يوم تغيَّر العالم منذ 82 عاماً ... بيرل هاربر: أبرز حدث غيَّر مسار الحرب العالمية الثانية

خاص ON | عزت ابو علي | Thursday, December 7, 2023 7:15:00 PM

عزت ابو علي -LebanonOn

شهدت الحرب العالمية الثانية أحداثاً غيَّرت مجرياتها وموازين القوى بين الدول المتحاربة، إلا أن الهجوم الياباني على القاعدة البحرية الأميركية في بيرل هاربر شكَّل أبرز حدث دفع بالولايات المتحدة الأميركية لدخول الحرب، وهو ما أدى في النهاية إلى انتصار الحلفاء والقضاء على النازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا والامبراطورية اليابانية.

ففي السابع من شهر كانون الأول من العام 1941 شنَّت طائرات يابانية غارات جوية مباغتة على الأسطول الأمريكي المتمركز في المحيط الهادئ في جزر هاواي، وفي الوقت الذي رأت فيه واشنطن أن العمل عدائي اعتبرت طوكيو أن الهجوم يعد ضربة وقائية لإبعاد الأسطول الأميركي في المحيط الهادئ عن الحرب التي كانت تخطط اليابان لشنِّها في جنوب شرق آسيا ضد بريطانيا وهولندا والولايات المتحدة.

تنفيذ الهجوم:

نفذت اليابان الهجوم على دفعتين، وشاركت في العملية 353 طائرة حربية يابانية انطلقت من ست حاملة طائرات إضافة إلى عدة غواصات لتدمير السفن الأميركية وتدمير الطائرات الحربية الرابضة على الأرض.

ونتج عن الهجوم إغراق أربع بوارج حربية تابعة للبحرية الأمريكية، كما دُمِّرت أربع بوارج أخرى، بالإضافة إلى إغراق ثلاثة طرادات بحرية، وثلاث مدمرات وسفينة لزرع الألغام البحرية، وعلى مستوى القوات الجوية نجحت اليابان في تدمير حوالي 188 طائرة للقوات الأميركية.

أسفرت الهجمات عن مقتل حوالي 3000 أميركي وجرح 1300، في مقابل خسائر ضئيلة لليابان لم تتجاوز 29 طائرة وأربع غواصات ومقتل 65 جندياً فقط.

وعلى الرغم من ذلك لم تنجح اليابان بسبب الكثافة النارية للدفاعات الأرضية الأميركية من تدمير محطة توليد الطاقة، وحوض بناء السفن، ومركز الصيانة، ومحطة الوقود، ومخازن الطوربيد، فضلاً عن أرصفة الغواصات، ومقر البحرية الأمريكية ومقر قسم الاستخبارات.

الخلفية التاريخية للعداء بين الولايات المتحدة واليابان:

على مدى تاريخها كانت اليابان تطمح للسيطرة على ملايا البريطانية وجزر الهند الشرقية الهولندية من أجل الحصول على الموارد الطبيعية كالنفط والمطَّاط، وبهدف تحييد الأسطول الأمريكي في المحيط الهادئـ لذا خططت البحرية الإمبراطورية اليابانية في توجيه ضربة عسكرية للأسطول في قاعدته في هاواي الأمر الذي سيوفر الحماية لليابان حال احتلالها الهند الشرقية الهولندية وملايا البريطانية.

وامتلكت الولايات المتحدة واليابان خطط طوارئ طويلة المدى لمواجهة الحرب في منطقة المحيط الهادئ، وكان يتم تحديثها باستمرار مع تصاعد التوتر بين البلدين الذي زاد بشكل مطرد خلال الثلاثينيات، مع توسع اليابان في منشوريا والهند الصينية الفرنسية، وردت الولايات المتحدة ودول أخرى بفرض عقوبات على الإمبراطورية اليابانية.

لكن السبب المباشر كان في العام 1940، حين أوقفت الولايات المتحدة شحنات الطائرات، وقطع الغيار، والمعدات الآلية، وبنزين الطيران استناداً لقانون الرقابة على الصادرات، وهو ما اعتبرته اليابان عملاً عدائياً، إلا أن الولايات المتحدة لم توقف صادراتها النفطية إلى اليابان في ذلك الوقت لأن واشنطن كانت تعتقد بأن مثل هذا الإجراء سيكون خطوة متطرفة، نظراً لاعتماد طوكيو على النفط الأمريكي، وبحسب نصائح الخارجية الأميركية في ذلك الوقت فإن هتاك احتمالاً كبيراً أن تعتبر اليابان تلك الخطوة نوعاً من أنواع الاستفزاز.

