عزت ابو علي – LebanonOn
خرجت الخلافات الأميركية – الإسرائيلية إلى العلن نتيجة عملية طوفان الأقصى، على إثر التباين في وجهات النظر حول قطاع غزة.
فرئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو أراد استثمار الصراع المُستجد وتضخيمه في سعيٍ منه لضمان مستقبله السياسي، وهو على الرغم من اعتماده بشكل كلي على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في عدوانه على غزة، روَّج نتنياهو صورة عن نفسه في الأوساط الشعبية الإسرائيلية بأنه الصامد في وجه الضغوط الأميركية لوقف الحرب.
تعميم هذه الصورة ليست حكراً على نتنياهو بل عاونه في ذلك وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير الذي قال إن إسرائيل ليست نجمة أخرى على العلم الأميركي فيما أعلن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش مصير إسرائيل لن يكون بيد الأجانب، ليُحوِّل اليمين الإسرائيلي المتطرف الخلاف مع الإدارة الأميركية إلى مسألة سيادة وطنية بحسب ادعاءاته.
الكلام الإسرائيلي جاء بالتزامن مع ما كشفته صحيفة "نيويورك تايمز" حول ما أسمته سلسلة طويلة من المكالمات المحبطة والتصريحات الحادة والاجتماعات الماراثونية المكثفة بين بايدن ونتنتياهو، وهذا ما يُفسِّر بحسب المحلل العسكري لصحيفة هآرتس العبرية عاموس هرئيل سحب واشنطن لحاملة الطائرات "جيرالد فورد من البحر الأبيض المتوسط" حيث وصف هرئيل الأمر بأنه لا يُبشر بالخير.
أمر آخر أشعل الخلاف بين واشنطت وتل أبيب بعد كشف صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مساعٍ جدية لحكومة نتنياهو لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة حيث تواصلت إسرائيل مع جمهورية الكونغو بهدف استقبال المهجرين فيها، وهو ما رأت فيه الخارجية الأميركية غدراً من نتنياهو الذي قال لبايدن مرات عدة إن التصريحات حول تهجير الفلسطينيين لا تعكس سياسة حكومته، خاصة وأن خارجية واشنطن وصفت خطة التهجير بالتحريضية وغير المسؤولة وأكدت أن غزة أرض فلسطينية وستبقى أرضاً فلسطينية.
لكن ما كسر الجرة بين الطرفين هو مسارعة الإدارة الأميركيين للتنصُّل من حادثة اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ الشهيد صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت وتأكيد الإدارة الأميركية بأنها لم تتبلغ بالعملية مكذبة بذلك ادعاءات الاحتلال حول إبلاغ نتنياهو لبايدن بالعملية وقت حدوثها.
حول الخلاف الأميركي – الإسرائيلي المستجد رأى رئيس الجريدة الأوروبية العربية الدولية والباحث السياسي الدكتور خالد زين الدين في حديثه لـ LebanonOn أنه وعلى الرغم من ذلك فإن هذا الخلاف هو مرحلي فقط لأن أميركا تنظر إلى إسرائيل على أنها إحدى ولاياتها وهي من تحقق مصالحها بشكل أو بآخر في الشرق الأوسط، ولا يوجد شيء اسمه تردي العلاقات بين واشنطن وتل أبيب.
وأكد زين الدين أن انسحاب واشنطن من المشهد ناجم عن خوفها من الاغتيالات والتخوف من ردات فعل على القوات الأميركية الأمر الذي سيدفعها للتورط مباشرة في المعركة، خاصة وأن إدارة بايدن على مسافة قصيرة من الانتخابات وهو ما سيؤثر سلباً على النتائج في حال توريط بلاده في الحرب إلى جانب إسرائيل.
ولفت زين الدين إلى أن الولايات المتحدة أيضاً تريد الحفاظ على مصالحها تجنباً لخسارة وجودها في الشرق الأوسط وعدم إحراجها مع الدول العربية خاصة في المرحلة الحالية، تجنباً للوقوع في شرك حكومة نتنياهو التي تسعى جاهدة لتوريط الولايات المتحدة الأميركية في نزاع إقليمي شامل مع إيران وحلفائها، لتعويض الفشل الإسرائيلي الذريع في غزة وحرف الأنظار عن هزيمتها هناك.