ترامب الرئيس الأميركي العتيد: أنتم اللبنانيون أذكياء و"شاطرين"

خاص ON | مارون يمّين | Monday, December 11, 2023 9:23:00 AM

مارون يمّين – خاص LebanonOn

تتصاعد مرة جديدة أسهم الرئيس السابق دونالد ترامب في استطلاعات الرأي الأخيرة في الولايات المتحدة الاميركية كمرشّح للرئاسة الاميركية، حيث ستُجرى الانتخابات قبل أسابيع من نهاية العام 2024. وفيما الأنظار شاخصة نحو ترامب، الرئيس الذي حكم اميركا قبل 3 سنوات، تقترب حظوظ الرئيس الحالي جو بايدن بالفوز بولاية ثانية، من أدنى مستوياتها وفق الإحصاءات الاخيرة، خصوصا مع تعاظم الدور الاميركي في حرب غزة، والفيتو الاميركي الاخير لعدم وقف اطلاق النار في القطاع.

يقول والد صهر دونالد ترامب، المحامي ورجل الأعمال اللبناني مسعد بولس في حديث خاص مع موقع LebanonOn إنّه "حتى الآن من المؤكد ان ترامب بات ترشّحه جازما للإنتخابات الرئاسية الاميركية، ومن المؤشرات التي تؤكد ذلك عدد المرشّحين الجمهوريين الذين انسحبوا من السباق، بالإضافة الى نسب الاستطلاعات المتقدّمة التي يحصل عليها ترامب في الآونة الأخيرة"، لافتا الى أنّ "معظم الإحصاءات تعطي الرئيس ترامب 70%، وهو ليس بحاجة إلى هذه النسبة ليتأهّل ضمن الإنتخابات التأهيليّة، في حين، وفي درجات بعيدة عن ترامب يأتي في المرتبة الثانية حاكم ولاية فلوريدا رون دي سانتيس، وفي المرتبة الثالثة السفيرة السابقة للولايات المتحدة الاميركية لدى الامم المتحدة نيكي هيلي، ويمكن القول أنّ حظوظهما معدومة نوعا ما".

وعن أسباب تقدم ترامب في الإنتخابات التأهيليّة للإنتخابات الرئاسية الأميركيّة، يفنّد بولس النقاط كالآتي: "إجمالا هناك عادات تُتّبع في الولايات المتحدة الأميركيّة بخصوص الإنتخابات التأهيليّة للرئاسة الاميركية؛ من هذه العادات ألّا يكون هناك مرشحون كثر في وجه الرئيس في حال كان في منصبه ويريد الترشّح عن نفس الحزب لولاية ثانية، ونعلم بأنّ ولاية ترامب الاولى إنتهت منذ ثلاث سنوات، لذلك نشهد اليوم عددا مرتفعا في المرشحين عن الحزب الجمهوري في وجهه بالرغم من حظوظهم المتدنية، ويمكن القول بأنّ هذه الخطوة أو هذا الواقع قد كسر القاعدة الأميركية المتّبعة في الانتخابات التأهيلية خصوصا أنّ أحدا منهم تمكّن من الحصول حتّى على 10% من نسب الأصوات".

وتابع: "هذه المرة الثانية في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية التي يترشّح فيها رئيس لولاية ثانية بعد إنقضاء عدة سنوات على انتهاء ولايته الاولى، وآخر مرة حصل هذا الامر منذ 100 سنة تقريبا، وهذا الامر ليس معتادا كثيرا في السياسة الرئاسية الإنتخابية الاميركية"، معتبرا أنّ "ترامب يشكّل حالة فريدة من نوعها  لم تشهد مثلها الولايات المتحدة الاميركية في تاريخها تقريبا، على الأقل في آخر 40 سنة؛ فقد شاهدنا مثلها تقريبا في حقبة الرئيس ريجن لا سيما فيما يتعلّق بالناخبين الاميركيين الجمهوريين؛ فهذه الحالة التي تمكّن ترامب من تشكيلها تأتي بشكل خاص كونه ليس رجلا سياسيا وأتى من خلفية إدارة الأعمال ومن خلفية التلفزيون، بالإضافة الى صراحته وعفويته وقدرته على تلبية كل الوعود التي وعد بها خلال مرحلة حملته الانتخابية التي سبقت ولايته الاولى".

هاجس ترامب والدعاوى القضائية

ورغم الدعاوى القضائية التي لا تزال تلاحق ترامب لمنع من الترشح للانتخابات الرئاسية، يمضي ترامب في عقد المؤتمرات وتنفيذ حملته الانتخابية والإعلامية. يؤكّد بولس أنّ "الملفات القضائية والقضايا المتعلقة بترامب ليس لها تاثير قانوني ودستوري مبدئيا، ولكن يمكن للبعض أن يستغلّها للتأثير على رأي الناخب الاميركي خصوصا الوسطيين منهم، الذين لا ينتمون بشكل صريح ومباشر لأيّ من الحزبين الجمهوري او الديمقراطي".

وأضاف: "الأرقام تظهر اليوم مثلا في ولاية بنسلفانيا بأن ترامب يتقدّم على بايدن بسبع نقاط كمعدّل عام، وبعشر نقاط في جورجيا وسبع نقاط ايضا في اريزونا، فاذا حصلت الانتخابات الرئاسية اليوم فترامب يفوز بشكل كاسح، خصوصا في هذه الولايات الثلاث التي كان عليها علامات إستفهام في نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي حصلت قبل ثلاث سنوات، لكن لا احد يمكنه أن يجزم بما سيحصل في خلال الـ11  شهرا المقبلة حيث تاريخ الانتخابات الرئاسية الاميركية".

ولفت بولس الى أنّ "عدد الدعاوى القضائية الجدّية بحق ترامب هو اربعة، ومعظمها سيتم البدء بالبتّ بها في العام المقبل، وهي تشكّل هاجسا بالنسبة لترامب لناحية استغلالها من قبل الأخصام في السياسة من أجل التأثير على الرأي العام الأميركي بالرغم من أنّ لا تأثيرات قانونية أو دستورية لأي من هذه الملفات على حق ترامب في الترشح للرئاسة الاميركية، وأشدّد على هذه النقطة"، مشيرا الى أنّ "تسع ولايات أميركية حاولت مؤخرا أن تجد ثغرات قانونية ودستورية لمنع ترامب من الترشح للرئاسة الأميركية عبر منع وضع إسمه على اللوائح الإنتخابية ولكن فشلت كل هذه المحاولات".

ويلخّص بولس القضايا الأربعة على النحور التالي: "القضية الاولى المتّهم بها ترامب متعلقة بأحداث يوم 6 يناير، وهي قضية مرفوعة ضدّه في واشنطن دي سي، ولا يوجد أي هاجس قانوني أو دستوري حول هذه القضية وكل القضايا الأخرى، وأعيد وأكرر ان كل هذه القضايا تم اخراجها في وجه ترامب بشكل تعسفي وأي قرار او نتيجة سلبية لأيّ منها سنواجهها بالإستئناف.

القضية الثانية تتعلق بالانتخابات تحديدا في ولاية جورجيا، فيما القضية الثالثة في فلوريدا، وتتعلّق بما يسمّى بالملفات السرية وهي نفس القضية التي دخلت على ضوئها قوات التحقيق إلى مكتب ترامب، أمّا القضية الرابعة فهي في نيويورك وتتعلق بموضوع قانون الإنتخاب والمصاريف الإنتخابية... وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن الرئيس الحالي جو بايدن إنتظر ثلاث سنوات حتى تقدّم بهذه القضايا حين تأكّد باّن ترامب سيترشّح للرئاسة الأميركية لولاية ثانية، وأنّ حظوظه مرتفعة وجدّية وهذا مؤشر على أنّ لا جدّية في هذه القضايا وأنّ المنطلق منها تعسفي".

نقاط القوة في الحملة الانتخابية لترامب

من جهة أخرى، سيركّز ترامب في حملته الإنتخابية على النتائج الكارثية التي يحصل عليها اليوم الرئيس الحالي جو بايدن في كافة استطلاعات الرأي والاحصاءات، بحسب بولس. ويتابع: "سوف يستغلّ ترامب كلّ الإنتقادات والثغرات في خطّة بايدن الإقتصادية لسيّما فيما يتعلق بالبطالة والتضخم، إضافة الى موضوع السيادة والحدود بين الولايات المتحدة الاميركية والمكسيك والخطر الذي يمثله هذا الأمر على الأمن الداخلي الأميركي وهو أحد الهواجس الأساسية لدى الشعب الأميركي، وهنا نتحدّث عن قرابة 8 الى 9 ملايين مهاجر غير شرعي دخلوا عبر هذه الحدود إلى داخل الولايات المتحده الأميركية، وترامب وعد بأنّه إذا انتخب مرة ثانية سوف يقوم باقفال الحدود بشكل كامل والضغط على الحكومة المكسيكية لإنزال الجيش المكسيكي لمراقبة عمليات الهجرة غير الشرعية التي تحصل عبر هذه الحدود وأن لا تتكفّل الولايات المتحدة الاميركية لوحدها بمسؤولية هذا الامر وأن تتكبّد التكاليف لوحدها".

وأضاف: "النقطة الثالثة التي يمكن ان يركّز عليها ايضا الرئيس ترامب في حملته الإنتخابية هو موضوع النفط، ففي ولاية الرئيس ترامب الاولى، ولأوّل مرة في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية صار إنتاج البترول تقريبا ذاتيا، أيّ لم تعد بحاجة في وقتها إلى استيراد حتى برميل واحد من النفط، وعندما أتى بايدن أوقف جزءا كبيرا من هذا الإنتاج".

فهل سيكون الرئيس الأميركي العتيد؟ بحسب بولس "تشير الأرقام والمعطيات السياسية والجيو - سياسية المتوفرة حاليا، إلى انّ ترامب سيكون رئيسا للولايات المتحدة الأميركية في العام 2024، ولكن دائما لا يمكننا ان نجزم كون هذه المعطيات وهذه الوقائع يمكنها ان تتبدل نسبة للظروف التي قد تحوّل الرأي العام الأميركي".

"أنتم اللبنانيون أذكياء وشاطرين"

وفي ختام حديثنا مع بولس تطرقنا الى علاقته الشخصية مع ترامب، فقال: "نلتقي بشكل دائم وبشكل عائلي. الرئيس ترامب يحبّ لبنان كثيرا وفي لقائي الأوّل معه قبل خمس سنوات عندما كان في البيت الأبيض، قال لي أنتم اللبنانيون أذكياء وشاطرين وناجحين بالأعمال وكلّ المجالات والطبّ وغيرها.. فكان هذا أول إنطباع لديه عن اللبنانيين حتى من قبل أن نصبح أقرباء، واؤكد في الختام أن لديه رأي ايجابي تجاه لبنان".

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا