العدو الإسرائيلي يناور كلامياً: ماذا بعد انتهاء الهدنة؟ هل يرضخ العدو للتبادل أم يُشعِل الجبهات مجدداً؟

خاص ON | عزت ابو علي | Wednesday, November 29, 2023 6:32:00 PM


عزت ابو علي – LebanonOn

على وقع تصريحات قادة العدو الإسرائيلي تعيش المنطقة برمتها حالة ترقب لما هو آتٍ بعد انتهاء الهدنة الإنسانية في قطاع غزة، فماذا تُخفي هذه التصريحات خلفها وهل سيكون التصعيد هذه المرة سيد الموقف؟

بالأمس خرج الناطق باسم جيش الاحتلال بمؤتمر صحفي ولفت الانتباه تهربه مراراً وتكراراً من الإجابة على سؤال حول أعداد الأسرى الذين بحوزة المقاومة في القطاع، فماذا خلف هذا الصمت؟

يقول المنسق السابق للحكومة اللبنانية لدى اليونيفيل العميد منير شحادة في حديثه لـ LebanonOn إن العدو لغاية اليوم لا يملك عدداً دقيقاً حول أسراه خاصة العسكريين منهم، ويلفت إلى أن العدو لا يريد إعطاء رقماً غير صحيح، وبذلك يؤكد العميد شحادة أن الأمر عائد لخشية الاحتلال من وقوع المزيد من الأسرى في قبضة المقاومة حال استئنافه لهجومه على غزة بعد انتهاء الهدنة.

ويرى العميد شحادة أن اعتراف كبير حاخامات الجيش الإسرائيلي بسقوط قتلى وجثثهم في قبضة المقاومة في غزة يعود بجزء منه إلى الشريعة اليهودية التي تعطي أولوية لاستعادة جثث الجنود القتلى واستعداد العدو لدفع ثمن الجثة بشكل أكبر من جندي لا يزال على قيد الحياة، ويعد هذا الاعتراف ضغطاً من الجناح الديني في جيش العدو على حكومة بنيامين نتنياهو لاستعادة جثث قتلاه مهما بلغ الثمن.

ويؤكد العميد شحادة أن تصريحات رئيس الموساد حول عدم الحديث عن صفقات مستقبلية أكبر قبل استعادة كل الأسرى من المدنيين والأطفال، ما هو إلا ترجمة لتمديد الهدنة للانتهاء من موضوع المدنيين من جهة والانتقال للحديث عن موضوع الأسرى من العسكريين كما يصرح قادة حركة حماس فالثمن مقابل هؤلاء تبييض السجون وإفراغها من المعتقلين الفلسطينيين، ويشدد العميد شحادة على أن تبييض السجون سيشكل نصراً عظيماً للمقاومة الفلسطينية وضربة قاضية لحكومة نتنياهو فهذه الكلمة ستؤثر على معنويات جيش الاحتلال بشكل خاص وعلى مصير "الدولة الصهيونية" برمتها بشكل عام.

ويلفت العميد شحادة إلى أن المقاومة تدرك ذلك جيداً لذلك هي مصرة أكثر من أي وقت مضى على تفريغ السجون لوقع عبارة "سجون العدو فارغة من الفلسطينيين" الكبير على معنوياته المنهارة أصلاً.

وعن قدرة المقاومة على تحقيق ذلك يشير العميد شحادة إلى قابلية التحقق لهذا الوعد، لأن غزة مدمرة بشكل شبه كامل بالإضافة إلى أعداد الشهداء التي تخطت الـ 15 ألفاً فالمقاومة الفلسطينية ليس لديها شيء تخسره، والمقاومة وشعبها يدركون جيداً أن إفراغ السجون هو أكبر من كل الدمار وأعداد الشهداء، فتبييض السجون يعني انكساراً كبيراً للاحتلال وكلفة ذلك عليها أكبر بكثير من 15 ألف شهيد فلسطيني.

وعن زيارة كبار قادة جيش العدو للجبهة مع جنوب لبنان يؤكد العميد شحادة أن هذا يعود لمحاولة رفع معنويات الجيش على الجبهة الشمالية، ورسالة للمقاومة في لبنان بأن حرب غزة لا تعني إدارة الظهر للحدود مع لبنان في حال شن الحرب هناك.

وبشأن تصريحات وزير الأمن القومي الصهيوني بن غفير الذي هدد فيها بأن وقف الحرب على غزة قد يؤدي إلى حلِّ حكومة تل أبيب يلفت العميد شحادة إلى أن بن غفير يلعب دور اليميني المتطرف في إسرائيل ويُذكِّر بأن بن غفير هو من كان على رأس الحملات الداعية لاقتحام الأقصى قبل عملية طوفان الأقصى والاعتداء على المصلين لذلك بن غفير يزايد على نتنياهو وهو يدل على تخبط الاحتلال في مواجهة القادم.

ويرى العميد شحادة أن تهديدات العدو باستئناف الحرب بعد انتهاء الهدنة ما هي إلا زوبعة في فنجان فمنذ بداية الحرب رفع نتنياهو السقف عندما صرح أن لا نهاية للحرب إلا باستعادة الأسرى وسحق حماس وفشل نتنياهو في الأمرين ورضخ للتفاوض، ويشدد على أن استئناف القتال ليس من مصلحة العدو الإسرائيلي، ويؤكد أن المشكلة في تل أبيب ليست الآن بل عندما يحين الوقت للتفاوض حول الاسرى العسكريين والثمن تبييض السجون وهو ما سيدفع العدو لاستئناف القتال حفظاً لماء وجهه، لكن هذه المرة وبحسب العميد شحادة فإن العدو لن يحصل على الضوء الأخضر نفسه من الغرب خاصة وأن جرائم الاحتلال انفضحت في الغرب وتكشفت للمجتمعات هناك، ونتنياهو لا يملك شيئاً ليقدمه إلا المجازر، والمشكلة له ستكون على الطرفين في حال إيقافه الحرب أو معاودتها، ففي حال وقف الحرب فهذا يعني اعتراف بالهزيمة وفي حال استئناف القتال فإن جيش العدو لن يتمكن من تحقيق أي هدف عسكري وهو لم يدخل إلا إلى 20 بالمئة من أراضي غزة ويواجه فيها مقاومة عنيفة وخسائر كبيرة، ليس هذا فحسب بل إن قيام حماس بمبادلة عدد من الأسرى في شمال القطاع وضرب الصواريخ منه حيث يزعم الاحتلال السيطرة هناك فإن هذا يدل على أن العدو لم يسيطر على غزة ولن ينجح بذلك وأكثر ما يمكن فعله هو تطويق غزة من 3 جهات فقط.                  

 

| تابعوا آخر أخبار "Lebanon On" عبر Google News اضغط هنا

| لمتابعة آخر الأخبار والتطورات اشتركوا بقناتنا عبر واتساب اضغط هنا