النتائج:

أجبر الهجوم الياباني على بيرل هاربر الولايات المتحدة الأمريكية على دخول الحرب العالمية الثانية إلى جانب الحلفاء فأعلن فرانكلين روزفلت الحرب على اليابان في اليوم التالي للهجوم أي في الثامن من كانون الأول عام 1941، كما سبب الهجوم أسوأ كارثة حلت بالقوات البحرية الأميركية محققةً الأهداف التي وضعها اليابانيون.

ونجح الهجوم في إغراق قطع الأسطول الأمريكي الكبيرة وبدا الهجوم ناجحاً لليابانيين الذين أستطاعوا بالتخطيط المميز للأدميرال الياباني ياماموتو من جهة ومن الإهمال الأميركي من جهة ثانية في تدمير الأسطول الأمريكي في بيرل هاربر الذي كان ببساطة أول عنصر في سياسة اليابان الكبرى التوسعية.

في أوروبا، أعلنت ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية في وقت لاحق الحرب على الولايات المتحدة فور البدء في العمليات القتالية ضد عضو المحور حيث قال هتلر في كلمة ألقاها: "الحقيقة أن الحكومة اليابانية التي ظلت تتفاوض لسنوات مع هذا الرجل (أي فرانكلين روزفلت)، أصبحت في النهاية تشعر بالملل من سخريته منها بهذه الطريقة الغير لائقة، قد ملأنا نحن الشعب الألماني وجميع الناس المحترمين أمثالنا في العالم بالارتياح العميق، وبالتالي، فقد اضطرت ألمانيا وإيطاليا ولاءً للاتفاق الثلاثي إلى مواصلة الكفاح ضد الولايات المتحدة وإنجلترا معاً جنباً إلى جنب مع اليابان، من أجل حرية واستقلال هذه الدول والإمبراطوريات، ونتيجة لتوسع سياسة الرئيس روزفلت، التي تهدف إلى الديكتاتورية والهيمنة على العالم بغير قيود، لم تتردد الولايات المتحدة وإنجلترا في استخدام أية وسيلة ممكنة لانتزاع حقوق الأمة الألمانية والإيطالية واليابانية لحساب وجودها الطبيعي، لم يكن ذلك لأننا حلفاء لليابان، ولكن أيضاً لأن ألمانيا وإيطاليا لديهم دراية وقوة كافيتين لفهم وجود أو عدم وجود تلك الدول في ظل هذه الظروف التاريخية".
   

الآثار الاستراتيجية:

لم تحصل اليابان على مرادها جراء الهجوم وهذا ما اعترف به الأدميرال هارا تادايكي عندما اعترف بعد الحرب بأن بيرل هاربر حققت انتصاراً تكتيكياً عظيماً، لكنها بالنهاية كانت سبباً لخسارة الحرب.

الهجوم الذي حقق أهدافه المنشودة، تبيَّن لاحقاً أنه لم يكن ذات أهمية كبرى، فاليابان لم تكن تعلم أن البحرية الأميركية كانت قد قررت في عام 1935 التخلى عن عبور المحيط الهادىء والوصول إلى الفلبين، وهذا ما أدلى به لاحقاً الأدميرال الياباني يزوروكو ياماموتو الذي وضع الخطة الأساسية للهجوم، فالولايات المتحدة طورت خطة أورانج لطوارىء الحرب ضد اليابان، إلى خطة جديدة عُرفت باسم خطة الكلب حيث نجحت الخطة في إبقاء القوات الجوية اليابانية خارج المحيط الهادئ من جهته الشرقية وبعيداً عن الممرات الملاحية المؤدية إلى أستراليا، توازياً مع تركيز الولايات المتحدة جهودها لهزيمة ألمانيا النازية، لكن اليابان علمت بالأمر متأخرة في العام 1942 خلال حملة "غوادالكانال" لتتوالى الأحداث لاحقاً والتي انتهت بهزيمة اليابان واستسلامها تحت ضربات الولايات المتحدة الأميركية.

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا