عزت ابو علي - LebanonOn
منذ انهيار الاتحاد السوفياتي وتلاشي الحرب الباردة التي كادت أن تشتعل في أية لحظة بين الجبارين "الاتحاد السوفياتي الروسي من جهة والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى"، عاش العالم لفترة ليست بالقصيرة من الأحادية، لكن مع بروز الدور الروسي الجديد والصيني المتعملق وأوروبا الباحثة عن مجدها الضائع باتت الأسباب الموجبة لاندلاع حرب عالمية ثالثة محققة بجميع مسمياتها.
تفتقد الحرب إلى الفتيل الذي سيشعل برميل البارود، فهل ستكون غزة هي المنطلق؟
يقول الباحث والمحلل السياسي الدكتور خالد زين الدين في حديثه ل "LebanonOn " إن العالم وإن لم يكبح المجازر التي تحدث في غزة على أيدي العدو الإسرائيلي، فإن القطاع سيكون شعلة للحرب الإقليمية ثم العالمية.
ويستند زين الدين في قراءاته إلى أن العالم اليوم بات يعرف حقيقة المعتدي جيداً، فعلى سبيل المثال فإن مركز رصد المظاهرات الإسرائيلي أجرى مراقبة واسعة واستطلاعاً للرأي، فأظهرت النتائج أنه ومع بداية 7 اكتوبر لغاية 14 اكتوبر كانت المظاهرات تفيد بأن ما نسبته 69 بالمئة مؤيدة لفلسطين في العالم مقابل 31 بالمئة مؤيد لإسرائيل.
لكن الاستطلاع الجديد الذي ظهرت نتائجه بالأمس أظهر أن النسب تغيرت حيث أعطت 95 بالمئة لفلسطين في مقابل 5 بالمئة لكيان الاحتلال.
وتؤكد هذه النتائج أن العدو يريد إعادة الأمور إلى مربعها الأول حين كان يدعي أمام العالم أنه يعيش مظلومية وسط محيط عربي يعاديه، لكن اليوم تصب الأمور كلها لصالح الفلسطينيين على مستوى الرأي العام العالمي.
ويشير زين الدين إلى أن التاريخ يعيد نفسه، فقبل الحرب العالمية الثانية صعد النازيون والفاشيون في أوروبا للحكم، موسوليني في ايطاليا، هتلر في ألمانيا، ستالين في الاتحاد السوفياتي، ثيودروس في اليونان النازي وفرانشيسكو في اسبانيا، وكل هؤلاء كانوا متعطشين للنازية واليمينية ولأمجاد الماضي والأخطر أنهم كرهوا وناهضوا التعددية الثقافية والدينية، وهذا كان السبب الرئيسي للحرب العالمية الثانية.
ويؤكد زين الدين أن صامويل فيليب مخترع مصطلح الإرهاب لتشريع القتل والإجرام والتنكيل والهروب من المحاسبة والمعاقبة وتشريع الجريمة، يعد من أهم موقظي اليمينية المتطرفة في هذا العالم.
ويرى زين الدين أن الأحداث التي سبقت الحرب العالمية الثانية تتكرر حرفياً اليوم، فإضافة إلى أزمة كورونا والتضخم والأزمات المالية العالمية وتعثر سلاسل الإمداد وانهيار البنوك وإفلاس الدول، يأتي الصراع الجيوسياسي الأميركي - الصيني والروسي وخاصة في الشرق الاوسط عاملاً مساعداً لاشتعال فتيل حرب كبرى، هذا بالإضافة إلى التجربة العسكرية المصغرة من خلال الحرب بين أذربيجان وأرمينيا والتي أيقظت الاتحاد السوفياتي، وهو ما تُرجم في الهجوم الروسي على أوكرانيا وانقسام العالم إلى معسكرين كل طرف فيه بوجه الآخر.
ويؤكد زين الدين أن العالم بات على أبواب الحرب الكبرى للأسباب الآنفة الذكر بالإضافة إلى صعود نجم النازيين مجدداً في أوروبا، وربط اليهود لحربهم الحالية بنبوءات توراتية.
في المحصلة، يبدو أن الدول الكبرى لم تتعلم من أخطاء الماضي المرير وفقدان هيئة الأمم المتحدة لهيبتها وغياب دور مجلس الأمن أو تغييبه عمداً سيدفع العالم إلى حافة الانفجار الذي ربما لن يكون هذه المرة تقليدياً فقط بل نووياً وأكثر وهو ما ينذر بالقضاء على الحضارة الإنسانية إلى غير رجعة.