله يجري التحقيقات اللازمة اعتبارا من اول اغتيال لنجل النائب محمد رعد بالاضافة الى اغتيالات أخرى، فالمقاومة بدأت تأخذ جميع احتياطاتها بهذا الشأن لتجنب وجود مخبرين".
وهنا ذكر شحادة بما حصل في روسيا حيث استطاعت وحدة اوكرانية أن تغتال ابنة رجل مقرب من بوتين، هذه حرب امنية ومخابراتية وصفها شحادة "بالحرب الوسخة كذلك استطاعت اسرائيل ان تصل الى العالم النووي في ايران بواسطة عملاء لذلك احتمالية وجود عملاء خلال عمليات الخرق أمر موجود والمقاومة تدرس خطواتها بدقة وبأعلى درجة من السرية لتجنب هذه الخطورة".
وردا على سؤال عن أمن لبنان والخطر الذي بات يهدده قال شحادة: "اسرائيل وكل ما تمتلكه من تقنيات عالية تعرضت لعدة مرات لخروقات أمنية تكنولوجية في محطات الكهرباء والقطار بواسطة مقرصنين من كافة الجنسيات. فقصة المقرصنين ليست جديدة في العالم، فحتى أميركا اكبر دولة تعرضت للخرق حيث يستطيع خبراء مقربين أن يدخلوا الى برامج تابعة للدولة والمؤسسات الامنية ويتم خرقها، فهذا يحصل في أهم الدول فماذا عن لبنان الذي يعاني من شلل في اقتصاده وتكنولوجيته متخلفة جدا، ما قد يعرض أمنه للخرق والكشف طبعا".