عزت ابو علي – LebanonOn
انتهت الانتخابات الرئاسية المصرية وفاز الرئيس عبد الفتاح السيسي بولاية رئاسية ثالثة.
ولاية تختلف عن سابقتيها فالرجل نحج في المرة الأولى متسلحاً بدعم شعبي كبير إثر إطاحته بحكم الأخوان المسلمين، والثانية على وقع نهضة الاقتصاد والعمران، أما الولاية الثالثة فتأتي على وقع تحديات لا متناهية فمصر تمرُّ في أصعب الظروف على جميع الصُعد.
على رأس هرم التحديات اليوم، الاقتصاد الذي يعتبر في مرحلة السقوط الحر، حيث تواجه مصر انخفاضاً في عملتها أمام الدولار الأميركي تُعد الأكبر في تاريخها، بالإضافة إلى توقف شبه تام للمشاريع العمرانية نتيجة نقص السيولة الدولارية، فضلاً عن المديونية العالية والإصلاحات القاسية التي يطالب بتنفيذها صندوق النقد الدولي كشرط أساسي لمنح القروض.
يقول الأكاديمي المصري الدكتور عمر أحمد في حديثه لـ LebanonOn إن الرئيس السيسي يُدرك حجم تحديات الاقتصاد، ويرى أن الحلول ليست بالمستحيلة، وتبدأ بمشاريع الخصخصة بالشراكة مع دول الخليج العربي، وهذا ما يعني استثمارات خليجية ضخمة في القطاع الصناعي وبالتالي ازدياد عمليات التصدير كماً ونوعاً وتوفير الدولارات للخزينة، بالإضافة إلى تعويم الجنيه الذي سيؤدي بشكل أو بآخر إلى لجم التضخم الذي بات يناهز نسبة الـ 34% وتسبب بموجة غلاء غير مسبوقة، فضلاً عن سير مصر بالإصلاحات اللازمة مما سيمكنها من الحصول على 13 مليار دولار من القروض والمساعدات الجديدة من أوروبا وصندوق النقد الدولي.
وعن تأثير القروض السلبي على الاقتصاد وازدياد المديونية يرى أحمد أن مصر بحاجة ماسَّة إلى هذه القروض بغية تعزيز بنيتها التحتية لخلق بيئة جاذبة للاستثمار، وهو ما سيؤدي إلى مجيء الشركات العملاقة للعمل في مصر وبالتالي انخفاض معدلات البطالة وزيادة موارد الدولة التي ستستفيد حتماً من العملة الصعبة لسد ديونها وتصفير العجز والاستثمار في مشاريع جديدة.
على الصعيد الأمني تًدرك مصر أنها مستهدفة من قبل الجماعات الإرهابية رغم الحملات الأمنية التي أفضت إلى تخفيض أنشطتها الإجرامية إلى حدٍ كبير جداً، إلَّا أن العدوان الإسرائيلي على غزة وضع القاهرة أمام أخطر مرحلة منذ حرب حزيران – يونيو عام 1967.
لم يُخفِ رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو نواياه بتهجير أهالي غزة إلى سيناء وجعلها وطناً بديلاً لهم، ويؤكد أحمد في حديثه لـ LebanonOn أن مصر متيقظة لمخططات إسرائيل، لكنه يُطمئن إلى أن صلابة موقف الرئيس السيسي التي وصلت حد تلويحه بالحرب ستُعيد نتنياهو خطوات إلى الخلف لأن رئيس حكومة الاحتلال وداعميه في البيت الأبيض يدركون تماماً أن اللعب بالنار مع مصر ليس بالأمر السهل وسيؤدي إلى عواقبَ وخيمة لا تُحمد عقباها ليس على أمن الشرق الأوسط وحسب، بل، على أمن العالم برمته.
وفي الوقت الذي لم يستبعد فيه أحمد لجوء إسرائيل ربما إلى تحريك الخلايا الإرهابية في سيناء وعدد من المحافظات المصرية انتقاماً من موقف القاهرة من العدوان على غزة ووقوفها سداً منيعاً بوجه مخطط التهجير الجديد، أكد أن الجيش والأمن المصري متيقظ تماماً، حيث العمل ليل نهار لتجنب أية خروقات أمنية محتملة.
وينفي أحمد في حديثه لـ LebanonOn تراجع الدور المصري عربياً، فالأولوية المصرية هي لحل القضية الفلسطينية بشكل عادل وشامل ونهائي وهذا ما نادى به الرئيس السيسي ووزير الخارجية من على منبر الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وتمَّ طرحه في كل الزيارات المتبادلة سواء للرئيس السيسي إلى الخارج أو للرؤساء والديبلوماسيين الغربيين إلى مصر، بالإضافة إلى التزام مصر بالأمن القومي العربي خاصة لدول الخليج، فضلاً عن المشاركة الفاعلة في حل القضايا الخلافية في لبنان وسوريا والعراق وليبيا والسودان وإن تفاوتت نسبة التدخل المصري من أجل حل الخلافات في هذه الدول وإصلاح العلاقات مع دولة قطر والجمهورية التركية، مشدداً على أن الأيام المقبلة ستُثبت أن الدور المصري الخارجي في صعود مستمر.