عزت ابو علي - LebanonOn
يوم السابع من شهر تشرين الأول الماضي هاجمت حركة حماس مقار شعبة المخابرات العسكرية الإسرائيلية في موقع إيرز وكذلك مقر الوحدة 8200 التابعة للموساد في ثكنات جنوب قطاع غزة واستحصلت على "السيرفيرات" الخاصة بالاستخبارات، وتم نقلها إلى غزة ومن ثم إلى خارجها، وبتحليل هذه "السيرفيرات" تبيَّن للمحللين خططاً إسرائيلية عسكرية وأمنية تخصُّ مصر والأردن ولبنان واليمن والعراق وتركيا وإيران.
مصدرُ في غرفة العمليات المشتركة في غزة قال لـ LebanonOn إن هذه المعلومات باتت بحوزة مصر والأردن وقطر وتركيا وإيران ومؤخراً وكالة المخابرات المركزية الأميركية.
هذا الأمر يُفسِّر ربما الموقف المصري المتشدد والأردني رغم اتفاقيات "السلام" مع العدو الإسرائيلي الذي وصل حد التلويح بالحرب، كما يحلِّل موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي وسَّع دائرة البيكار في مواجهة إسرائيل وداعميها في الغرب بسبب مواصلة عدوانها على غزة، لكن ليس من أنقرة، بل تحدّث من قلب برلين بحضور المستشار الألماني أولاف شولتز الذي راوده حتماً الشعور بالندم على دعوته الموجّهة لإردوغان، بسبب ما سمعه من الأخير خلال مؤتمر صحافي مشترك كاد أن يفجّر العلاقات السياسية المتوتّرة أصلاً، وترك المضيف الألماني في ورطة في الداخل أمام الإعلام واليمين القومي المعارض الذي يواصل صعوده السياسي والشعبي.
وضع إردوغان النقاط على الكثير من الحروف في رسائله الموجّهة لإسرائيل وحلفائها من العاصمة الألمانية برلين الشريك والحليف الأقوى لتل أبيب، وبعكس ما كانت عليه الأمور قبل حوالي ثمانية عقود قال إردوغان "إذا كان كل كيان إرهابي مدعوم من قوى مثل الولايات المتحدة وأوروبا، سيقتل الناس كما يشاء ويرتكب فظائع ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، فهذا يعني أن النظام العالمي تعطّل بالكامل".
لم يكتفِ أردوغان بذلك، بل، وجَّه لدغة أخرى بقوله "لو أن دولة مسلمة ارتكبت جرائم الحرب التي ارتكبتها إسرائيل حتى الآن لتدخل القضاء الدولي على الفور دون الحاجة إلى تحريكه"، وتابع الرئيس التركي إهانة المستشار الألماني حين سأله أمام الصحافيين والرأي العام " ألا يزعجك قتل إسرائيل لآلاف الفلسطينيين وقصف المستشفيات وأماكن العبادة؟ أنا أقول ما أريد متسلحاً بإرادة شعبي على عكس بلادك التي تعاني من سيكولوجيا المديونية لإسرائيل ونحن لا ندين لها بشيء".
وكشف المصدر لـ LebanonOn عن أن بند الأسرى هو الثالث في مفاوضات الدوحة يسبقه وقف إطلاق النار، لأن البند الأول هو مساعي تل أبيب وواشنطن لإعادة هذه السيرفيرات إلى إسرائيل، تجنباً لفضيحة عالمية حيث تحاول تل أبيب إدخال الوسطاء لعدم نشر المخططات العدوانية ضد الدول الآنفة الذكر، خاصة وأنها ورغم ارتباطها بمعاهدات "سلام" معها تعمل في الخفاء على ضرب الأمن القومي لهذه الدول.
في المُحصِّلة لم تكن عملية طوفان الأقصى مجرَّد عملية عسكرية فقط، بل في الأساس أمنية ستضع إسرائيل في مأزق كبير خاصة مع من ظنَّ أنها حليفة أو صديقة له بالتزامن مع لعنة عقدها الثامن، وهذه الفضائح ستُعيد بالتأكيد حسابات دول تسعى نحو تطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال.