عزت ابو علي - LebanonOn
قبل أيام قليلة اغتال العدو الإسرائيلي نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس صالح العاروري مع عدد من مرافقيه في أحد مكاتب الحركة في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
هذه العملية جاءت بعد تهديدات أطلقها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو للشهيد العاروري، لتتجاوز إسرائيل كافة الخطوط الحمراء، حيث تعد هذه العملية الأولى من نوعها في قلب الضاحية منذ العام 2006، حيث تختلف بكيفيتها عن عملية اغتيال الشهيد حسان اللقيس مسؤول تطوير سلاح المسيَّرات في حزب الله عندما أطلق عدد من المسلحين النار على رأسه داخل سيارته من مسافة قريبة عند وصوله إلى منزله ليلاً في الرابع من كانون الأول من العام 2013.
عملية الاغتيال وصفها مصدر متابع لسير التحقيقات في حديثه لـ LebanonOn بالدقيقة جداً، ورجح المصدر أنه وبعد الكشف على مسرح الجريمة تبيَّن أن السلاح الذي اغتال العاروري هو "جي بي يو 39" أُطلق من طائرة حربية وليس مُسيِّرة.
ويكشف المصدر أن العاروري استهدف بستة صواريخ حيث ظهرت ست فتحات في سقف المكان المستهدف، حيث اخترقت هذه الصواريخ السقف الأول ووصلت إلى السقف الثاني حيث مكان الاجتماع، وانفجرت أربعة صواريخ، بينما لم ينفجر الصاروخ الخامس، فيما اخترق الصاروخ السادس المبنى ووصل إلى الملجأ دون انفجاره أيضاً.
ويلفت المصدر إلى أن الصاروخين اليوم باتا بحوزة الأمنيين بغية التوسع في التحقيقات.
وحول الخرق الأمني قال المصدر إن الانفجار وقع في الحيِّز المكاني الذي أراد العدو استهدافه ليضمن قتل جميع المتواجدين في المكان، وأكد أن الشهيد العاروري لم يكن على قدرٍ عالٍ من أخذه للاحتياطات الأمنية نتيجة استبعاد فكرة استهداف الضاحية، وما يُثبت ذلك أن لقاءات الشهيد العاروري كانت تتم وبحوزة المجتمعين هواتفهم المحمولة.
وكشف المصدر أن احتمالية رصد العاروري تمَّت بعد متابعة من قبل العدو لهاتف أحد الأشخاص ممن التقوا العاروري الذي عقد اجتماعات عدة يوم اغتياله، وبناءً على هذه المعطيات التي توفَّرت لدى العدو، حصل الاغتيال.
ولدى سؤال المصدر عن عدم اتخاذ قادة حماس لإجراءات أكثر أمناً بعد أحداث السابع من تشرين الأول، أكد أن قادة حماس رفعوا مستوى أمنهم من قبيل حصر اجتماعاتهم بأماكن جديدة والتخفيف من حركتهم، لكن ذلك لا يعني أن العيون البشرية التي كانت تراقبهم قد اضاعت أهدافها، خاصة وأنه بالعودة إلى ملفات العملاء الذين أوقفتهم الأجهزة الأمنية في أوقات سابقة منذ 5 أعوام وإلى اليوم كان المشغلون في كيان الاحتلال يطلبون من جواسيسهم رصد وتصوير أماكن وجود أماكن إقامة ومكاتب اجتماعات قادة وعناصر حماس والشوارع المحيطة بها وكيفية الوصول إليها خاصة في مناطق الضاحية وصيدا والجية، وهذا ما يطرح فرضية العامل البشري مضافاً إلى قضية اختراق الهواتف.
وختم المصدر حديثه لـ LebanonOn بالإشارة إلى أن العدو الإسرائيلي اتجه نحو الحرب الأمنية بعد فشله في غزة لاغتيال قادة حماس الذين يتواجدون في لبنان وقطر وتركيا، وهو ما أوجد تحديات كبيرة أمام هذه الدول، وهذا ما يُفسِّر أيضاً الحملة الأمنية التي قامت بها الاستخبارات التركية مباشرة بعد اغتيال العاروري والتي تم على إثرها توقيف شبكات تضم العشرات من عملاء الموساد في عددٍ كبير من الولايات التركية.