حسين صالح - LebanonOn
يواصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على الأراضي اللبنانية وانتهاكاته للقرارات الأممية، من بينها القرار 1701، وكان آخر مزاعمه "الإغارة على مستودع أسلحة تابع لحزب الله"، إلا أن مستودع الأسلحة هذا الذي تحدث عنه جيش الاحتلال لم يتطاير منه سوى "الفخاد والجوانح"، فقد تبيّن لاحقا أن المكان المستهدف هو مزرعة دواجن ومخازن لعلفها.
في المقابل، فإن حزب الله لم يسكت على تخطي العدو قواعد الاشتباك التي فرضتها المقاومة، لا سيما بعد استهداف مدنيين في الجنوب، تحت ذريعة الاشتباه بنقل السيارة التي تقلّهم أسلحة، فأطلق صلية من الصواريخ باتجاه كريات شمونة، مطبقاً قاعدة الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله "المدني بالمدني"، ناهيك عن إدخال المسيّرات الانتحارية قيد الخدمة وعمي الإسرائيلي بـ"حرب العواميد".
وفي سياق ما يجري في أرض المعركة، قال العميد المتقاعد ناجي ملاعب في حديث لـ"LebanonOn" إن "قواعد الاشتباك المعتمدة حاليا اعتمدها الحزب بناء على التوافق العسكري الذي بدأ في تفاهم نيسان عام 1996 بعد عملية عناقيد الغضب الذي قضى بعدم استهداف المدنيين".
وأضاف ملاعب أن "بعدما خرج الإسرائيلي من لبنان في 2006 خالي الوفاض ومن دون شروط أصبحت المعادلة وفق المقاومة هي نوعية السلاح المستخدم".
وأكد ملاعب "حق المقاومة بالدفاع عن أرضها وتحرير المحتلة منها للبنان بالوسائل كافة بناء على ما ينص عليه البيان الوزاري، وما قام به الحزب من قصف على مراكز عسكرية إسرائيلية تقيم على أراض لبنانية محتلة هو ما استدرج فرقتين عسكريتين إلى الجبهة الشمالية ونصف القبة الحديدية ما مكّن المقاومة من تحيقيق صمود لافت في غزة".
ولفت الجنرال ملاعب إلى أن "ما قاله نصرالله في خطابه الأخير وتركه على جميع الاحتمالات مفتوحة يعني أن لا تقيّد بقواعد اشتباك، ولكن لا يعني أن الحزب سيكون البادئ بتخطيها".
تكتيكيا، أكد ملاعب أن "حزب الله غّيّر أساليبه وأصبحت عناصره أكثر تخفّيا لذلك انخفض عدد الشهداء"، مشيرا إلى أن "لا انتشار عسكري للحزب على الحدود إنما هذا الانتشار يقوم به عناصر اليونيفيل والجيش اللبناني، والحزب ما يفعله هو نقل صواريخ من مستودعاته السرية إلى أمكنة الإطلاق".
وفي ما يخصّ مشاركة بعض الأجنحة العسكرية اللبنانية كقوات الفجر وكتيبة الشهيد أبو طه وحركة أمل، رأى ملاعب أن مشاركتها هي نوع من وجود عراضة أكثر مما هو فعل، أما المشاركة المميزة فهي تعود إلى كتائب القسّام وسرايا القدس في لبنان لأنهم تلقّوا التدريبات اللازمة وممكن أن يكون الحزب قد زوّدهم بالصواريخ اللازمة، لذلك مشاركة الفصيلين الفلسطينيين قد تكون فاعلة أكثر من باقي الفصائل اللبنانية التي ليس لديها تدريب في هذا المجال".
وعن اختراق القرار 1701، أشار ملاعب إلى أن "هناك تجاوزات كثيرة تتمثّل في اختراق الطيران الحربي الإسرائيلي للأجواء اللبنانية وقصف سوريا من لبنان، ولا يكفي تقديم شكوى إلى مجلس الأمن فقط بل يجب أن يمنع اليونيفيل ذلك، وكان موقف القوات الدولية مفاجئا لناحية بيانها تجاه قصف المدنيين".
أما عن التوغّل البري "الإسرائيلي" في غزة، فقال ملاعب إن "العدو نال لأول مرة صفعة قوية في غلاف غزة نتيجة الإرادة العالية للفلسطينيين"، وشرح ما يتعرّض إليه العدو داخل القطاع من صعوبات في التوغل وأبرزها "مواجهة الآليات العسكرية التابعة للعدو، العبوات الناسفة القريبة وقذائف الياسين، بالإضافة إلى ضرب مدافع الهاون التابعة لكتائب القسام التجمعات العسكرية خلف أمكنة التوغّل، وقد اعتمد العدو تغطية دباباته بسواتر ترابية ليتمركز بوضع دفاعي، ما يسهّل على مقاتلي حماس المواجهة عن قرب، والفلسطينييون يتعاملون مع العملية بما يلزم بينما الإسرائيلي يعتمد التعمية الإعلامية ويمنع وسائل الإعلام التابعة له من تغطية الأحداث في القطاع، في وقت إنّ المقاومة الفلسطينية تنشر مقاطع فيديو من الداخل وتكشف تفصيليا عن ما حققته من أهداف".
وختم ملاعب بأن "إسرائيل عاجزة عن القتال على جبهتين، ولكن هناك حرب استنزاف طويلة الأمد، والخوف هو من قيام الحكومة اليمينية المتطرفة من أعمال همجية طالما لديها سيطرة جوية تجاه لبنان".
خلاصةً، فالمنطق يقول إن "إسرائيل" غير قادرة على الدخول في جبهتين مختلفتين، لأن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يعي جيدا ما قد يحل بجيشه، ويعي جيدا أيضا نهايته في حال أنهى الحرب اليوم على غزة...