عزت ابو علي – LebanonOn
في العام 1982 اجتاحت قوات الاحتلال الإسرائيلي العاصمة اللبنانية بيروت بحجة القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية الذي كان يتزعمها الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بعد أعوام من العمليات التي نفَّذتها المنظمة ضد العدو انطلاقاً من الأراضي اللبنانية.
في ذلك الوقت لم ينجح العدو الإسرائيلي بالقضاء على المنظمة، لكن الحل قضى يومها بخروج المنظمة من لبنان باتجاه تونس وهذا ما كان.
اليوم ومع تصاعد العدوان على قطاع غزة والبحث عن سبل لإنهائه، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مباحثات إسرائيلية أميركية لترحيل الآلاف من مقاتلي حماس وقادتها من غزة إلى بلد آخر تطبيقاً لنموذج بيروت، وقالت الصحيفة إن الوجهات المحتملة هي لبنان، تركيا، قطر، إيران وروسيا، في استعادة لمشهد ترحيل عرفات من بيروت عقب الحصار والاجتياح عام 1982.
بالتوازي مع ذلك سُرِب إلى العلن مقترحاً أعده مركز الخليج للأبحاث بين السعودية وفرنسا لإنهاء العدوان على غزة، خلال زيارة مديرة أفريقيا الشمالية والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية آن غريو إلى الرياض بعد شهر ونصف على انطلاق معركة طوفان الأقصى.
ينص الاقتراح على ترحيل القادة العسكريين والأمنيين لحركة حماس، وعلى رأسهم قائدها العسكري محمد الضيف والسياسي يحيى السنوار إلى الجزائر، وقد اختير البلد العربي الأفريقي بعناية بسبب العلاقات الجيدة التي تربط الجزائر بكلٍ من حماس من جهة وقطر وإيران وتركيا من جهة أُخرى ولأن هذه الدول تُعَدُّ الداعم الأول عسكرياً وسياسياً لحركة حماس، فضلاً عن قدرة الجزائر من وجهة النظر الفرنسية على ضبط الأنشطة الأمنية لحماس.
المقترح السعودي الفرنسي يتضمن أيضاً أفكاراً لنشر قوات حفظ سلام عربية في قطاع غزة تتزعمها مصر بتفويض من مجلس الأمن الدولي، بالإضافة إلى غقامة مجلس حكم انتقالي مشترك لإدارة القطاع يضم إلى جانب حركتي حماس والجهاد الإسلامي حركة فتح، ويهدف ذلك لإدارة القطاع لمدة 4 سنوات يتم خلالها التحضير لانتخابات رئاسية وتشريعية فلسطينية لإعادة إنتاج السلطة الفلسطينية بناءً على الرغبات الشعبية.
هذه المقترحات التس كُشِفَ النقاب عنها جاءت بالتوازي مع ما قاله نائب وزير الخارجية السابق والقيادي في حزب إسرائيل بيتنا، داني إيالون، إن هدف إسرائيل من هذه الحرب هو الوصول إلى قطاع غزة بدون وجود لحركة حماس والقضاء على ترسانتها العسكرية، وإنه لا توجد ممانعة في تكرار سيناريو بيروت 1982، عندما قبلت إسرائيل بخروج قادة منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان إلى تونس، ويمكن فعل نفس الشيء في غزة.
السياسي الإسرائيلي السابق كشف عن أن نقل حماس من القطاع سيكون باتجاه قطر التي تستضيف قادة الجناح السياسي للحركة منذ سنوات، ويمكن التوصل لاتفاق عبر محادثات بين إسرائيل وأميركا ومصر تقضي بخروج قادة حماس في القطاع عبر معبر رفح إلى الأراضي المصرية ومنها إلى وجهتهم النهائية في الدوحة.
حول هذه المقترحات أكد مصدر في حركة حماس في حديث لـ LebanonOn أن هذه الأمور ما هي إلا ضروب من الخيال، فالمقاومة في غزة تُلحِق الهزيمة تلو الأخرى بكيان الاحتلال الذي يبحث عن مخرج لمأزقه هذا، وشدَّد المصدر على أن الخروج من قطاع غزة لن يحصل على الإطلاق، وأن ما تقوم به فصائل المقاومة هو حق مشروع بغية إنهاء الاحتلال بشتى الطرق والأساليب، ومن يُفترض به الخروج هو العدو الصهيوني الذي يحتل فلسطين منذ 75 عاماً.